جهود العلماء الهنود في المعجمية العربية

جهود العلماء الهنود في المعجمية العربية

قمرشعبان الندوي

التمهيد:

لم تكن اللغة العربية في بلاد الهند غريبة في وقت من الأوقات، وفي زمن من الأزمان، إن المسلمين الهنود حتى الهندوس ظلوا متوجهين إلى تلقي هذه اللغة منذ زمن سحيق، وجاءت جهودهم بثمار طيبة في كل عصر، وأنجزوا أعمالا في الدراسات الإسلامية والعربية، وألفوا كتبا بالعربية في الحديث والفقه والمنطق والأدب واللغة وأدب الأطفال، وتوجهوا بالخصوص إلى ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغات الهندية المختلفة، فالهنود إذا عنوا بهذه الأعمال الجليلة كانوا طبعا محتاجين إلى معاجم عربية تكفي لحاجاتهم اللغوية في ألسنتهم الوطنية والمحلية، فقد أنجبت الهند منذ قديم معجميين كبارا لم تعرفهم الهند فحسب إنما اشتهرت منتوجاتهم على نطاق واسع عالمي، فهاهوذا رضي الدين الحسن بن محمد الصغاني(ت650هـ) (1)، مؤلف: "العباب الزاخر واللباب الفاخر"، ومحمد طاهر (ت986هـ) (2) صاحب: "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار"، وها هو ذا العلامة مرتضى الحسيني الزبيدي (ت1205هـ) (3) مؤلف: "تاج العروس من جواهرالقاموس" وصاحب"التكملة والذيل والصلة لما فات صاحب القاموس من اللغة"، والقاضي محمد أعلى التهانوي (ت 1191هـ/1777م)(4) صاحب: "كشاف اصطلاحات الفنون"، وهناك طائفة من العلماء الذين ساهموا في الصناعة المعجمية العربية، وهم معروفون على المستوى العالمي.

وإنني في هذه الورقة لا أعالج إنتاجات هؤلاء المذكورين أعلاه لشهرتهم في الأوساط العلمية والأدبية عبر العالم، وإنما أنا أركز دراستي على المعاجم العربية الأخرى التي حقا إثراء عظيم في مكتبات المعاجم العربية، إذ هناك معاجم عربية-أردية، ومعاجم عربية-عربية، ومعاجم عربية-هندوستانية، ومعاجم عربية-إنكليزية، وغيرها من المعاجم العربية التي جاءت في حيزالوجود في لغات محلية، ولهجات شعبية هندية مختلفة من اللغات التلغوية، والبنغالية، والمليالية وما إلى ذلك.

فتكون دراستي مركزة على تحليل بعض المعاجم منها، وهي على النحوالمذكور أدناه:

عربي-أردي:

1- بيان اللسان(عربي-أردي) لزين العابدين سجاد الميرتهي.

2- قاموس القرآن( لزين العابدين سجاد الميرتهي.

3- القاموس الاصطلاحي لوحيد الزمان الكيرانوي.

4- القاموس الجديد لوحيدالزمان الكيرانوي.

5- مصباح اللغات لعبدالحفيظ البلياوي. (هذا من أشهر المعاجم في الهند في أوساط الطلاب والأساتذة من المدارس والكليات الإسلامية والعصرية. يحوي أكثر من 50 ألف مادة.)

أردي-عربي:

6- أردو عربي ڈكشنري لعبد الحفيظ البلياوي

7- المعجم لمجموعة من المؤلفين.

8- القاموس الاصطلاحي لوحيدالزمان الكيرانوي.

9- القاموس الجديد للكيرانوي.

عربي-إنكليزي:

10- قاموس ألفاظ القرآن الكريم(Vocabulary of The Holy Qur’an) للدكتور عبدالله عباس الندوي.

وإني سأقوم بدراسة هذه المعاجم وأتحدث بنوع من التفصيل عن "مصباح اللغات" للبلياوي، في عدة جهات وهي:

1- تحليل المعاجم تحليلا علميا.

2- ماهي الطريقة التي على أساسها ألفت هذه المعاجم.

3- ماهي المدرسة-من المدارس المعجمية العربية-التي اتخذها مؤلفوها نموذجا في التأليف.

4- ماهي مزايا هذه المعاجم في ضوء وظائف المعجم وعلم الدلالة.

5- ماهي المناقص التي توجد في تصنيفها.

وقبل أن أخوض في عرض هذه المعاجم يناسب لي أن أصرح بأمور ضرورية في صدد المدارس المعجمية العربية التي على طريقتها ألفت هذه المعاجم، إن المعاجم العربية المتواجدة في اللغة العربية تجري على خمسة أنماط، وهي على أساس خمس مدارس معجمية عربية،وهي :

1- مدرسة الترتيب الصوتي: أسسها الخليل بن أحمد الفراهيدي في كتاب "العين".

2- مدرسة الجمهرة: لأبي بكر بن دريد في جمهرة اللغة.

3- مدرسة التقفية: لأبي نصر إسماعيل بن حماد الجوهري في تاج اللغة وصحاح العربية.

4- مدرسة الترتيب الألفبائي على المادة الأصلية المجردة: لمحمود بن عمر الزمخشري في كتابه: أساس البلاغة.

5- مدرسة الترتيب الألفبائي الكامل على منطوق الكلمة: وهذه المدرسة تجري على نمط المعاجم الإنكليزية.

فلا نجد في الهند معاجم عربية على نمط مدرسة الترتيب الصوتي للخليل بن أحمد الفراهيدي، ولا على مدرسة الجمهرة. إنما المعاجم التي ألفت في الهند أغلبها على نمط مدرسة الترتيب الألفبائي على المادة الأصلية المجردة، وبعضها على مدرسة التقفية للجوهري، كمثل "العباب الزاخر واللباب الفاخر" للصغاني، وهناك معاجم ألفت على أساس المدرسة الخامسة أيضا، فهذا وذاك أتقدم في التالي بدراسة بعض المعاجم العربية التي أنجزها العلماء واللغويون الهنود لكي يظهر للناس ما بذل الهنود من جهود في الدراسات اللغوية، وما هو معيارهم في ذلك.

بيان اللسان:

"بيان اللسان"معجم(عربي-أوردي) أنجزه القاضي زين العابدين سجاد الميرتهي، يتضمن هذا المعجم في طياته تقريبا 30ألف كلمة من القديمة والحديثة مع بيان شرحها والإفادات الضرورية المتعلقة بها. وأما الكلمات التي جاءت في خضم هذا المعجم فهي مأخوذة من كتب الدرس النظامي، وكتب المقررات الدراسية في الجامعات الإسلامية والعربية في الهند وخارجها بالإضافة إلى الكلمات التي طالما وردت في المؤلفات الجديدة والمجلات والجرائد والصحف العربية الصادرة في البلدان العربية وغير العربية. كما ويتناول المعجم الكلمات الواردة في القرآن الكريم مع شرحها وتوضيح أبنيتها.

ويتكون هذا المعجم من مقدمة كتبها المقرئ محمد طيب(5) بالأردية وسماها: "طيب البيان في تقريظ بيان اللسان" ويليها ذكر بعض المزايا المعجمية التي يتحلى بها هذا المعجم، فالخصائص التي اعتنى بها مؤلفه في هذا المعجم هي بالإيجاز على النحو المذكور أدناه:

1- اختار المؤلف الكلمات الأدبية الفصحى بعد غربلتها التي تستعمل في مؤلفات الدرس النظامي والكتب العربية الرائجة في العصر الحاضر.

2- اعتنى المؤلف بجمع الكلمات الحديثة التي دخلت في العربية مع اختلاط الأمة العربية بالأمم الأخرى، كما حدث ذلك في مصر لحملة نابليون بونابرت، وكذلك في الشام والبلدان العربية الأخرى.

3- والمؤلف أجهد نفسه في تناول المفردات القرآنية، فقد طالع القرآن الكريم مباشرة من الناحية اللغوية، واستفاد من"مفردات القرآن" للراغب الأصفهاني، و"منتهى الأَرَب" و تفسيرالقرآن الكريم للشاه عبد القادر الدهلوي، وشيخ الهند محمود حسن الديوبندي، والشيخ أشرف علي التهانوي- رحمهم الله تعالى-.

4- وقد اهتم المؤلف ببيان جموع متعددة لمفرد واحد مع بيان الفرق في مدلولاتها، كما ذكر التذكير والتأنيث للكلمة، إذ توجد في اللغة العربية كلمات في وصف شيء مخصوص فقد أشار إلى ذلك، ودقق في بيان باب الكلمة باستخدام الحرف الأول للباب مثلا: (ن) لباب نصر، و(ض) لباب ضرب، و(س) لباب سمع، وهلم جرا.

وقد يتغير معنى الكلمة بتغير المصدر في المجردالثلاثي، فالمؤلف بين هذه المعاني المختلفة للكلمة، كما اهتم بذكر الحروف التي تستخدم كصلة بالكلمات مع الإشارة إلى الفروق التي تحدث في الكلمة لتغيرالصلة.

5- ذكر الكلمات المصروفة وغيرالمصروفة، والدخيلة، والكلمات اللازمة والمتعدية بكل دقة.

وبعد بيان هذه الميزات فصل الكلام عن بعض القواعد المعجمية، وذكر أبنية الكلمات وأوزانها، كما هو عادة المعجميين في معاجمهم، وأحسن كلامه في ذلك.

ومن الأسف أن هذا المعجم رغم هذه الميزات لم يحصل له الذيوع والرواج العام في الأوساط العلمية والأدبية في الهند، إنما هو يوجد فقط في المكتبات ولا يوجد في الأسواق، ولم يتكرر طبعه.

وقد رتب هذا المعجم على الترتيب الألفبائي المنطوق بدون إرجاع المادة إلى الأصل على طريقة المعاجم الإنكليزية.

ومن مناقص المعجم أنه لم يعتن بتناول الأفعال الرباعية والخماسية والسداسية، و اكتفى بالفعل المجرد الثلاثي فحسب، إلا أنه عالج الأسماء من الرباعية والخماسية والسداسية مثلا: إبراهيم وما إلى ذلك.

يقع المعجم في 898صفحة، طبع في المكتبة العلمية قاضي واره في ميرت بالولاية الشمالية، الهند عام1970م.

قاموس القرآن:

المعجم القرآني(عربي-أردي) ألفه القاضي زين العابدين سجاد الميرتهي، يتضمن المفردات القرآنية، رتبها على الترتيب الألفبائي بدون رد الكلمة إلى الأصل، والمؤلف فيه أورد الكلمة من القرآن ثم بين ماضيها ومضارعها ومصدرها ومعناها، وإن كانت الكلمة اسما ذكر جمعها أو مفردها. وقد أشبع الكلام عن أسماء الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام-، الواردة خلال الآيات القرآنية كما اعتنى بذكر المآخذ التي استفاد منها.

وحقا هذه محاولة مشكورة مفيدة للناطقين باللغة الأردية لفهم مفردات القرآن الكريم، وقد أشاد بالكتاب العلماء الكبار في الهند، أمثال: الشيخ محمد إعزاز علي (مدير الشئون التعليمية بدارالعلوم ديوبند سابقا)، والمقرئ محمد طيب (عميد دارالعلوم ديوبند سابقا)، والمفتي محمد شفيع العثماني( صاحب تفسيرالقرآن الكريم الأردي باسم"معارف القرآن"، ورئيس دارالعلوم كراتشي الأسبق) والشيخ أبوالحسن علي الحسني الندوي، والدكتور ذاكر حسين (رئيس جمهورية الهند سابقا، وشيخ الجامعة الملية الإسلامية بالهند) وغيرهم من العلماء والأدباء واللغويين.

يقع الكتاب في 800صفحة، صدرت له طبعات بالهند وباكستان، وهذه هي الطبعة الثالثة من المكتبة العلمية قاضي واره ميرت بالهند عام 1391هـ/ 1971م.

القاموس الجديد (عربي-أردي):

ألفه الأستاذ وحيدالزمان الكيرانوي، يحمل هذا المعجم في طياته أكثر من خمسة عشر ألف مادة عربية مع شرحها بالأردية، والمادة التي جاءت فيه هي من حقول مختلفة من الطب والهندسة والسياسة والصحافة وعلوم الطبيعة والأدب.....، والمؤلف أنجز هذا العمل –كما اعترف بذلك-(6)على أساس "القاموس العصري"(عربي-إنكليزي) لإلياس أنطون إلياس، بل هو ملخص هذا القاموس العصري مع تعديلات بسيطة، كما استفاد من "المعجم الإنكليزي-الأردي" لعبد الحق في تعيين المصطلحات والكلمات ومدلولاتها المختلفة، وكذلك انتهل من"المنجد" في تحديد الصلات والصيغ الصرفية والاشتقاقات المختلفة للمادة.

ولكنه لم يعتن ببيان القواعد المعجمية والصرفية في بداية الكتاب تمهيدا وتسهيلا لاستخدامه كما هي عادة المعجميين في معاجمهم، إذ هم يكثرون الكلام في ذلك، ويعتنون ببيان طرق كتابة الهمزة، والأبواب والملحقات للأفعال المجردة والمزيدفيها، فالمعجم إن لم يكد يغني عن عامة قراء اللغة العربية، ولكنه إلى حد كبير يفيد الطلاب والمترجمين في بلاد تنطق فيها الأردية.

رموزه:

أما الرموز التي استخدمها المؤلف فيه فهي على النحو المذكور أدناه:

_ للإشارة إلى علاقة الكلمة بالكلمة السابقة.

(مع) مخفف"معرب" يعني الكلمة غير الأصل العربي.

د دلالة على "الدارجة"

ُ (ضمة) للدلالة على باب نصر.

َ (فتحة)(7) دلالة على بابي فتح وسمع.

ِ (كسرة) على باب ضرب.

ج الجمع.

و الواحد.

الشيئ وكذا لتوضيح الفاعل أو المفعول أو الإضافة.

ترتيبه:

رتب المعجم على الترتيب الألفبائي برد الكلمة إلى الأصل وتجريدها من الزوائد، وقد اعتنى المعجم بالأسماء والمصطلحات الخاصة بحقل من الحقول أكثر من اعتنائه بالأفعال، ولكن ترتيب الكلمات غير منظمة تنظيما معجميا، مثلا كان من المحتوم أن يضع المؤلف أسلوبا خاصا لترتيب المادة ومشتقاتها، ابتداء بالأفعال الثلاثية ثم الرباعية والخماسية والسداسية، ثم الأسماء والحروف، ولكنه لم يتبع أسلوبا معينا بل يستهل بالأفعال و أحيانا بالأسماء، ولكن رغم هذا وذاك، هذه محاولة يلزم تقديرها حيث يستفيد منها الطلاب والمترجمون الناطقون بالأردية، ويكفي لحاجاتهم إلى حد كبير.

يقع هذا القاموس في 975 صفحة، صدرت له عشرات الطبعات في الهند وباكستان، وهذه هي الطبعة التي خرجت في دلهي بالهند عام 2001م.

وللمؤلف نفسه معجم من الأردية إلى العربية بنفس الاسم:"القاموس الجديد" مرتب على نفس الترتيب، وعدد صفحاته1132صفحة، يتضمن أكثر من 20 ألف كلمة أردية مع شرحها بالعربية.

مصباح اللغات(عربي-أردي)

التمهيد:

على طلاب المدارس والجامعات الإسلامية في الهند فضل كبير لهذا المعجم بل هذا القاموس (العربي-الأردي)، إنه حقا يحتل مكانة "القاموس" لاستيعابه الكمية الهائلة للكلمات العربية، وشرح معانيها، وبيان مدلولاتها التي تعدادها يزيد على 50 ألف كلمة، وهو أكثر المعاجم طباعة وانتشارا في الهند، لإفادته الواسعة، ولطريقة استخدامه الميسورة، ولشرحه الكلمات العربية بالأردية السهلة المفهومة، ولتناوله الكلمات العلمية والأدبية التي طالما وردت في كتب المقررات الدراسية من التفسير والحديث والفقه والأدب والتاريخ وغير ذلك.

فقد ساد هذا المعجم في المراكز التعليمية العربية الإسلامية في الهند، فوددت أن أتحدث عنه، وعن أسلوب ترتيبه، وطريقة شرحه للكلمات بقدر من التفصيل.

خلفية تأليف الكتاب:

ذكر المؤلف أنه حينما كان مدرسا في مدرسة مصباح العلوم بمدينة بريلي في ولاية أترابراديش بالهند طلب منه تلاميذه وبعض أساتيذ هذه المدرسة أن يعد معجما عربيا-أرديا يكفيهم لحاجاتهم المعجمية في الهند، وخاصة لفهم الكتب الأدبية والإسلامية من القرآن الكريم وتفسيره، والحديث، والفقه، والكتب العربية الأخرى التي كانت داخلة في المقررات الدراسية في المدارس والجامعات الإسلامية العربية في الهند، ثم أصروا على ذلك فتبادر المؤلف إلى إنجاز هذا العمل الجليل المتعب، وأما المعجم العربي الذي اتخذه أساسا لهذا العمل هو: "المنجد" للأب لويس معلوف، ثم استمد من المعاجم العربية الكبيرة الأخرى أمثال:

"لسان العرب" لابن منظور، و"تاج العروس من جواهرالقاموس" للزبيدي، و"جمهرة اللغة" لابن دريد، و"أساس البلاغة" للزمخشري، و"المخصص" لابن سيده، و "مفردات القرآن" للراغب الأصفهاني، و"النهاية" لابن الأثير، والمعاجم العربية الأخرى الموثوق بها.

واستفاد كثيرا في إنجاز هذا العمل من الحكيم صديق أحمد الأمروهوي، والأستاذ عبدالقديم(8)، والأستاذ الفاضل جليل أحسن الندوي، فإنهم-على حد تعبير المؤلف- أفادوه بآرائهم، وبالكتب اللغوية التي كانوا يمتلكونها، ومن علومهم التي يحملونها عن المعجميات واللغويات.

والمؤلف قد أحس شديدا بصعوبة نقل لغة إلى أخرى قبل الخوض في هذا المحيط، فقال:

"نقل لغة إلى أخرى، ما أصعب ذلك؟ لايمكن أن يشعر به إلا من اشتغل بهذه العملية، فلا يطيق أن يقوم بها إلا من هو خبير باللغتين: لغة المصدر، ولغة الهدف، ويكون مطلعا اطلاعا واسعا على أدب اللغتين ، فإني مع هذا الإحساس الشديد بدأت إعداد هذا المعجم."(9)

وفي كم مدة نجز تأليف هذا المعجم لم يذكره بالتأكيد إلا أنه صرح بأنه بعد سنوات كثيرة فرغ من تأليفه.

وجه تسمية المعجم:

بدأ المؤلف تأليف هذا المعجم حينما كان مدرسا في مدرسة مصباح العلوم بمدينة بريلي بالهند، فنسبة إلى هذه المدرسة أشار عليه بعض الكبار بأن يسميه بهذا الاسم، فقد أسماه: "مصباح اللغات".(10)

الطبعة الأولى له:

كما يبدو من كلمة المؤلف أنه أنجز هذا العمل خلال أربعينات القرن العشرين، وصدرت له الطبعة الأولى من مكتبة برهان ندوة المصنفين في دلهي، باعتناء مديرها المفتي عتيق الرحمن العثماني، وذلك في غرة الخمسينات، كان المؤلف عند استهلال هذا العمل أستاذا في المدرسة التي سبق ذكرها الآن، ولكنه بعد ذلك غادرها إلى دارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ، فعند إتمامه كان أستاذ الأدب العربي بها.(11)

ثم تلت له طبعات من ديوبند على التواصل، وإلى الآن خرجت له عشرات الطبعات من مكتبات هندية كثيرة.

الرموزالتي استخدمها المؤلف في معجمه:

الرموزالتي تستخدم في المعاجم عامة لاتكون سواءً، فلكل معجم رموز ربما تختلف عن آخر، أما الرموز التي استخدمت في معجمنا هذا فهي:

فا: اسم الفاعل. مفع: اسم المفعول.

ج: الجمع. جج: جمع الجمع.

مص: المصدر. ض: باب ضرب.

ن: باب نصر. ف: باب فتح.

س: باب سمع. ك: باب كرم.

ح: باب حسب.

ترتيب المعجم:

رتب المعجم على الترتيب الألفبائي من الحرف الأول برد الكلمة إلى المادة الأصلية، وتجريدها من الزوائد، مثلا:

استخدم في خدم، واستعمل في عمل، واجتنب في جنب، وتشارك في شرك، و سمة في وسم، وقس على ذلك.

فهذا المعجم تم تأليفه على الطريقة التي صنف فيها المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية، ومختارالصحاح لأبي بكرالرازي، والمنجد للأب لويس معلوف، وغيرها من المعاجم.

محتويات المعجم:

قد جرت العادة أن المعجميين حينما يقومون بإعداد معجم عربي يتحدثون عن بعض القواعد الصرفية لبناء الكلمة العربية من الفعل والاسم والحرف، والأوزان المجردة والمزيدة فيها والملحقات بالإضافة إلى حديثهم عن معاني هذه الأبواب الصرفية وخصائصها، وإنهم لايدعون أن يعالجوا المشتقات ومصادر الأفعال الثلاثية المجردة وأوزانها وبعض القواعد لقياسات هذه المصادر، وإنهم يتناولون المصدرالميمي وظرف المكان والزمان، واسم الآلة والتفضيل والمبالغة والصفة المشبهة والتذكير والتأنيث والجموع وجموع الجموع ، والمثنى والأنواع المختلفة للجمع، من السالم والتكسير وأوزان جمع القلة والكثرة، والفرق بين معانيهما، وأسماء النسبة، وأوزان النسبة التي وردت في العربية سماعا وقياسا، وكذلك التصغير، وأنواع الهمزة وطرق كتابتها وقواعد الإبدال والقلب.

فمؤلف "مصباح اللغات" أيضا تناول هذه المادة الصرفية جميعا، ودقق في بيانها، وأشبع الكلام عنها، وبعد هذه القواعد أورد بعض النماذج للخطوط العربية من الثلث والنسخ والفارسي والريحان والديواني الجلي والديواني والكوفي، وهذه الخطوط نمقها الخطاط الهندي الشهير خليق الطونكي، ثم جاء ببعض اللوحات الهندسية مع مسمياتها العربية.

وبعد هذه الإفادات الصرفية والرموز المعجمية والنماذج الخطية والأشكال الهندسية، خاض المؤلف في محيط شرح المفردات العربية، وقد سلف الذكر أن هذا المعجم رتب على الترتيب الألفبائي برد المادة إلى الأصل وتجريدها من الزوائد، فالمادة الأولى التي استهل بها المعجم، هي: الألف وقد ذكر ضمن الألف:

"للألف ضربان: الألف الساكنة ، والألف المتحركة، ويقال للألف الساكنة حرف اللين أيضا، وهي الألف الممدودة مثلا: قام، قال، باع، والألف المتحركة هي: الهمزة، ثم أورد الضروب المختلفة للهمزة، مثلا:

1- للاستفهام، مثلا: أقرأت؟ أما قرأت؟ أفلم تقرأ؟ أفي البيت أخوك؟.

2- النداء القريب، مثلا: أزيد أقبِل.

3- التعدية، مثلا: لا أبالي أقمت أم قعدت.

4- أ حرف النداء البعيد.

وبعد ذلك تناول الأفعال من هذه المادة، فأتى أولا بالفعل الثلاثي ثم الرباعي ثم الخماسي ثم الأسماء ثم الحروف وهكذا، وقد ألف المعجم كامله على هذا الترتيب، وقد اعتنى بالإشارة إلى التذكير والتأنيث للكلمة السماعية، ولا يكتفي بشرح الكلمة العربية بكلمة أردية واحدة بل يأتي بالعديد من الكلمات، وربما يستخدمها في الجمل الأردية حتى يشبع الناطق بالأردية بهذا الشرح، أنظر على سبيل المثال كيف شرح المؤلف كلمة "الأبد":

("الأبد- زمانه جمعه آباد وأبود، ازلي، قديم، هميشه، يقال : لا آتيه أبد الآبدين، وأبد الأبد، وأبد الآباد، وأبد الدهر الخ.

ثم يبين الوضع الصرفي للكلمة:

"أبداً: ظرف زمان يستخدم لتأكيد النفي والإثبات في المستقبل، مثلا: لا أفعله أبداً، وأفعله أبداً.")

وبعد هذا الشرح يتحدث عن المشتقات المختلفة لهذه الكلمة ويشرح معانيها، فيقول:

("الآبدة: أزمة كبيرة يخافها الإنسان، وحشي، شيء غريب نادر الجمع: أبَّد و أوابد.

الأوابد: طير تسكن في مكان واحد في الصيف والشتاء كليهما. أوابد الشعر: شعر عديم النظير. أوابد الكلام: كلام نادر.

الإِبِد والأَبِد- أمة أو أتان تلد كل سنة.

الأبدي: شيء لانهاية له.

الأبدية: الآخرة.")(12)

فالقارئ حينما يقرأ شرح هذه المادة في هذا المعجم ربما لايتبقى لديه العطش للمزيد من الشرح لفهم هذه الكلمة ومشتقاتها.

اهتم المؤلف برد الكلمة إلى الأصل، ولكن توجد كلمات جاء بها المؤلف بدون أن يعللها على الرغم من أنها تحتاج إلى التعليل مثلا أنظر في:

("سوِق، يسوَق سَوقاً"(13) والمحتوم عليه أن يكتب: ساق، يساق، سوقا على وزن "خاف، يخاف، خوفاً".)

("سوِل، يسوَل سَوَلاً"(14) والحق أن يكتب: سال، يسال، سولاً على وزن خاف يخاف من باب سمع.)

وفي آخر الكتاب أورد قصيدة عربية قرضها الشيخ يوسف بن عمران الحلبي حول كلمة "عجوز" ومدلولاتها المختلفة التي استخدمت في اللغة العربية، وقد وردت كلمة عجوز خلال هذه القصيدة 61 معنىً، وفيها 61 بيتا في كل بيت مرة واحدة، وفي كل بيت استخدمت في معنىً يختلف عن المعنى الآخر. وبعد هذه القصيدة ذيل لغوي على الترتيب الألفبائي، هوملخص ألفي كلمة ومصطلح اقتبسه المؤلف من المنجد، والقاموس العصري مع شرح المصطلحات في اللغة الأردية السهلة المفهومة.

يقع المعجم في 1054 صفحة، صدرت له طبعات كثيرة، وهذه هي الطبعة التاسعة من مكتبة برهان بدلهي الهند باعتناء عميدالرحمن العثماني في يونيو عام 1992م.

أردو-عربي ڈكشنري:

هذا المعجم يسمى بـ"أردو عربي ڈكشنري"(المعجم الأردي-العربي)، ألفه الأستاذ عبدالحفيظ البلياوي في المنتصف الأول لخمسينات القرن العشرين، وذلك 15/مارس 1954م، وكان المؤلف آنذاك أستاذ الأدب العربي في دارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ بالهند.

استهل المؤلف هذا المعجم ببيان بعض قواعد التذكير والتأنيث، ثم جاء بكلمات تستخدم في العربية على وجه الكنية، ولها معان خاصة عادية مثلا: بنت العين في معنى الدمع، ابنة الجبل في معنى الصدى والرنين، وابن أرض في معنى الغريب والمسافر، وهلم جرا، وقد رتبها على الترتيب الألفبائي، وبعد ذلك شرع في شرح الكلمات الأردية بالعربية، لم يعن فحسب بذكر المعنى بل أتى بالمفرد وجموعه إن تعددت، وفيه الأسماء والأفعال، والحروف.

قدم له الشيخ أبوالحسن علي الحسني الندوي، إذ بين في كلمته أهمية المعاجم، وأشاد بهذا الجهد الذي بذله المؤلف، وذكر أن لهذا الكتاب فضلا كبيرا على الطلاب والأساتذة والمترجمين الناطقين بالأردية.

يقع هذا المعجم في 480صفحة، صدرت له طبعات متعددة، وهذه طبعة ثانية من مكتبة دارالعلوم ندوة العلماء لكناء في أكتوبر عام 1967م.

القاموس الاصطلاحي(أردي-عربي):

"القاموس الاصطلاحي" معجم صغير (أردي-عربي) ألفه الأستاذ وحيدالزمان الكيرانوي القاسمي. تناول فيه المصطلحات الجديدة التي طالما تستخدم في حياة الإنسان العامة والعلمية بالإضافة إلى الكلمات التي تستخدم في الصحافة المعاصرة وكتب الأدب في اللغة الأردية، وترجم معانيها إلى العربية الحديثة الفصحى لا العربية المحلية أو الدارجة.

وقد رتب المعجم على الترتيب الألفبائي، أخذ المؤلف كلمة أردية ووضعها في الجانب الأيمن ثم جاء بكلمة عربية إزاءها تشرح معنى الكلمة الأردية مع بيان صيغها المختلفة من الماضي والمضارع والمصدر، والمؤلف دقق في ذكر الصلات خلال بيان معنى الكلمة، وفي التالي أورد بعض الأمثلة من شرح هذا الكتاب:

"آزمائش: مجازفة.

"آماده كرنا: حفزه إلى كذا حفزا.

آزموده كار: محنّك.

آزمائشي دور: فترة التجربة والاختبار.

آسان: ممهد، سائغ.

آلود گي: تلوّث.

أما الأسماء فإنه لم يكتف بذكر معناها فحسب بل ذكر المفرد ثم الجمع وإن كان للكلمة جموع عدة فقد اعتنى بذكرها، ومن أمثلة معالجة الأسماء:

"آله: جهاز (ج) أجهزة.

آله كار: أداة مسخرة، عميل(ج) عملاء.

من ميزة الكتاب أنه اعتنى أشد اعتناء بحركة كل حرف من الكلمة، ولكن من مناقص الكتاب أنه حينما يشرح كلمة أردية يأتي لذلك بكلمة عربية غير سهلة وغير عادية، إنما يأتي بكلمة عربية صعبة، ربما لايشبع منها القارئ، فيحتاج إلى المزيد من الشرح والتفصيل، أو إلى كلمة سهلة أخرى، يا حبذا لو كان المؤلف اعتنى بذكر كلمات غير واحدة لكان فهمها أيسر وأسهل، مثلا: ذكر معنى الكلمة الأردية"آزمائش": مجازفة، ولا غير. فهل يشبع القارئ الأردي من هذه الكلمة لفهم الكلمة الأردية؟ ربما لايشبع من ذلك، فلو جاء بكلمات عديدة لكان ذلك أنسب وأفضل.

وبالاختصار هذا المعجم محاولة مشكورة مفيدة للناطقين بالأردية، ولا يزال يستفيد منه الطلاب والأساتذة معا في المدارس الإسلامية العربية في شبه القارة الهندية الباكستانية وحتى في الجمعات العصرية.

يقع الكتاب في 430 صفحة، جاءت له حتى الآن طبعات كثيرة من ديوبند بالهند، والمؤلف أنجز تأليفه في 27 ذي الحجة 1407هـ/22 أغسطس 1987م.

وللمؤلف معجم من العربية إلى الأردية بنفس الاسم، على الترتيب الألفبائي، يشتمل على 527 صفحة، وصدرت له عشرات الطبعات بالهند.

المعجم (أردي-عربي):

"المعجم" (من الأردية إلى العربية) ألفه مجموعة من المؤلفين في الهند وهم:

1- المفتي محمد شفيع: كتب المقدمة.

2- خليل الرحمن النعماني: قام بالتأليف والترتيب والتصحيح والمراجعة، وشرح الأمثال الأردية بالعربية.

3- العلامة السيد سليمان الندوي: ذكر اللغات التي أتت منها الكلمات إلى الأردية والعربية.

4- المفتي تقي العثماني: اعتنى بالألفاظ المترادفة.

5- وقد استفاد كثيرا من المعجم الأردي-العربي لعبدالحفيظ البلياوي(15).

6- محمد رضي العثماني: أعد فهرسا طويلا للمعاجم العربية وهو في آخر الكتاب.

في بداية الكتاب فصل المؤلف الكلام عن التعريف باللغة وتاريخ اللغة، و ذكر أول لغات العالم، فإنه رجح أن أول لغات العالم التي نطق بها أبو البشر سيدنا آدم-عليه السلام- في الجنة وفي هذه الدنيا أيضا هي اللغة العربية، وقد تحدث بقدر من التفصيل عن اللغة العربية وفضيلتها على اللغات العالمية الأخرى بالإضافة إلى الحديث عن قبائل العرب، وسعة العربية، وتدوين العلوم فيها.

وقد رتب هذا المعجم على الترتيب الألفبائي، وأول مادة جعلها في بداية الكتاب هي: ( آ: يعني، تعال (ج) تعالوا). ولم يكتف المؤلف ببيان معنى الكلمة الأردية بالعربية فحسب بل ذكر جموعها ومفردها، بالإضافة إلى ذكر التذكير والتأنيث، وإن كانت الكلمة فعلا ذكر ماضيها ومضارعها ومصدرها ومثناها وصيغة الجمع منها. وفي آخر الكتاب ساق قائمة طويلة للمعاجم العربية القديمة والحديثة مع ذكر أسماء مؤلفيها.

قاموس ألفاظ القرآن الكريم: (Vocabulary of the Holy Qur’an)

هذا قاموس قرآني عربي-إنكليزي، أعده الدكتورعبدالله عباس الندوي16 لإفادة المثقفين باللغة الإنكليزية وتوجيههم إلى القرآن الكريم.

قام المؤلف فيه بشرح الكلمات الواردة فى القرآن من حيث معناها و سياقها فى الآيات، مع الإشارة إلى وضع كل كلمة وحركاتها الثلاث من الرفع والنصب والجر، ورتبه طبقا للمجردالثلاثى على الترتيب الهجائي (الجذري) وسرد مع كل كلمة آية قرآنية أوجزءً منها، فأشار إلى اشتقاق تلك الكلمة طبقا لقواعدالتصريف. وبجانب ذلك جاء بترجمة معانيها المختلفة بالإنكليزية. وللإشارة إلى السورة ما ذكراسمها بل اكتفى برقمها ورقم الآية، فأولا كتب رقم السورة ثم رقم الآية، مثلا:

"والمقيمين الصلوة والمؤتون الزكوة"

And the establishers of prayer and the givers of zakah. (4:162)

ووضع هذا الجزء من الآية في مادة "ق وم" كما هو الأصل ثم سرد خلالها كل ما ورد فى القرآن من الكلمات المشتقة من هذا الأصل ولم يكتف بالإتيان بمثال واحد من القرآن تحت هذه المادة وإنما جاء بأمثلة متعددة مع ترجمة معانيها المختلفة التي تدل عليها مثلا:

"المستقيم"(Ap-der.m.sign) :

Right, straight, righteous, upright, well, constituted.

ثم جاء تحت هذه الكلمة آية مع ترجمتها الإنكليزية لتوضيح المعنى ولتفهيم الكلمة فهما كاملا، وهي:

"إهدنا الصراط المستقيم":

“Guide us thou unto the path straight” (ص: ٥٤٨- ٥٤٩)

وفي بداية الكتاب ساق المؤلف بعض القواعد من النحوو الصرف والاشتقاق، كما هناك إيضاحات إنكليزية عن رموزو إشارات اتخذها المؤلف لشرح المصطلحات الصرفية والنحوية، وفى آخر الكتاب قائمة للأعلام الواردة فى القرآن مع الإشارة إلى أصلها الثلاثي وتلفظها فى لغات وكتب مختلفة من التوراة والإنجيل وماإلى ذلك.

وفيه بعض التفاصيل من دون تطويل عن الأماكن والأنبياء السابقين الذين ورد ذكرهم في القرآن. وقد ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه استفاد فى إعداده من التفاسير المتفق عليها صحة، أمثال: "جامع البيان" لابن جريرالطبري، و"الكشاف" للإمام الزمخشري، و"تفسيرالقرآن العظيم" للإمام ابن كثير الدمشقي، وما إلى ذلك. وأما البحث عن معاني المفردات فراجع لذلك معاجم اللغة العربية المستندة إليها والموثوق بها أمثال:"لسان العرب "لابن منظور، و"المفردات في غريب القرآن" للعلامة الراغب الأصفهاني، كما راجع "أقرب الموارد" لسعيد الخوري، وكذلك استفاد كثيرا من الترجمات الإنكليزية المختلفة لمعاني القرآن للمسلمين وغيرالمسلمين.

وجملة القول إن الكتاب يفيد المسلمين في معرفة معانى المفردات القرآنية من ناحيتى البناء والسياق.

والكتاب يشتمل على٨٩٦صفحة، وقدصدرت له ١٠طبعات من جدة، وبيروت، والسنغافورة، وكوالالمفور، وكراتشي، وهذه هي الطبعة الهندية قامت بها"مكتبة فريد التجارية" بدلهي(الهند) باعتناء الشيخ عبدالكريم باريك.

خاتمة البحث

درست في هذه الورقة بعض المعاجم العربية-الأردية وبالعكس، وتوصلت إلى هذه النتيجة أن الإنجازات التي قام بها العلماء واللغويون الهنود، بعضها معروف على نطاق العالم أمثال:

1- العباب الزاخر واللباب الفاخر، لرضي الدين الحسن بن محمد الصغاني.

2- مجمع بحارالأنوار، لمحمد طاهر.

3- تاج العروس من جواهر القاموس، لمحمد مرتضى الحسيني الزبيدي.

4- كشاف اصطلاحات الفنون، لمحمد أعلى التهانوي.

فإن هذه المعاجم كلها عربية-عربية. يستطيع كل من يعرف العربية أن يستفيد منها، ولكن هناك معاجم يستفيد منها الناطقون بالأردية التي هي أكثر لغات العالم تأثرا بالعربية، فقد درست منها:

1- بيان اللسان(عربي-أردي)، لزين العابدين سجاد الميرتهي.

2- قاموس القرآن(عربي-أردي)، لزين العابدين سجاد الميرتهي.

3- القاموس الجديد(عربي-أردي وبالعكس) لوحيد الزمان الكيرانوي.

4- القاموس الاصطلاحي(عربي-أردي وبالعكس) لوحيدالزمان الكيرانوي.

5- المعجم(أردي-عربي) لمجموعة من المؤلفين.

6- مصباح اللغات(عربي-أردي) لعبدالحفيظ البلياوي.

7- أردو عربي ڈكشنري(المعجم الأردي العربي) لعبدالحفيظ البلياوي.

8- قاموس ألفاظ القرآن الكريم: (Vocabulary of the Holy Qur’an)

وماعدا هذه المعاجم، للهنود معاجم عربية أخرى أعدوها باللغات الهندية المحلية لغرض ديني إسلامي وأدبي، ولغرض سياسي واقتصادي وتجاري ومهني أيضا، وخاصة في هذه الأيام قد تزايدت عنايات الهنود من المسلمين وغير المسلمين بهذه اللغة للعلاقات التجارية العربية الهندية، وللعلاقات الثقافية، فإنهم أحسوا بأمس حاجة إلى المعاجم العربية بلغاتهم الهندية، وقد صدر حديثا معجم عربي ضخم من العربية إلى الأردية في مجلدين ضخمين باسم:"القاموس الوحيد" لوحيد الزمان الكيرانوي، وهو يحتاج إلى دراسة مستقلة.

⚝⚝⚝⚝

الحواشي:

1- ولد بمدينة لاهور في 10/ صفر سنة 577هـ/24يونيو1181م، يوم الأربعاء. ونشأ بغزنة، ودخل بغداد سنة 615هـ،/1218م، و من مؤلفاته: "مجمع البحرين" في اللغة، و"العباب الزاخر واللباب الفاخر" في اللغة، ولم يتمه؛ وكتاب "الشوارد" ، و"الفحول", و"الأضداد", وكتاب "العروض" وكتاب "أسماء العادة", وكتاب "الفرائض", وكتاب "الضعفاء", وكتاب "الموضوعات", وكتاب في "علم الحديث", وكتاب "مشارق الأنوار في الجمع بين الصحيحين", وكتاب "شرح البخاري", وكتاب "در السحابة في وفيات الصحابة" وغير ذلك، توفي ليلة الجمعة 19 شعبان. سنة 650هـ/24أكتوبر1252م.

2- هو محمد طاهر الفتني، ولد بولاية كجرات بالهند عام 910/ 1504م. حفظ القرآن قبل أن يبلغ الحلم، وكان محدثًا عالمًا ورعًا. زار الحرمين، وعاد إلى بلده وانعكف على نشر العلم فيه. ومن مؤلفاته: "مجمع بحار الأنوار في غرائب التنزيل ولطائف الأخبار" و "تذكرة الموضوعات" و" المغني في ضبط أسماء رجال الحديث" وغيرها. وتوفي عام 986 هـ/ 1578م.

3 – هومحمد مرتضى الحسيني البلكرامي الزبيدي، فتح عينيه في أسرة علم وأدب ببلكرام بالهند، عام1145هـ/1732-33م، وتلقى الابتدائية بها، ثم استفاد من العلامة أحمدبن علي السنديلوي بسنديله، وصفة الله الخيرآبادي بخيرآباد، والملا فاخر زائر الإله آبادي بإله آباد. والشيخ يسين العباسي بأكبرآباد، والعلامة المحدث نورالدين محمد القبولي(ت1160هـ/1747م) بدلهي، والشاه ولي الله المحدث الدهلوي بدهلي. وفي عام 1161هـ/1748م توجه إلى زبيد باليمن حيث تتلمذ على الشيخ رضي الدين عبدالخالق المزجاجي الزبيدي، وانتهل من محمدبن علاء الدين المزجاجي ، وأحمدبن محمد مقبول الأهدل، وفي عام 1164هـ/1751م رحل البلكرامي إلى الحجاز وزارالحرمين الشريفين ، واستفاد من علمهائها ، وأخذ الطريقة العيدروسية من الشيخ عبدالرحمن العيدروسي الذي شوقه إلى مصر، ففي 9/صفر1167هـ/5/ديسمبر1754م وصل إلى مصر حيث أمضى بقية حياته حتى توفي بها في الطاعون وذلك يوم الأحد 7/شعبان 1205هـ/10أبريل 1791م. كان الزبيدي يتقن اللغات: العربية والفارسية والتركية والهندوستانية ، وقد خلف تقريبا 154مؤلفة مابين المطبوع والمخطوط، ومن أشهر مؤلفاته:1- تاج العروس من جواهرالقاموس، (فقد خرج الآن في 40 جزءا بتحقيق ومراجعة جماعة من الحققين والمراجعين أولا من وزارة الإعلام في الكويت ثم من دارالكتب العلمية في بيروت لبنان، وذلك كله يقتضي دراسة مستقلة.)2- التكملة والذيل والصلة لما فات صاحب القاموس من اللغة 8مجلدات.3-إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين 15مجلدا. وغيرها من المؤلفات.

4- ولد في تهانه بهون، وهي قرية في الجانب الغربي الشمالي لولاية أترابراديش تبعد من دلهي تقريبا 120 كيلومترا، قضى حياة علم وأدب وورع وتدين، وبرع في فنون مختلفة، وتولى منصب القضاء، ومن مؤلفاته: 1-رسالة التكسير والأوقاف. 2- رسالة أحكام الأراضي. (مخطوط) 3- قواعد ذوي الأرحام. 4- حاشية الفتاوى الحمادية.(ألف أبوالفتح ركن بن حسام الدين الناكوري هذا الكتاب، وأما التهانوي فقد علق عليه وكتب حواشيه). 5- مذكرة القاضي محمد أعلى.(سيرته الذاتية، وفيها معلومات كثيرة عن الحديث والفقه وغيرهما. 6- ومن أشهر مؤلفاته وأكثرها شهرة وإفادة في العالم هو: كشاف اصطلاحات الفنون.

5 - هوالعالم الهندي الكبير، ، اشتهر في الهند من مصاقع الخطباء بالأردية، عينه مسئولوا دارالعلوم ديوبند رئيسا لها في شبابه الباكر لفضله ولتفوقه العلمي وحزمه ، ولد في أسرة علم وديانة وتقى، وهي أسرة الشيخ محمد قاسم النانوتوي إذ المقرئ محمد طيب حفيده، وذلك في محرم 1315هـ / مايو 1897م بقصبة ديوبند، بمديرية سهارنفور، ولاية أترابراديش، ومن أساتذته العلامة الشيخ محمود حسن الديوبندي، والعلامة أنورشاه الكشميري.

وهو أول من عين رئيسا لهيئة قانون الأحوال الشخصية الإسلامية لعموم الهند، بل هو الداعي الأول لتأسيس هذه الهيئة، وتوفي المقرئ محمد طيب رحمه الله في 6/شوال 1403هـ الموافق 17/ يوليو 1983م: يوم الأحد، ومن مؤلفاته: آفتاب نبوت(شمس النبوة). -شان رسالت (عظمة الرسالة).

6- أنظر: القاموس الجديد(عربي-أردو)، 2001 دلهي، المقدمة، ص: 5.

7 - ربما يلتبس القارئ في هذا الرمز، ياحبذا لوجاء برمزين مختلفين للدلالة على هذين البابين المختلفين(فتح وسمع)، لأن حركة عين الكلمة في الماضي فيهما تختلف.

8 - كان الأستاذ رئيس المدرسين بمدرسة مصباح العلوم، بريلي، وقتذاك.

9- أنظر: كلمة المؤلف في المقدمة.

10- أنظر مقدمة المؤلف.

11 - نفس المصدر.

12- أنظر: مصباح اللغات، مادة: أبد.

13- المصدرالسابق، مادة: سوق.

14 - نفس المصدر، مادة: سول.

15 - وقد سبق ذكر هذا المعجم الأردي-العربي في الصفحات السالفة.

16- ولد الدكتور عبدالله عباس الندوي عام 1925م ، وهو من العلماء واللغويين الهنود، عاش أكثر من ثمانين عاما. أكمل دراساته الإسلامية واللغوية والأدبية في دارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ بالهند، وحاز شهادة الدكتوراة من جامعة ليدز بإنكلترا عام1968م، عين أستاذا بجامعة أم القرى مكة المكرمة، ومستشارا لرابطة العالم الإسلامي ، وعميد الشئون التعليمية لدارالعلوم ندوة العلماء، ومن أساتذته : الشيخ أبوالحسن علي الحسني الندوي، والأستاذ محمد ناظم الندوي، والأستاذ عبدالسلام قدوئي الندوي، والدكتور إيزرلين (هوالذي أشرف على رسالته للدكتوراة بليدز)، توفي الدكتور الواحد من ذي الحجة ١٤٢٦هـ الواحد من يناير٢٠٠٦م في الساعة العاشرة وخمس وخمسين دقيقة عندالظهيرة، على الميعاد السعودي في مستشفى بجدة(المملكة العربية السعودية) وصلى على جنازته الحجاج والمعتمرون في الحرم المكي الشريف الذين تعدادهم يجاوزالمليون، ودفن في مقابرالمعلى بمكة المكرمة. وقد خلف أكثر من 30 كتابا بالعربية والأردية والإنكليزية. ومن أهمها: 1-ترجمات معاني القرآن الكريم وتطورفهمه عندالغرب.2-مذاهب المنحرفين في التفسير.3- تعلم لغة القرآن(Learn the Language of The Holy Qur’an).(بالإنكليزية) 4- مكررات قرآن(بالأردية)

Comments

  1. للمزيد تابع على الرابطة http://nidaulhind.blogspot.in/

    ReplyDelete
  2. للمزيد تابع على الرابطة http://nidaulhind.blogspot.in/

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

النظريات الأدبية في الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة