الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

الدكتور قمر شعبان الندوي

الملخص:
تتكون الهند من شتى اللغات والثقافات، والطقوس والتقاليد، يتكلم أهلها بلغات تنطق على مستوى العالم بفضل الدراسة والتدريس، وعن طريق خبرات الترجمة، والمهارات الوظيفية، وفي جانب آخر تنطق في مختلف مناطق الهند لهجات ولغات إقليمية من الرسمية والمحلية لايستطيع أن يفهمها حتى أغلبية من أبناء جلدتها من غير سكان تلك المنطقة، ولكن اللغة العربية فيما بين هذه اللغات واللهجات قد حلت في المراكز التعليمية الإسلامية محل اللغة الأولى، بغض النظر عن تأثيرها في بعض اللغات الهندية من النواحي: الصوتية والتعبيرية والمعنوية أيضا، كاللغة الأوردية التي-بتأكيد ورأي بعض علماء اللغة بالهند-هي أكثر لغات العالم تأثرا بلغة القرآن، إذ أخذت الأوردية حروف الهجاء وعلم العروض وكثيرا من التراكيب والأوزان والصيغ من اللغة العربية، وأما بالنسبة للمفردات العربية فهي تستخدم في الأردية على أربعة أنماط، وهي على النحو المذكور أدناه:
1-   كلمات عربية تنطق بالأردية باللهجة المحلية، وتفيد معانيها العربية أمثال: مشغول، ومقصد، وموت، ومعاني، كتاب، محفل، محض، مجموعه، ونحوها. 
2-   كلمات عربية منطوقة بلهجة محلية، وقد خصّص لها من معان في الأردية، مثلا: حفظ: معناها بالأردية حفظ القرآن الكريم. وكلمة "انتقال" تفيد في الأردية بمعنى "الموت"، أما في العربية فلاتفيد هذا المعنى إلا إذا قيل في الجملة "انتقل إلى رحمة الله تعالى".
3-   كلمات عربية تفيد في الأردية معاني غير معلومة عند العرب أوعكس ما يستعملها العرب، مثلا:  مدينة: معناها في الأردية، المدينة المنورة.  –اتفاقية أو اتفاقًا: معناها في الأردية، صدفة.
4- كلمات عربية تستعمل بالأردية في كلام الفقهاء والقضاة والعلماء، ولايستخدمها العامة من الناس مثلا كلمة "إجماع" مصطلح فقهي لايستعمل في كلام العامة.  
واللغة العربية رغم تأثيرها في الأردية لم تكن آمنة من التأثر بها وباللغات الهندية الأخرى في الهند، فدارسو العربية والعاملون بها في الهند ينتمون إلى مناطق مختلفة وينحدرون من شعوب شتى، لغاتها الأم مختلفة وكذلك لهجاتها مختلفة، وإنهم لا يتعلمون العربية من الأساتذة العرب، بل من الأساتذة الهنود، فطبعا تؤثر لغاتهم الوطنية في عربيتهم وفي طريقة نطق المفردات، والتعابير، والجمل، والمعاني والأفكار.
المقدمة:
إن مشاكل الثنائية اللغوية في الهند متشعبة الأطراف، وذلك لكثرة اللغات الرسمية، وغير الرسمية مع لهجاتها التابعة لها، إذ بلغ عدد لغات الهند -التي تتضمن اللهجات واللغات المحلية والعامية والدارجة والرسمية- ما يقارب ألفا وست مئة وثلاثا وثمانين لغةً (1683)، وأما اللغة العربية فقد احتلت في بعض مناطق الهند مكانة اللغة الثانية، وازداد إقبال الناس الآن على تلقي هذه اللغة أكثر من ذي قبل، وذلك من أجل اتساع نطاق الاحتكاكات بين الهند والعالم العربي، في المستويات الثقافية، والدبلوماسية، والسياسية، والوظيفية، والتجارية، ولكن رغم كل ذلك إن المشتغلين باللغة العربية دراسةً وتدريساً في الهند، هم أجانب، ثم تُدرَس العربية فيها فيمابين مئات اللغات الهندية، ودارسوها ينطقون بلغات ولهجات مختلفة، وذلك ما يؤدي إلى إحداث خلل لغوي، ومشاكل لغوية في كنه اللغة العربية الفصحى في الهند، وكان هذا الوضع السائد على اللغة العربية يتطلب دراسة تحليلية للمشاكل التي تواجهها العربية من أجل الثنائية اللغوية في الهند.
فتعالج هذه الدراسة قضية الثنائية اللغوية، وتأثر اللغات الهندية والعربية بعضها ببعض، وما طرأ ويطرأ من أجلها من الخلل في العربية الفصحى كتابةً وتحدثاً عند الهنود، وتتمحور الدراسة حول معالجة المشاكل والقضايا اللغوية المذكورة فيمايلي:
1-       المشكلة الصوتية.
2-       المشكلة التعبيرية.
3-       مشكلة بين التفكير والكتابة.
4-       مشكلة الإعراب والضبط.
واعتمدت الدراسة على ثلاثة مناهج:
أولا: المنهج الوصفي: يعني "عملية وصف للظواهر اللغوية، والظواهر المتعلقة باللهجات، وتحديد خصائصها   المتمثلة بلغة التخاطب".
ثانيا: المنهج التحليلي: يعتمد على دراسة البنية الوظيفية والتحليل اللغوي.
ثالثا: المنهج التقابلي: يعتمد على عرض أصول مفردات اللغات المدروسة في البحث.
       والبحث منقسم إلى ملخص ومقدمة ومبحثين : المبحث الأول في تأثير اللغة العربية في لغات الهند، (اللغة الأوردية أنموذجا)، والمبحث الثاني عن تأثر اللغة العربية بلغات الهند (صوتًا وتعبيرًا وتلفظًا)

المبحث الأول
تأثير اللغة العربية في لغات الهند (اللغة الأوردية أنموذجا)،
العلاقات العربية-الهندية:
العلاقات الهندية-العربية لم تزل ولاتزال قائمة منذ عصور عريقة في القدم، وفي ضوء دراسة بعض المحققين يرجع تاريخ العلاقات الهندية-العربية عن طريق التجارة إلى ألفي عام قبل الميلاد([1])، ولكنها ظلت في ارتباط أوثق وأوطد منذ فجر الإسلام، إذ وفد الصحابة البررة دعاة إلى الهند، ثم بدأ نطاقها يتسع ويتوطد على مر العصور والأزمان بحد، تأثرت الهند بالعرب حضارةً وثقافةً ولغةً وأدباً، حتى وجدت بالهند مناطق ناطقة بالعربية، وفي ضوء الإحصائيات الحكومية للغات الهندية، بلغ عدد ناطقي اللغة العربية في الهند 51،728 (واحدا وخمسين ألفا وسبع مئة، وثمانية وعشرين شخصاً)([2])، وهذا العدد يتجاوز عدد ناطقي اللغة السنسكريتية التي هي إحدى أهم لغات الهند الرسمية والتاريخية، إذ لم يتجاوز هذا العدد 14،135(أربعة عشر ألفا، ومئة، وخمسة وثلاثين شخصا)([3])، وذلك في ضوء التقرير نفسه للإحصائيات اللغوية الهندية لعام 2001م.
 فكان من الطبعي أن تتأثر لغات الهند المحلية والوطنية والرسمية، التي ينطقها المسلمون من اللغة العربية نتيجة نفوذ الإسلام والقرآن في عقليتهم، وتعاملهم ومعاشرتهم، إضافة إلى الصلات التجارية والثقافية والسياسية والاقتصادية والدبلوماسية، التي لم تكن مقتصرة على الديانة والاعتقاد الإسلامي فحسب، بل تتعدى إلى سكان الهند من الهندوس والآخرين.
ولكن اللغة الأردية فيما بين هذه اللغات واللهجات الهندية، أخذت من العربية شيئا أكثر، مما تأخذه اللغات الأخرى([4]) لا على مستوى الهند فحسب، بل على  المستوى العالمي. وتأثرت منها على جهات مختلفة من أهمها:
1-                   الأصوات.
2-                   الأعلام.
3-                   الإملاء.
4-                   العروض.
5-                   الألفاظ/ والمعاني.
6-                   الأوزان.
الأصوات:
الأصوات العربية أجنبية نسبة للأردية، ولكنها ليست خارجة عن مقدرة الناطقين بها، إن أرادوا نطقها وتقليدها، فإنهم لايجدون الصعوبة، التي يشعربها غيرهم في نطق أصوات عربية، مثل: العين والحاء والصاد والضاد، وذلك لأنهم إن لم يكونوا ينطقون بهذه الأصوات، ولكنها ليست غريبة عنهم، فإنهم سمعوها من المقرئين عند ما يرتلون القرآن الكريم، وقرؤوا في مادة التجويد الحروف العربية وصفاتها، فأصبحت هذه الأصوات في متناول جهازهم الصوتي، وهذه ميزة يشترك فيها مع المسلم الهندي المسلمون الفرس والأتراك والأفغان، وما إلى ذلك من البلدان الأخرى، إلا أن هناك عددا كبيرا من الهنود يصعب عليهم تلفظ بعض الأصوات العربية لعدم التدرب على ذلك.
وهناك مظهر آخر لتغلغل نفوذ العربية في المجتمع الإسلامي الناطق بالأردية، ويتمثل ذلك في أن المسلمين من مناطق بنجاب في باكستان يصعب عليهم النطق بالقاف فهم يبدلونها بالكاف، ولكنهم عندما ينطقون لفظة: "القرآن" فيفصحون عادة. وهكذا في منطقة حيدرآباد (الهند) حيث تعود أهلها على نطق القاف بالخاء، فينطقون القاف خاءً، ولكنهم إذا نطقوا بلفظة: "القرآن" يصيبون في النطق.
وهناك علاقة وثيقة بين مخارج الحروف العربية والحروف الأردية إلى حد كبير، فأصوات كل منهما تقريبا تدور حول المخارج التالية:
٭الحنجرة.٭وسط الحلق.٭ أدنى الحلق.٭اللهاة. ٭ اللثوي.٭وسط اللسان. ٭أسناني لثوي.٭الشفتان.([5])
ولكن المناطق الشرقية الشمالية في الهند أمثال ولايات: بنغال الغربية، وآسام، ومانيفور، والمناطق الشرقية لولاية بيهار، المجاورة لبنغال يصعب على سكانها الذين لم يدرسوا التجويد، ولم يتدربوا على نطق الأصوات العربية والأوردية أداء بعض الحروف العربية والأوردية كذلك على طريقة سليمة، وفي التالي جدول لحروف المعجم الأردي مع حروف المعجم العربي إشارة إلى المشكلة الصوتية التي يواجهها سكان بعض المناطق الهندية:
بين حروف المعجم  للغة العربية واللغة الأردية
حروف المعجم الأردي
حروف المعجم العربي
الفرق في نطق الحروف العربية في اللغة الأردية
أ
الألف
ألف / ألپ
ب
الباء
با/ بے
پ
لايوجد في العربية الفصحى

ت
التاء
تا/ تے
ٹ
لايوجد في العربية الفصحى

ث
الثاء
ثا/ سا/ سے
ج
الجيم
جيم/ زيم
چ
لايوجد في العربية الفصحى

ح
الحاء
حا/ ها/ ہے
خ
الخاء
خا/ كها/ کھے
د
الدال
دال
ڈ
لايوجد في العربية الفصحى

ذ
الذال
ذال/ زال/ جال
ر
الراء
را/ رے
ز
الزاي
زا/ جا/ جے
ژ
لايوجد في العربية الفصحى

س
السين
سين
ش
الشين
شين/ سين
ص
الصاد
سواد
ض
الضاد
زُوَاد/ زاد/ جُوَاد
ط
الطاء
تو/ طاء
ظ
الظاء
زو/ زا، ظا، جو، جا
ع
العين
أين/ عين
غ
الغين
غين / گين، غائن
ف
الفاء
فا/ پھے
ق
القاف
قاف/ كاف
ک
الكاف
كاف
گ
لايوجد في العربية الفصحى

ل
اللام
لام
م
الميم
ميم
ن
النون
نون/ نو
ہ
الهاء/ التاء المدورة
ه
بھ
لايوجد في العربية الفصحى

و
الواو
وا/ واو
ے
لايوجد في العربية الفصحى

ی
الياء
يا/ ے
الجدول رقم: 1ٍ
الأعلام:
قد جرت العادة فيما بين المسلمين الهنود منذ قديم أنهم يسمون أولادهم بكلمات عربية إسلامية، إن لم يفهموا معانيها، وإن لم يوجد لها النظائر في أسماء العرب، وإن لم يكن لها من معان مفيدة مناسبة، فإنهم يفعلون ذلك تيمناً من لغة القرآن الكريم، كما أن العلماء يُعَنوِنون كتبهم ومؤلفاتهم ومجلاتهم وجرائدهم الأردية بكلمات عربية، وإن تأثير اللغة العربية في اللغة الأردية، الذي يتضح لنا بعد تتبع أسماء المسلمين وأعلامهم، ومؤلفاتهم في الهند، هو على جوانب مختلفة كالنحو المذكور فيما يلي:
أسماء المسلمين الهنود:
-      أسماء سميت بالكنى على تركيب اللغة العربية، مثلا:
أبوالكلام آزاد([6])، وأبوالأعلى المودودي([7]) وأبوالحسن علي الحسني الندوي([8])، وأبوالمحاسن سجاد([9])، وأبوهريرة، وأبوبكر، وأبو ذر، وأبوأمامة، وأبو تراب.
-  يستهل الكثير تسمياتهم بـ"محمد"، تعبيرا عن نسبتهم إلى الإسلام، وحبا للنبي الكريم -صلى الله عليه وسلم-، مثلا: محمد ريحان، ومحمد ميزان الحق، ومحمد شاكر، ومحمد صابر، ومحمد نعمان، ومحمد إقبال([10]) وقس على ذلك.
-  أسماء تلحقها كلمات: عالم، وحسين، وأحمد، مثلا: نور عالم، نوشاد عالم، منظور عالم، ومحمد حسين، وإقبال حسين، وحسين أحمد، وكليم أحمد([11]).
-  أسماء لواحقها: الرحمن، والدين، والحق، مثلا: مجيب الرحمن، وحسيب الرحمن، وحبيب الرحمن، ومغيث الدين، وبدر الدين، وميزان الحق، وأسرار الحق.
-  أسماء مستهلها كلمة "عبد" إضافة إلى أحد أسماء الله أو صفاته، مثلا: عبد الله، وعبد الجبار، وعبد الغفار، وعبد الرحمن، وعبد الرؤوف.
-      أسماء تلحقها كلمة "الله"، مثلا: ثناء الله، وولي الله، ومحب الله، وحبيب الله([12]).
-  أسماء بأسماء الأنبياء-عليهم السلام-، والصحابة البررة-رضي الله عنهم جميعا-، مثلا: إبراهيم، وعيسى، وسليمان، ويحيى، وزكريا، وشيث، ومن الصحابة مثلا: سلمان، وعمار، وعمر، وفاروق، وعثمان، و علي، وكعب، وحسان، وزيد، وحسن، وحسين، ومسعود، وعباس، وحمزة.([13])
-  أسماء البنات بأسماء الصحابيات، وبوجه خاص بأسماء أمهات المؤمنين-رضي الله  عنهن جميعا-، مثلا: عائشة، وخديجة، وأسماء، وماريه، وزينب، وكلثوم، وحفصة، وسمية، ولاتوجد في الهند قرية أو حي إلا وقد تتواجد فيها البنات بهذه الأسماء، وأما "عائشة" فأخذت تسمى بها بعض البنات الهندوسيات هذه الأيام، لشهرة هذا الاسم فيما بين المجتمعات الهندية، ولسهولة جريان الكلمة على اللسان، ولما يوجد فيها من جمال اللفظ والأداء بغض النظر عن معناها.
وجملة القول إنه لايوجد في الهند مسلم إلا واسمه بكلمة عربية، حتى إن بعض المسلمين يسمون أولادهم بصيغة فعل مقتبسٍ من آي القرآن الكريم، مثلا : يعلمون، و فسيكفيكهم الله، ولكنها قليلة ونادرة، وأما من  يعتنق الإسلام من الهندوس أو السيخ أو البوذيين أو المسيحيين في شبه القارة الهندية، يبدل اسمه بكلمة عربية إثر دخوله الإسلام، إلا أن بعضهم يلحقون لقبهم العائلي الهندوسي مع الاسم العربي، مثلا: عمر گوتم. 

أسماء الأماكن والمدن الهندية:
ومظهر آخر لتأثير العربية في لغات الهند يتجلى في أسماء الأماكن والمدن الهندية المختلفة، فإن المسلمين الهنود اهتموا كثيرا، ولايزالون يهتمون بتسمية مناطقهم بكلمات عربية تعبر عن المعنى الإسلامي، مثلا هناك مدينة شهيرة وقديمة اسمها: إله آباد أو الله آباد([14])، مع السوابق أو اللواحق من كلمة إحدى لغات الهند، وحيدرآباد([15])، ومليح آباد([16])، وتعليم آباد، وهذه الأسماء عامة مخلوطة من كلمات فارسية أو هندية، ممايبدو أن الحكام المسلمين في العهد الإسلامي بالهند هم الذين عمروا هذه المناطق، وأسموها بهذه الأسماء العربية المخلوطة من الفارسية أوالتركية. 
عناوين الكتب والمؤلفات الأردية:
يهتم العلماء والكتاب المسلمون في الهند بتسمية مؤلفاتهم الأردية بكلمات عربية مركبة تركيبا إضافيا أو تركيبا وصفيا أو تركيب مزج، كما نجد عددا كبيرا من المؤلفات الأردية أن عناوينها بكلمات عربية إما بصيغة المفرد أو الجمع، فتوجد عناوين الكتب الأردية بكلمات عربية على الطرق المذكورة فيما يلي:
-     اسم بكلمة عربية بصيغة المفرد مع أداة التعريف"ال"   مثلا: الفاروق، الغزالي، النعمان.([17])
-     مؤلفات أردية عناوينها بكلمات عربية غير مركبة، على صيغة النكرة، مثلا: دجال، مقالات، حلال وحرام، تذكره، تفهيمات، تلميحات.
-     مؤلفات أردية عناوينها بكلمات عربية مركبة تركيبا إضافيا مع "ال" التعريف، مثلا: "تفهيم القرآن"([18]) و"بيان القرآن"([19]) و"تاريخ أرض القرآن([20])"، وسيرة النبي([21])-صلى الله عليه وسلم-، ومعارف الحديث([22])، ومصباح اللغات،([23])ونور اللغات،([24]) وشعر الهند لعبد السلام الندوي، وشعر العجم للعلامة شبلي النعماني، وقس على ذلك.
-     مؤلفات أردية عناوينها بكلمات عربية مركبة تركيبا وصفيا، مثلا: القاموس الجديد، والقاموس الاصطلاحي، والقاموس الوحيد([25]).
ومن نافلة القول إن المسلمين الهنود يفضلون أن يُعَنوِنوا مؤلفاتهم الأردية أيا كان موضوعها بكلمات عربية تأثرا بها، وتعبيرا عن حبهم لها لكونها لغة القرآن والإسلام.([26])

عناوين المجلات والجرائد الأردية:
وكذلك يتجلى تأثر اللغة الأردية بالعربية، وميل العلماء الهنود إلى الإسلام والعربية في تسمية جرائدهم ومجلاتهم وصحفهم الأردية بكلمات عربية مثلا: "الفرقان" اسم مجلة تصدر من لكناؤ، و"تهذيب الأخلاق" تصدر من عليكراه، و"معارف" تصدر من أعظم كراه، و"تعمير حيات" مجلة تصدر من لكناؤ، و"سياست" و "منصف" و"اعتماد" [27]، وقران السعدين، وفوائد الناظرين، ومحب هند، وإفاده، وتحفه، ولسان الملك، وارتقاء، وتجلي، وتاريخ، وترجمان القرآن، هذه هي أسماء المجلات الأردية، التي صدرت وتصدر في الهند، مما يبدو جليا كيف تأثرت الأفكار والعقول الهندية بلغة القرآن الكريم.([28])
1-    الإملاء: رغم وجود أصوات غير عربية، ورغم توافر الوسائل، والتسهيلات في اتخاذ الهجاء الهندي-أي الخط الهندي-السنسكريتي- للكتابة الأردية،لم يرض أهل هذه اللغة أن يتركوا الهجاء العربي، فطريقة الإملاء الأردي، والخط هو نفس الطريقة العربية، وكل حروف المعجم العربي متوافرة في الأردية مع بعض الحروف الإضافية، التي لاتوجد في العربية.([29])وتكتب من اليمين إلى اليسار، وهناك رواج عام للخطوط العربية من: الرقعة، والنسخ، والثلث في الأردية أيضا.
2-    العروض: يخضع الشعر الأردي للعروض العربي في أوزانه وبحوره، فتقاطيع الشعر الأردي، وقوافيها تابعة لفن العروض، الذي وضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي، وعلى هذا، تتوافر البحور الشعرية العربية معظمها في علم العروض الأردي، من: الطويل، والمديد، والبسيط، والكامل، والوافر، والهزج، والرمل، والرجز، والمنسرح، والمضارع، والسريع، والخفيف، والمجتث، والمقتضب، والمتقارب،([30]) وإن كانت أصناف القصائد مختلفة عن العربية، فهناك وزن خاص للرباعية، ووزن للقصائد، كما أن الغزل بالأردية لايراد منه الغزل، والنسيب الواقعي، بل الغزل في الأردية عبارة عن نوع خاص للقصائد، يتميز البيت الأول، ويقال له المطلع، بتوافق القافية في الشطرين الأولين، وفي البيت الأخير يذكر الشاعر اسمه الرمزي أو لقبه الشعري([31]).
وكذلك أخذت اللغة الأردية من البلاغة العربية شيئا كثيرا في كل أنواعها من البديع، والمعاني، والبيان.([32])
3-    الألفاظ/ والمعاني:  لقدوجدنا فيما درسناه من الأصوات بالأردية أنه يوجد بعض التشابه بينها وبين أصوات اللغة العربية، فهناك مجموعة من الكلمات العربية يستعمل بعضها  في اللغة الأردية في معانيها العربية، وبعضها يختلف في المعاني، وبعضها يشترك في معنيين مختلفين، ويمكن تقسيم هذه الكلمات على أربعة أنماط:
1-     كلمات عربية تستعمل في الأوردية في معانيها العربية، مثلا: انتظار، واستقبال، وإنعام، وأسرار، ودواء، وخادم، وتاريخ، وتجارت، وثابت، وذكر، وعشق، وعاشق،([33]) ويتوافر في الأردية أكثر من ١٢٢٧كلمة  تقريبا من هذا القبيل.([34])
2-     كلمات عربية تستعمل في الأردية في معنى خاص، بينما هي تحمل المعنى العربي أيضا، فخذ على سبيل المثال كلمة "انتقال" تفيد في الأردية معنى "الموت"، أما في العربية فلاتفيد هذا المعنى إلا إذا قيل في الجملة "انتقل إلى رحمة الله تعالى". ويتواجد في الأردية أكثر من ١٣١ كلمة من هذا النوع.
3-     الكلمات العربية المنطوقة بالأردية في غير معانيها العربية مثلا، كلمة "ملائم" تستخدم بالأردية في معنى: "الناعم"، بينما هي تدل في العربية على معنى "مناسب". ويوجد أكثر من ٥٠ كلمة من هذا القبيل في الأوردية.
4-     كلمات عربية تستعمل بالأردية في كلام الفقهاء والقضاة والعلماء، ولايستخدمها العامة من الناس مثلا كلمة "يمين" مصطلح فقهي لاتستعمل في كلام العامة، وقد توجد من هذا النوع تقريبا ١٠ كلمات في الأوردية ([35]).
6-الأوزان: تتوافر في الأردية كلمات لابأس بها على أوزان الأسماء والأفعال العربية، من المجرد والمزيد فيه، وقد رتبها العديد من اللغويين بكل دقة وخبرة، وإليكم قائمة لمثل هذه الكلمات مع بيان أوزانها:
-      فعل:  (بفتح الفاء وسكون العين واللام) مثلا: "قتل" و"صبر" و"عقل".
-      فعل:  (بفتح الفاء والعين وسكون اللام) مثلا: "أثر" و"كفن" و"غلط".
-      فعل:  (بكسرالفاء وسكون العين واللام) أمثال: "علم"      و"عشق" و" ذكر".   
-  فعالة: (بكسرالفاء وفتح العين واللام ، المكتوبة بالتاء المبسوطة) مثلا: "كفالت" و"جهالت"        و"نفاست".([36])
-      فعالة: (بفتح الفاء والعين واللام، المكتوبة بالتاء المبسوطة) أمثال: "شرافت" و "سخاوت" .
-      فعل: (بضم الفاء وسكون العين واللام) أمثال: "لطف" و"قرب" و"حسن".
-      فعال: (بفتح الفاء والعين، وسكون اللام) "قرار"و "ثبات" و"جواب".
-      فعال: (بكسر الفاء وفتح العين وسكون اللام) " شعار" و "حساب" وعلاج".
-      فعال:        (بضم الفاء وفتح العين وسكون اللام) " غبار" و"بخار".([37])
-      فَعلة   كـ"نعرة".
-      فُعلة   كـ"تحفة".
-      فَعلة   (بالتاء المبسوطة)كـ"عظمت".([38])
-      فُعلة   (بالتاء المبسوطة)كـ"قدرت".
-      فِعلة   (بإدغام العين واللام والتاء المبسوطة)كـ"عزت".
-      فِعلة   كـ"قبلة".
-      فِعلة   (بالتاء المبسوطة)كـ"نعمت".
-      مفعل (بفتح الميم وسكون الفاء وفتح العين) كـ"محرم".
-      مفعلة (بفتح الميم وسكون الفاء وفتح العين واللام) كـ"مشورة" و "مقبرة".
-      فعول (بضم الفاء والعين وسكون الواؤ) كـ"ثبوت".
-      فاعل كـ" خالص".
-      مفعول كـ" مقبول".
-      فعيل كـ"عظيم".
-      فعيلة كـ"سليقة".
-      فعيلة (بالتاء المبسوطة) كـ " نصيحت".
-      فاعليّة        (بالتاء المبسوطة) كـ"قابليت".
 وهناك ألفاظ على أوزان الثلاثي المزيد فيه:
-      تفعيل كـ"تعظيم".
-      مفعِّل كـ"معلم".
-      مفعَّل كـ"معظم".
-      تفعيلات (بالجمع) كـ" تسليمات"
-      مفاعلة كـ"محاورة".
-      مفاعلة  (بالتاء المبسوطة) كـ"مناسبت".
-      مفاعِل        كـ" مخالف".
-      فِعال كـ"جهاد".
-      إفعال  كـ" إنصاف".
-      مُفعِل  (اسم فاعل من إفعال) كـ"منصف".
-      إفعال (مصدر أفعل بالتاء المبسوطة بدل التاء المدورة) كـ"إشاعت"، و"إطاعت" و "إقامت".
-      تفعُّل كـ"تعلق".
-      متفعِّل        (اسم فاعل من التفعل) كـ" متعلق".
-      متفعَّل (اسم مفعول من التفعل) كـ"متبرك".
-      تفعل (بزيادة التاء المبسوطة على الجمع) كـ"تبركات".
-      تفاعل كـ"تعامل".
-      متفاعل كـ"متنازع".
-      انفعال كـ"انحصار".
-      منفعل كـ" منحصر".
-      افتعال كـ"احترام".
-      مفتعل كـ"ممتحن".
-      مفتعَل كـ"محترم".
-      استفعال كـ"استقبال"، و"استعمال".
-      مستفعِل كـ"مستعفي".
-      مستفعَل كـ"مستقبل".
-      افعللال كـ"اضمحلال".
-      مفعَلِل كـ"مضمحل.([39])
هذه أوزان عربية مختلفة تستخدم كلماتها في الأردية، فبعض يفيد المعنى العربي، وبعض يتغير  معناه العربي ويدلّ على معنى خاص غير المعنى العربي.
المبحث الثاني
تأثر اللغة العربية بلغات الهند (صوتًا وتعبيرًا وتلفظًا)
إطلالة على لغات الهند ولهجاتها:
سلف أن الهند تتكون من شتى اللغات واللهجات، وذلك لأسباب: أولا أن الهند تشتمل على ولايات وأقاليم مختلفة، وأكثر الأقاليم، لها لغات مستقلة وخاصة بها، رسمية وغير رسمية، رغم كون اللغة الهندية لغة رسمية للهند كلها، كما أن اللغة الإنكليزية لها الكلمة النافذة في الدوائر الحكومية، وفي أغلبية المدارس والكليات والجامعات المعاصرة العلمانية الحكومية والخاصة، بالإضافة إلى الشعائر، وأحجار أميال الطرق، ولوحات أسماء محطات القطار المبعثرة طول الهند شرقا وغربا مع اللغة الهندية، واللغة الرسمية لتلك الولاية.
 ولكن ثمة عدد كبير للغات الهند، لها آداب وقواعد ومؤلفات، ولها شعراء وأدباء، وكتاب وصحفيون، ولها أفلام سينمائية، وموشحات، ومسرحيات، وأغان، وصحافة على مستوى البلاد، وإنني بادئ ذي بدء سأجلب جدولا للغات الهندية الرسمية، وما يتفرع منها من لغات دارجة ولهجات مع ذكر عدد الناطقين بها وفق الإحاصائيات الحكومية لعام 2001م، إشارة إلى مناطق النطق وولاياتها، والتي تنطق في الهند على مستويات مختلفة في الأوساط العلمية والثقافية، وفي الأرياف والقرى، وفي المناطق الهندية المختلفة، والتي تتأثر أيما تأثر من اللغة العربية، كما هذه اللغات نفسها تؤثر في العربية الفصحى عند الناطقين بها، ثم أعالج المشاكل التي تطرأ على العربية الفصحى صوتا وتعبيرا ومعنى ولفظا:
جدول اللغات الرسمية للهند مع اللغات المتفرعة واللهجات التابعة لها:
المسلسل
اسم اللغة/ اللغة الأم/اللهجات التابعة لها
عدد الناطقين بها
الولايات التي تحل فيها اللغات بمكانة اللغات الرسمية
1
الأوردية:
1-           الأوردية
2-           الأخرى
51536111
كشمير، وآندهرا براديش، وأترا براديش، وبيهار، ودلهي
2
الآسامية:
1-           الآسامية
2-           الأخرى
13,168,484
آسام
3
الأورية: 
1-           البهاترية
2-           الأورية
3-           البروجية
4-           الريلية
5-           السامبالفورية
6-           الأخرى
33017446
أوريسه
4
البنجابية:
1-           الباغرية
2-   البلاسفورية/ الكاهلورية
3-           البنجابية
4-           الأخرى
29102477
بنجاب، تشاندي كراه، هاريانه، دلهي
5
البنغالية:
1-               البنغالية
2-               الراجبنسية
3-               الشاكمائية
4-               الهاجونكية
5-               الأخرى
83369769

بنغال الغربية، تريفورا، آسام، جهار كهاند، أندامان 
6
البودو:
1-     البودوية/ البوروية
2-               الأخرى
1350478
آسام
7
التاملية:
1-               التاملية
2-               الكائكادية
3-     اليروكالية/ اليروكولية
4-               الأخرى
60793814
تامل نادو، أندامان، بودوتشري
8
التلغوية:
1-           التلغوية
2-           الفادارية
3-           الأخرى
74002856
آندهرا براديش، وبودوتشري
9
الدوغرية:
1-           الدوغرية
2-           الأخرى
2282589
كشمير
10
السانتالية:
1-           السانتالية
2-           الكارمالية
3-           الأخرى
6469600
جهار كهاند
11
السندهية:
1-           السندهية
2-           الكاتششية
3-           الأخرى
2535485
بنجاب
12
السنسكريتية:
1-           السنسكريتية
2-           الأخرى
14135
أترا براديش
13
الكشميرية:
1-           السراجية
2-           الكِشتوارية
3-           الكشميرية
4-           الأخرى
5527698
كشمير
14
الكنرية:
1-           الباداغية
2-           الكنرية
3-   الكوروبائية/ الكورومبائية
4-           الأخرى
37924011
كرناتكا
15
الكجراتية:
1-           الكجراتية
2-           الكجراوية
3-           الساؤراشية
4-           الأخرى
46091617
كجرات، دادرا، دمن
16
الكونكانية:
1-           الكونكانية
2-   الكودوبية/ الكودومبية
3-           المالوانية
4-           الأخرى
2489015
غوا، دمن
17
المانيفورية:
1-           المانيفورية
2-           الأخرى
1466705
مانيفور
18
الميثلية:
1-           الميثلية
2-           الأخرى
12179122
مانيفور
19
المراتهية:
1-           المراتهية
2-           الأخرى
71936894
مهاراشترا
20
المليالية:
1-   المليالية/ مالايعلمية
2-           اليارافية
3-           الأخرى
33066392
كيراله، لاكشاديب، بودوتشري
21
النيبالية:
1-           النيبالية
2-           الأخرى
2871749
سكّم، بنغال الغربية
22
الهندية:

422048642
أترا براديش، دلهي، بيهار، تشاتيس كراه، هاريانه، هماتشل براديش، جهار كهاند، مادهيا براديش، أتراكهاند، راجستهان، أندامان، دادرا.
اللغات واللهجات التابعة للهندية: يناهز عدد اللهجات التابعة للغة الهندية خمسين لهجةً، تنطق في ولايات هندية مختلفة سبق ذكرها، وأسماء هذه اللهجات فيمايلي:  الأودهية، الباغري راجستهانية، الباغهيلية، البانجارية، البانش بارغانية، البانغوالية، الباهارية، الباوارية، البراج بهاشية، البهادراواهية، البهارماؤرية، البهوجفورية، البونديلية، التشاتكارية، التشامبيلية، التشوراهية، الجاؤنسارية، الخاري بولية، الخوطاوية، الخيرارية، الدهوندهارية، الراجستهانية، السادان/ الصدرية، السرمورية، السورجافورية، السورغوجية، السوغالية، السوندوارية، الغارهوالية، الغوجرية، الكانغرية، الكورنالية، الكولاهية، الكوماؤنية، اللابانية، اللارية، اللامانية/اللامبادية، اللودهية، الماروارية، الماغادهية، المالفية، المانديلية، الميواتية، الميوارية، الناغفورية، النيمادية، الهاراؤتية، الهاريانوية، الأخرى([40])
وأما اللغة العربية فتُعدُّ في  الهند حسب الإحصائيات الحكومية من أحد اللغات الهندية غير الرسمية، التي يبلغ عدد ناطقيها 51728 شخصا. وذلك ما عدا المشتغلين بالعربية دراسةً وتدريساً وتأليفاً ووظيفةً في الدوائر الحكومية أو الخاصة أو في المراكز التعليمية العربية الإسلامية الخاصة، و في أقسام اللغة العربية في الجامعات والكليات الحكومية، حيث تحتل اللغة العربية إما مكانة اللغة الرسمية الأولى أو الثانية، وإما هي لغة الدراسة والتدريس والبحث والكتابة، وبيد أن المشتغلين بالعربية في الهند هم هنود ينحدرون من خلفيات لغوية مختلفة فبالطبع تتأثر عربيتهم بلغاتهم المحلية أو الأم، وتواجه الخلل في مستويات صوتية، ولفظية، ومعنوية، وضبطية وتعبيرية.
مشاكل لغوية تواجهها اللغة العربية في الهند:
المسلمون، في الغالب، هم الذين يهتمون باللغة العربية في الهند دراسة، وتدريسا، وكتابة، وتعليما، وصحافة، وأما الهندوس فعدد من يدرس العربية قليل جدًّا، وأما المجتمعات المسلمة فهي مجتمعات مبعثرة عبر الهند، شرقا وغربا وجنوبا وشمالا، ولكل منطقة لغتها الرسمية مع اللهجات الدارجة واللغات الأم، والمسلمون لايتلقون العربية إلا من أساتذة مناطقهم، و هم الأساتذة الهنود، وليس هناك مدارس عربية إسلامية يأتيها الأساتذة العرب للتدريس فيها إلا ما شذ وندر، فلا يتمكن النشء الجديد من التخلص من أثر العجمة في عربيتهم، فتواجه عربيتهم أولا مشاكل صوتية، ثم مشاكل تعبيرية، ثم مشاكل ضبط الكلمات، والمشاكل الأخرى في مستويات مختلفة، وقد بلغ عدد اللغات الهندية مع لهجاتها، ما يقارب ألفًا وست مئة وثلاثا وثمانين لغةً، منها الرسمية وغير الرسمية، ومنها اللغات الأم والمحلية والدارجة.
وإن اللغة العربية تدرس وتدرّس في الهند بجانب الكمية الهائلة من هذه اللغات واللهجات، التي تتنوع أنواعها الصوتية، والكتابية، والقواعدية، وأسرها اللغوية تنوعاً كبيراً، فكيف بمن يشتغلون بها أن لايواجهوا المشاكل في تعلمها وتعليمها، وكتابتها، وأصواتها، وتلفظها، ومعناها، وتعبيرها، والتفكر فيها.
وإن اللغات: الأردية، والهندية، والآسامية، والبنغالية، والمانيفورية، والمليالية، والتلغوية، والكنرية، والتاميلية، والراجستهانية، والكشميرية، والكجراتية، والمراتهية، والأورية، واللداخية، هذه هي اللغات الهندية الرسمية مع لهجاتها، ومن بعض اللغات غير الرسمية، التي تتضمن تقريبا أكثر ولايات الهند جغرافيا وثقافيا ودراسيا، وتدريسيا أيضا، وهذه هي اللغات التي يشتغل ناطقوها باللغة العربية كثيراً دراسةً وتدريساً وكتابةً، وتأليفًا، بالنسبة إلى ناطقي اللغات الهندية الأخرى، وفيما بينهم عدد كبير من الناطقين، الذين لايتدربون على مخارج حروف اللغة العربية، والتجويد بشكل عام، ولكنهم يتعلمون اللغة العربية كمادة اختيارية أو كلغة ثانية مع المواد اللازمة الأخرى، في المدارس والكليات الخاصة، والحكومية في ولايات: آسام، وأترا براديش، وبنغال الغربية، وكشمير، وبيهار، وآندهرا براديش، وكيراله، وتلنغانه، كما هناك عدد كبير ممن يتعلمون العربية في كليات وجامعات حكومية، حيث لايوجد اهتمام كثير بالتدريب على المخارج، وكذلك يوجد في الجامعات الحكومية عدد من الطلاب الهندوس، الذين يتعلمون العربية للحصول على الوظائف، فهؤلاء هم الذين دائما يواجهون المشاكل الصوتية أولا، ثم مشاكل ضبط الكلمات ثانيا، ثم مشاكل فهم المعنى ثالثا، ثم مشاكل الكتابة، والإملاء رابعا، ثم مشاكل التعبير خامسا، ووراء كل هذه المشاكل أسباب جذرية، يمكن حصرها فيمايلي:
-        بعض الأصوات العربية لاتوجد في الكثير من اللغات الهندية، أمثال: الحاء، الخاء، الذال، الثاء، الزاي، الشين، الصاد، الضاد، الطاء، الظاء، العين، الغين، القاف.
-        وبعض اللغات رغم وجود الأصوات العربية فيها، لايتقن ناطقوها الأصوات العربية بطريقة سليمة إلا من دُرّب عليها.
-        وكذلك هناك الكثير من الكلمات العربية التي يتغير تلفظها في اللغات المحلية، فإنهم يتلفظون في عربيتهم حسب التلفظ المحلي، فيقع خلل التلفظ في مثل هذه الأحوال، مثلا كلمة: تَتَلمَذَ من تَفَعلَلَ، يستخدمها كثير من الهنود: تَلَمَّذَ من تَفَعَّلَ. وهذا خطأ.
-        تتوافر الألفاظ العربية تقريبا في كل هذه اللغات الآنف ذكرها، ولكن أغلبية الألفاظ العربية من القبيل الذي تغير معناها ومدلولها في هذه اللغات، فإنهم حينما يستخدمونها في العربية الفصحى، لايستطيعون التمييز بين المعنى الأصلي العربي للكلمة، وبين المعنى الذي استخدمت فيه الكلمة في لغاتهم، فإنهم عندما يترجمون مادة بالعربية، أويُعبِّرون عن شيء ما، يستخدمون الكلمات العربية المستخدمة عندهم حسب مدلولاتها المحلية، مما يؤدي إلى الخلل المعنوي في العربية الفصحى.
-        وكذلك معاني الكلمات العربية تتغير، وتتأثر عند النطق الخاطئ للكلمة، فطالما يتغير المدلول الصحيح للكلمة بتغير مخارجها، كما هو من أهم القضايا الفقهية في تلاوة القرآن الكريم في الصلاة أيضا، هل تجوز الصلاة أم لا؟.
استنتاجات مقابلات شخصية مع ناطقي بعض اللغات الهندية:
بعدما أجريت مقابلات شخصية بقراءة العبارات والجمل العربية، وبالتحدث مع عدد من طلبة البكالوريوس، والماجستير، وبالتأمل في محاضرات بعض أساتذة اللغة العربية في الهند، توصلنا إلى ما يلي:
-        الحروف العربية التي يصعب تلفظها على طلاب المناطق الشرقية الشمالية، التي ينطق أهاليها البنغالية، والآسامية، والأورية، والهندية مع بعض لهجاتها التابعة لها هي:
ث/ ج/ ح/خ/ ذ/ ز/ ش/ ص/ ض/ ط/ ظ/ ع/ غ/ف/ ق/  (خمسة عشر حرفا/ صوتا)([41])  
-        الحروف العربية التي يصعب أداؤها على بعض ناطقي اللغة الأردية، هي:
ث/ذ/ص/ض/ط/ظ/غ/ف/ق (تسعة حروف/ أصوات)
-        الحروف العربية التي يصعب أداؤها عند العديد ممن يتخصص في اللغة العربية، هي:
ذ/ظ/ص/ض/غ/ق (ستة حروف/أصوات)
مشاكل الأصوات والتلفظ:
الألفاظ العربية
المشاكل الواردة في مخارج الحروف
ث: ثلاثة وثلاثون، ثلاجة كبيرة، ثمر
ص: الصلاة، الصبر، صورة
ش: شكر، شجرة، شديد

لعدم وجود أصوات: الثاء والصاد والشين في بعض لغات المناطق الشرقية الشمالية إنهم يبدلون كل هذه الأصوات بالسين المهملة، فيقولون، سلاسة وسلاسون، سلاجة، وسمر، والسلاة، والسبر، والسورة، وسكر، وسجرة، وسديد، فيتغير المعنى
ذ: لذيذ، ذِكر، ذبذبة
ز: زمان، زلزلة، وزير
ض: ناضج، ضرب، ضيف
ظ: ظفر، ظهيرة، ظل

سكان المناطق الشرقية الشمالية للهند بمافيها البنغال الغربية، وآسام، ومناطق شرقية لولاية بيهار، وأوريسه يبدلون أصوات الذال، والزاي، والضاد، والظاء بالجيم تماما، فيقولون: لجيج، وجِكر، وجبجبة، وجَمان، وجلجلة، ووجير، وناجج، وجرب، وجيف، وجفر، وجهيرة، وجل، وبعضهم يبدلونها بالزاي، ولاغير
ط: طماطم، طهارة، مطر
يبدلون بالتاء ، فيقولون: تماتم، وتهارة، ومتر
ح: حامد، حرية، حار
يبدلون الحاء بالهاء، فيقولون: هامد، وهرية، وهار
ع: عنب، عين، علم
يبدلون العين بالهمزة فيقولون: ئنب، وئين، وإلم
غ: غيم، مغرب، غرفة
يبدلون الغين بالجيم المصرية، فيقولون: گيم،  مگرب،  گرفة
ف: فم، فاكهة، فكر
يبدلون الفاء بالفاء الفارسية، وهي متكونة بحرفين من الأردية: پهـ، فيقولون: پهم، پهاكهة، پهكر
ق: قمر، القرآن، قلم
يبدلون القاف بالكاف فيقولون: كمر، الكرآن، كَلَم
خ: خمار، خَتم، خادم
يبدلون الخاء بالخاء الهندية وهي: كها، فيقولون: كِهمار، كهَتم، كهَادم
مشاكل ضبط الكلمات:
هناك كلمات عربية كثيرة تستخدم في اللغات الهندية، وخاصة في اللغة الأردية، ويستخدم أكثر هذه الكلمات على طريقة تختلف حركات بعض حروفها أحيانا كثيرة، وحينما يستخدمها الناطقون باللغة الأردية في عربيتهم، لايميزون بين الحركة العربية الأصلية، وبين استخداماتهم المحلية، وذلك يتسبب في أخطاء ضبط الكلمات عامةً في مصادر الأفعال، وفي وسط الكلمة، وفي جموع المؤنث السالم للكلمة التي آخرها التاء المدورة، وفي مضارع الأفعال الثلاثية، وما إلى ذلك، وإليكم جدول لمثل هذه الأخطاء:  
المفردات الصحيحة
الأخطاء في الضبط عند الهنود
المفردات الصحيحة
الأخطاء في الضبط عند الهنود
خطابة (بفتح الخاء)
خطابة (بكسر الخاء بدل الفتح)
الضياع (بفتح الضاد)
الضياع  (بكسر الضاد)
معركة(بفتح الراء)
معركة(بكسر الراء)
خطابة(بفتح الخاء)
خطابة (بكسر الخاء)
علاقة(بفتح العين)
علاقة(بكسر العين)
نشاط(بفتح النون)
نشاط(بكسر النون)
تلمذ(كفعلل)
تلمذ(كتصدّق)
حماس(بفتح الحاء)
حماس (بكسر الحاء)
ترجمة (كفعللة)
ترجمة(بضم الجيم)
الزواج(بفتح الزاي)
الزواج(بكسر الزاي)
صحافة (بكسر الصاد)
سحافة (باستبدال الصاد بالسين ثم فتحها بدل الكسرة)
متنوع(كمتنعم)
متنوع(كمتبوع على مفعول)
ندوات(بتحريك الدال)
ندوات(بسكون الدال)
فرح(بفتح الراء)
فرح(بسكون الراء)
كسل(بتحريك السين)
كسل(بسكون السين)
ينهض(كيفتح)
ينهض(كينصر)
مشاكل التعبير والمعنى:
وأنا أكتفي هنا بجلب فقرة من رسالة كتبها أحد الهنود باللغة العربية، ولم يتمكن من التخلص من المعنى الأردي المحلي للكلمة العربية في هذه الرسالة، وهذه الرسالة لايستطيع أن يفهمها تماما إلا من لديه الثقافة الأردية مع الذوق الهندي، يقول بعد التحية:
"كيف مزاجكم العالي، وصحتكم الغالي، إننا جميعا الحمد لله بخير وعافية، والدعاء من الله أن يبقيكم
في خير وعافية، وأنت تفرح بالخبر أن فزت الامتحان ميتري كوليشن   Higher Secondaryوأخذت رقم درجة أولى في العربي"([42])
ترجمة الرسالة والمشاكل فيها:
يريد كاتب الرسالة أن يقول: كيف أحوال حضرتكم، ونحن الحمد لله بخير، وندعو الله تعالى لكم الخير والعافية، ويسركم أنني فزت في الامتحان النهائي للثانوية، وحصلت على الرتبة الأولى في مادة اللغة العربية.
كلمة مزاج عربية، ولكنها تستخدم في اللغة الأردية عند استفسار الأحوال في لغة المثقفين، وصحتكم الغالي، فالغالي أولا غلط لعدم الموافقة بين النعت والمنعوت، ثم هذا استعمال خاطئ في التعبير العربي، والدعاء من الله، معناه: ندعو الله تعالى، وأما فزت الامتحان فهو ترجمة الجملة الأردية بألفاظ عربية على الأسلوب الأردي، وكل هذا الخلل من أجل عدم التخلص من المعنى المحلي للكلمة العربية في الهند.
وقد ظهر في الهند بعض الشعراء، يقرضون الشعر باللغة العربية، ويستخدمون فيها كلمات أردية وفارسية وهندية على الأسلوب العربي، ويستحيل لمن لايعرف الأردية أو الفارسية  أن يفهمه، أورد هنا بعض الأبيات من هذا القبيل مع التحليل، يقول الشاعر عمران الأعظمي([43]):
إذاما تَرَسنا لِدِيدارِكم
جلسنا بِسِايَةِ دِيوارِكم
وحبي لكم ليس أفسَانَةً
أرددها بين بَازَارِكم
جزاء الوَفَادَارِي هل  هكذا؟
گَرَجتُم بَرَستُم على يَارِكم([44])
تحليل الشعر:
 البيت الأول:
 ترسنا: كلمة فارسية مصدرها ترسيدن، على صيغة الجمع المتكلم من الماضي المعروف، المعنى هنا: الاشتياق الزايد، والتململ على فراق الحبيب. ديدار، معناه: زيارة. ساية، معناه: ظل. ديوار، معناه: جدار، ومعنى البيت:
إذاما تململنا واشتقنا لزيارتك شديدا يا حبيبتي، جلسنا في ظلال جدران بيتك.
البيت الثاني:
أفسانة: قصة قصيرة/ أقصوصة موضوعة([45]). بازار: السوق. ومعنى البيت: إن حبي لكم ليس قصة وضعناها لأرددها وأحكيها على الناس في الأسواق.
البيت الثالث:
 الوفاداري: الوفاء. گرجتم: صيغة الجمع للمخاطب من الماضي المعروف على فعلتم، معناه: ضجرتم، وصرختم، يار: الصديق، والحبيب، معنى البيت: هل جزاء وفاء الحب أن تضجروا من صديقكم وحبيبكم، وتصرخوا عليه غضبا.
 إن هذه الأبيات الثلاثة من قصيدة فيها أربعون بيتا على القافية نفسها، فإن هذه اللغة العربية التي قرض بها الشاعر قصيدته على هذا الإطار خطير وتحد كبير على اللغة العربية الفصحى، لأن القصيدة حينما تحتل مكانة في الأوساط اللغوية والأدبية، تبعث الآخرين على أن يسلكوا هذا الدرب الشعري، وذلك لايترك اللغة العربية إلا فريسةً للعجمة والتعقيد والاستنكار اللغوي، الذي سوف يكون سببا قويا للقضاء على أصالة اللغة العربية وفصاحتها وبلاغتها، التي فُطرت عليها هذه اللغة الجميلة والفصيحة.
الخاتمة:
 لقد درسنا مشاكل الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى، وتوصلنا إلى أن العدد الكبير للغات الهندية، رسميةً كانت أو غير رسمية، إنما هي تتأثر باللغة العربية منذ زمن  عتيق في التاريخ، وذلك من أجل الاحتكاكات والتبادلات الثقافية والتجارية والدبلوماسية والوظيفية، ولكن اللغة  الأردية هي التي أخذت من العربية أكثر بالنسبة للغات الأخرى. بيد أن اللغة العربية تُدرس وتُدرَّس من خلال الناطقين باللغات واللهجات الهندية التي يبلغ عددها مايقارب ألفا وست مئة وثلاثا وثمانين لغةً، فلم تكد اللغة العربية في خضم هذه اللغات آمنةً من التأثر بها، وذلك ما يؤدي إلى إيجاد خلل في مستويات لغوية مختلفة كالنحو المذكور فيمايلي:
1-           الخلل في المستويات الصوتية: وذلك لعدم وجود بعض الأصوات العربية في اللغات واللهجات الهندية، ولعدم التدرب على مخارج الحروف.
2-           الخلل في المستويات اللفظية: وذلك لأن الكلمات العربية المستخدمة في بعض اللغات الهندية تُنطق في لهجة فارسية أو هندية، وحينما ينطقها عدد كبير من الهنود في اللغة العربية لايستطيعون التخلص من أثر العجمة في عربيتهم.
3-           الخلل في المستويات المعنوية والتعبيرية: لاشك أن عددا كبيرا من الكلمات العربية تستخدم في بعض اللغات الهندية، وعلى وجه الخصوص في اللغة الأردية في معانيها العربية، ولكن ثمة عدد لابأس به من الكلمات العربية التي تستخدم في الأردية في معنى مختلف عن المعنى العربي، فحينما ينطقها الهنود في العربية فلايتمكنون أحيانا من التمييز بين المعنى العربي الحقيقي، والمعنى الأردي المحلي للكلمة العربية، فيقع الخلل في المعنى والتعبير.
الاقتراحات:
1-   إعادة النظر في طرق التدريس:
إن طريقة التدريس من أهم وسائل التعليم، ولها أهمية في حل المشاكل الصوتية في المجال اللغوي، فلابد لمن يشتغل باللغة العربية دراسةً وتدريساً من اتخاذ الطرق المختلفة المفيدة لتدريس اللغات الأجنبية من:
-      الطريقة التركيبية(الجزئية) مع الطريقتين المتفرعتين منها : من الأبجدية والصوتية.
-       الطريقة التحليلية (الكلية) التي تشتمل على طريقة الكلمة والجملة.
-       الطريقة التوليفية (الانتقائية).
2-   الإصلاح في المقررات:   
إن المقررات الدراسية الرائجة في مختلف المراكز التعليمية في الهند لاتعتني بالأصوات العربية كما يلزم، ومدارس تحفيظ القرآن الكريم فقط هي التي تعتني بالأصوات العربية إلى حد كبير خلال تعليم مادة التجويد. وأما الأقسام العربية في الجامعات الحكومية فالاهتمام بمخارج الحروف، والنطق السليم شبه مفقود. فإن المقررات الدراسية في حاجة إلى مادة مستقلة لتدريس الأصوات والفونولوجيا، مع التدريبات والتطبيقات باستخدام الآلات الحديثة للتدريب على النطق السليم، من أمثال:
-      الآلات السمعية-البصرية ( Audio-Visual Instruments )
-      المسجل الصوتي  ( Tape Recorder )
-      القرص المدمج([46]) ( CD )
3-   التركيز على النصوص الأدبية:
 أما حل المشاكل اللفظية والمعنوية فهو يتطلب التركيز الخاص والاهتمام البالغ بقراءة النصوص الأدبية من كل العصور، ومن كل النماذج الأدبية، وبخاصة تلاوة القرآن الكريم مع فهم المعاني، لكي يتعود الدارس على أن يقضي وقتا مع هذه النصوص في بيئة عربية وإلا لايمكن أن يتقن الناطق الأجنبي اللغةَ العربيةَ كتابةً ونطقاً وإبداعاً.
4-   بعث الأساتذة العرب إلى الهند:  
نناشد المؤسسات المعنية بالعربية بعث الأساتذة العرب إلى المدارس الإسلامية العربية الأهلية في الهند، لتدريس اللغة العربية حتى يتحسن المستوى الدراسي واللغوي، وكذلك إلى الجامعات العربية الإسلامية والحكومية لتحسين المستوى اللغوي والأدبي في مراحل البحث والكتابة والإبداع.
5-   توسيع نطاق التبادل الثقافي:
 وأن تفتح المنظمات العلمية والأدبية العربية في العالم العربي آفاقا ثقافية مع  الهند بإرسال المجلات والجرائد والصحف العربية التي لها مستوى لغوي مقبول، وكذلك أن ترسي كراسي عربية في الجامعات الهندية الحكومية مع اتفاقيات ومعادلات ثقافية راقية رفيعة المستوى.




([1])            محمد طلعت حرب: تاريخ دول العرب والإسلام، ج: 1، ص: 113، سنة الطباعة غير مذكورة.
([2])            تقرير الإحصائيات اللغوية لحكومة الهند، وزارة الشؤون الداخلية، جزء:"ب"، قائمة اللغات غير الرسمية، رقم المسلسل: 6.
([3])            المصدر نفسه، قائمة اللغات الرسمية، جزء: أ، رقم المسلسل: 17. 
([4])            عبد الله عباس الندوي: نظام اللغة الأردية، جامعة أم القرى، مكة المكرمة، 1406هـ/1986م، ص: 37.
([5])            أنظر: نظام اللغة الأردية، ص: 44. 
([6])            وهو العالم الهندي الكبير، والزعيم السياسي الذي بذل كل غال ونفيس في تحرير البلاد من الإفرنج، ومفسر القرآن الكريم، والأديب   الألمعي، والخطيب المصقع، وصاحب أسلوب منفرد في كتاباته الأردية. 
([7])            وهو مؤسس الجماعة الإسلامية في شبه القارة الهندية الباكستانية، والمفكر والمؤلف الإسلامي الكبير، وصاحب تفسير معروف بـ تفهيم القرآن الكريم.
([8])            العلامة المفكر الإسلامي صاحب المؤلفات العربية الكثيرة، ومن أشهرها: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، وقد نال جائزة الملك فيصل للخدمات الإسلامية والفكرية.
([9])            هو أول من قدم فكرة إنشاء الإمارة الشرعية الإسلامية في الهند، فتأسست هذه الإمارة في ولاية بيهار، وأدى دورا في تربية جيل من العلماء على القيام بمسؤولية هذه الإمارة في ضوء القرآن والحديث.
([10])           هو العلامة محمد إقبال، الشاعر الإسلامي والفيلسوف، صاحب دواوين شعرية بالفارسية والأردية، وقد ترجمت دواوينه كلها منظوما باللغة العربية في مجلدين بعنوان: ديوان محمد إقبال، وصدرت له طباعات من بيروت.
([11])           هناك شخصيتان كبيرتان بهذا الاسم في الهند بولاية بيهار، كليم الدين أحمد (1909-1983م): الناقد الأردي واللغوي الكبير، له مؤلفات في الأدب والنقد، وكذلك له معجم لغوي (إنكليزي-أردو)، وهناك شخصية أخرى، كليم أحمد عاجز: وهو شاعر أردي كبير، وله الاسم الكبير في النقد الأردي أيضا، توفي رحمه الله قبل شهور.
([12])           ويرد الذكر في تاريخ الهند لشخصيات كبيرة بكل هذه الأسماء، وأجدرها بالذكر: الشاه ولي الله الدهلوي، صاحب كتاب: "حجة الله البالغة" و"الفوز الكبير". 
([13])           للتفصيل راجع: عبد الحي الحسني، أجزاء مختلفة من: الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام، بيروت، 1999م.
([14])           مدينة تاريخية في شمال الهند، تبعد من دلهي عاصمة البلاد ب750 كم تقريبا إلى الجهة الشرقية الشمالية. 
([15])           مدينة تاريخية وهي الآن عاصمة ولاية آندهرا براديش بالهند، تبعد من دلهي بـــ1800 كم تقريبا إلى جنوب الهند، حيث دائرة المعارف العثمانية .
([16])           قصبة قديمة بجوار مدينة  لكناؤ، تعرف بأنواع مختلفة للأنبج، وخلا فيها شاعر وأديب للغة الأردية كبير، ألا وهو جوش المليح آبادي، والكاتب والصحفي العربي عبد الرزاق الندوي المليح آبادي، أول رئيس تحرير مجلة  ثقافة الهند العربية  الصادرة من المجلس الهندي للعلاقات الثقافية، حكومة الهند.
([17])           هذه كلها مؤلفات باللغة  الأردية، ألفها العلامة شبلي النعماني ، وقد ترجم الدكتور جلال سعيد الحفناوي  بعضها إلى العربية.
([18])           تفسير القرآن الكريم باللغة الأردية للعلامة أبي الأعلى المودودي.
([19])           تفسير القرآن الكريم بالأردية للشيخ أشرف علي التهانوي.
([20])           كتاب أوردي في تاريخ وجغرافية الجزيرة العربية، ألفه العلامة سيد سليمان الندوي، وبدأ ينقله الدكتور جلال الحفناوي إلى اللغة العربية.
([21])           كتاب شامل حول السيرة النبوية في7مجلدات، ألفه العلامة شبلي النعماني، وتلميذه العلامة سيد سليمان الندوي، ويعد موسوعة مهمة في السيرة النبوية.-على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم-.
([22])           كتاب في شرح وترجمة الحديث النبوي الشريف، جمعه ونقله إلى الأردية الشيخ محمد منظورالنعماني في 8 مجلدات مع شرح موجز ومقنع.
([23])           معجم لغوي (عربي-أردي) للأستاذ عبد الحفيظ البلياوي.
([24])           معجم لغوي للغة الأردية  في 4 مجلدات ضخمة، للمولوي نور الحسن نير.
([25])           كلها معاجم لغوية (عربي-أردي وبالعكس) للمرحوم وحيد الزمان الكيرانوي (1929-1996م) ، وله مؤلفات عديدة في أدب الأطفال إضافة إلى إسهاماته في الصحافة العربية الهندية.
([26])           للتفصيل والاطلاع على مثل هذه الأسماء راجع: عبد الحي الحسني، الثقافة الإسلامية في الهند. طبع بيروت.  
([27])           هذه الثلاثة صحف يومية تصدر في حيدرآباد، بالهند ورؤساء تحريرها ومالكوها مسلمون.
([28])           راجع للتفصيل: المجلس الوطني لتنمية اللغة الأردية، جامع اردو انسائكلوبيديا (الموسوعة الأردية  الشاملة، نيودلهي، 2003م، ص:                39.
[29]))           أنظر الجدول رقم : 1.
([30])           الحكيم نجم الغني خان نجمي الرامفوري: بحر الفصاحت، نيودلهي، 2006، المجلد: 1، ص: 160.
([31])           للتفصيل راجع: محمد الرابع الحسني الندوي، الغزل الأردي محاوره ومكانته في الشعر، مكتبة رابطة الأدب الإسلامي العالمية، لكناؤ، 2006م، ص: 48.
([32])           بحر الفصاحت، المجلد: 2، ص: 957. 
([33])           سيد إحسان الرحمن، معاني الكلمات العربية المتغيرة في اللغة الأردية بين الفرضية والحقيقة، مجلة ثقافة الهند، العدد:2-4، 2002م، ص: 39.
([34])           أنظر للتفصيل: عبد الله عباس الندوي، نظام اللغة الأردية، ص: 239. 
([35])           لقد ألف سمير عبد الحميد إبراهيم معجما مستقلا في هذا الموضوع بعنوان: معجم الألفاظ العربية في اللغة الأردية، دارالفجر للنشر والتوزيع، القاهرة، 1996.
([36])           الصواب في العربية في هذه الكلمات "فتح الفاء" ولكنها في الأردية تستخدم بكسر الفاء بدل الفتح.
([37])        تدل كلمة بخار في الأردية على معنى الحمى. 
([38])           في العربية تستخدم هذه الكلمة بتحريك "الظاء"إلا أنها تستخدم في الأردية بسكون .الظاء".
([39]) أنظر للتفصيل: عبد الله عباس الندوي، نظام اللغة الأردية، مكة المكرمة،  1986م، ص: 286-303.
([40])           أنظر موقع الحكومة الهندية، وزارة الشؤون الداخلية، مكتب المسجل العام، لجنة الإحصاء الرسمي، للهند. 
([41])           للتفصيل راجع: الدكتور جهانغير عالم، الأصوات العربية ومشاكل الطلاب الآساميين في نطقها: دراسة وتوجيهات، 2009م، غواهاتي، الهند، ص: 110.  
([42])           أنظر: نظام اللغة الأردية، ص: 218.
([43])           محمد عمران الأعظمي كان يشتغل مصححا ومراجعا في دائرة المعارف العثمانية، بحيدرآباد، الهند، وقد أحيل إلى المعاش، ويعيش مع عائلته في المدينة نفسها. وله مجموعة شعرية باللغة العربية التي لاتخلو من العجمة، وكما له قصائد  عديدة على هذا الطراز. 
([44])           محمد عمران الأعظمي: مخطوط مجموعة شعرية، بعنوان: الأربعون في الغث والسمين، حيدرآباد، الهند، ص: 6. 
([45])           مولوي سيد أحمد دهلوي: فرهنك آصفيه، نيودلهي، 1998، الجزء:1، ص: 193.
)[46](Colin Painter: An Introduction to Instrumental Phonetics, University Parkpress, Baltimore,1979,2-3.                                                                                                         . 

Comments

  1. بسم الله الرحمن الرحيم.
    لقد ظلت اللغة العربية منذ خلقها الله دليلا على عطاء لا متناه من جنس منح الكثير للعالم حتى وهو في عصر أطلق عليه العصر الجاهلي، لقد خلد هذا الجنس وجوده بأدب أبهر الأجناس الأخرى، وأردفه بمساهمات رائدة في تطوير العلوم المختلفة وابتكار العلوم المرتبطة بلغته ولعل أهمها علوم الدين، هذه اللغة شقت طريقها إلى العالم ومن بقاع الله التي وصلتها العربية حتى قبل ظهور الاسلام بلاد الهند، أما بعد ظهوره فكما يقول الدكتور قمر شعبان الندوي: وفد الصحابة البررة دعاة إلى الهند ثم بدأ نطاقها يتوسع ويتوطد على مر العصور والأزمان بحيث تأثرت الهند بالعرب حضارة وثقافة ولغة وأدبا"....
    إن جهود الدكتور الشاب قمر شعبان في خدمة اللغة العربية وإبراز مواطن ارتباطها باللغات الهندية وخاصة اللغة الأردية، تجعلنا نؤمن بأن الله قد سخر لهذه اللغة حافظيها وخادميها عبر العالم ككل، والأكيد أن الدكتور قمر امتداد لسلسلة علماء ومفكرين هنود اشتهروا ومازالوا بخدمة الاسلام والعربية ولعل من أهمهم أبا الحسن الندوي الذي تنقلك كتاباته إلى عالم جميل اسمه الهند الاسلامية العربية فرحم الله أبا الحسن، وجعل قمر قمرا فعليا للعروبة والاسلام في بلاده.

    ReplyDelete
  2. شكرا على هذا التعليق الرائع، رغم أن الهنود حاولوا تلقي اللغة العربية للأغراض التجارية والدبلوماسية ولكن الإسلام هو الذي أعطاها العالمية والانتشار في بلاد مثل الهند
    المدارس والجامعات الإسلامية العربية الخاصة لها دور رئيس في النهوض بالعربية في الهند
    كما للجامعات الهندية أيضا دور بارز في ذلك
    والحكومة الهندية تعطي جائزة المشتغلين بالعلوم والآداب والثقافات
    فالمشتغلون بالعربية أيضا ينالون تكريم الحكومة باسم جائزة رئيس جمهورية الهند ، وقد نالها عدد كبير من أساتذتي

    ReplyDelete
  3. العاقبة لك دكتور.....يشرفنا وجود أمثالكم وندعو لكم بالتوفيق والعون من الله.

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

النظريات الأدبية في الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة

الأستاذ محمد ناظم الندوي شاعرا.