"منهجية التكامل المعرفي"

بسم الله الرحمن الرحيم

دورة تكوينية للمدربين عن:

"منهجية التكامل المعرفي"

تقرير أعده: قمر شعبان الندوي

نظّم المعهد العالي الإسلامي حيدرآباد بالتنسيق مع المعهد العالمي للفكرالإسلامي هرندن، فرجينيا بالولايات المتحدة الأميريكية دورة تدريبية خلال الفترة مابين(3-7يناير 2012م) في حرم المعهد العالي الإسلامي بحيدرآباد(الهند).

وكان الدكتور فتحي حسن ملكاوي (المديرالإقليمي للمعهد العالمي، مكتب الأردن) الأستاذ المدرّب للدورة، وقد شارك هذه الدورة من أنحاء الهند أساتذة وباحثون وطلاب الدراسات العليا للجامعات والمؤسسات والمعاهد العلمية والتعليمية المختلفة من تخصصات متنوعة في الدراسات الإسلامية والأدبية واللغوية، بالإضافة إلى المشتغلين بالفقه والإفتاء والقضاء الشرعي الإسلامي في مختلف أقاليم الهند، الذين تعدادهم ما يبلغ الثلاثة والثلاثين مشاركاً، وأسماءهم على النحو التالي:

1- الدكتور محمد زاهد علي خان (رئيس القسم الديني السني بجامعة عليكراه الإسلامية)

2- الأستاذ أرشد الفاروقي (أستاذ الحديث والفقه بمعهد الأنور، ديوبند)

3-الدكتور محمد شاهجهان الندوي (أستاذ الحديث وعلومه والفقه بالجامعة الإسلامية،كيرالا)

4- الأستاذ محمد خالد حسين النيموي القاسمي (مدير مدرسة بدرالإسلام ومفتي البلدة، بيكوسرائي، بيهار)

5- الأستاذ عبد السلام البهتكلي الندوي (أستاذ الفقه الشافعي بدارالعلوم ندوة العلماء، لكناؤ)

6- الأستاذ مصطفى عبد القدوس الندوي (أستاذ مصطلح الحديث والاقتصاد الإسلامي، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

7-الأستاذ محمد إلياس الندوي البهتكلي (أستاذ الحديث بمدرسة ضياء العلوم، كندلور)

8- الأستاذ أشرف علي القاسمي (أستاذ الفقه الإسلامي بالمعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

9- الأستاذ محمد رفيق القاسمي (أستاذ اللغة الإنكليزية بالمعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

10-الأستاذ شاهد علي القاسمي(أستاذ الفقه الإسلامي بالمعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

11-الأستاذ محمد عمر عابدين القاسمي المدني (أستاذ مصطلح الحديث والفقه الإسلامي بالمعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

12- الأستاذ محمد أعظم الندوي(أستاذ الدعوة والحركات الإسلامية بالمعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

13-الأستاذ قمرشعبان الندوي (باحث الدكتوراه، جامعة جواهرلال نهرو، نيو دلهي)

14- الأستاذ معين أحمد الندوي (أستاذ الأدب العربي، جامعة البنات، حيدرآباد)

15-الأستاذ جهانكير حيدر القاسمي (أستاذ الحديث، جامعة أنوار الهدى، حيدرآباد)

16-الأستاذ رضي الرحمن القاسمي (أستاذ الفقه الإسلامي، الجامعة الإسلامية بكيرالا)

17- الأستاذ محمد عبد الرشيد (أستاذ الجرح والتعديل، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

18- الأستاذ محمد مجتبى القاسمي (أستاذ الفقه الإسلامي، مدني دارالتربية، بكجرات)

19- الأستاذ نوشاد عالم القاسمي(أستاذ الفقه الإسلامي بالجامعة الإسلامية دارالعلوم، حيدرآباد)

20- الأستاذ محمد عمران الندوي(أستاذ الفقه الإسلامي، جامعة الإمام أحمد عرفان الشهيد، كتولي، لكناؤ)

21-الأستاذ محمد شميم النظامي (طالب الماجستير بجامعة اللغة الإنكليزية واللغات الأجنبية، حيدرآباد)

22- الأستاذ أحمد نور القاسمي(طالب الماجستير بجامعة مولانا آزاد الأردية الوطنية، حيدرآباد)

23- الأستاذ محمد عمر الملاحي (أستاذ بمدرسة أو. إيس، حيدرآباد)

24-الأستاذ سعيدالظفر القاسمي (أستاذ الفقه الإسلامي، والأدب العربي بالجامعة الرحمانية، حيدرآباد)

25-الأستاذ عبد الله القاضي(طالب الماجستير بجامعة آزاد الأردية الوطنية، حيدرآباد)

26-الأستاذ فياض عالم القاسمي(الباحث في القضاء والإفتاء بالإمارة الشرعية، بيهار)

27-الأستاذ إحسان الحق المظاهري(أمين المكتبة المركزية، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

28-الأستاذ إكرام أحمد الندوي(الباحث في الاقتصاد الإسلامي، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

29-الأستاذ شفيق أحمد(الباحث في الاقتصاد الإسلامي، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

30-الأستاذ محمد زبيرالندوي(الباحث في الفقه الإسلامي، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

31-الأستاذ أفسر علي النعيمي الندوي (الباحث في الفقه الإسلامي، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

32-الأستاذ محمد نوح(الباحث في الحديث النبوي الشريف، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

33-الأستاذ محمد سرفراز(الباحث في الحديث النبوي الشريف، المعهد العالي الإسلامي، حيدرآباد)

الجلسة الافتتاحية

بدأت الجلسة الافتتاحية في الساعة التاسعة صباح الثالث من يناير2012م يوم الثلاثاء في قاعة المكتبة المركزية للمعهد العالي الإسلامي بتلاوة آي من الذكرالحكيم رتلها سعيد عالم الفلاحي أحد باحثي المعهد، وبعد تلاوة القرآن الكريم تواصلت الجلسة بالتقديم والعرض والإلقاء تحت رئاسة الباحث الإسلامي الكبير، والفقيه المحقق النابغ، والكاتب الألمعي القدير، والصحافي الخبير الشيخ خالد سيف الله الرحماني-حفظه الله تعالى ورعاه-، فبادئ ذي بدء ألقى الأستاذ محمد أعظم الندوي كلمة الترحيب بالمشاركين والضيوف الوافدين من أقاصي بلاد الهند وخارجها بأسلوب أدبي بليغ، ثم قدم الأستاذ مصطفى عبدالقدوس الندوي كلمة المشاركين في الدورة بالإضافة إلى تعريف وجيز بالمعهدين: المعهد العالمي للفكر الإسلامي بالولايات المتحدة الأميريكية وأنشطته العلمية والفكرية والحضارية، والمعهد العالي الإسلامي بحيدرآباد، الهند، وإنجازاته البحثية والتحقيقية في الدراسات الإسلامية من الفقه والحديث والقرآن والدعوة. ثم قدم الأستاذ نثار أحمد القاسمي مقالا عن دور العلماء الهنود في الدراسات الإسلامية والأدبية واللغوية عبر عصور مضت، وألقى الدكتور زاهد علي خان من جامعة عليكراه الإسلامية كلمات التهاني لمنظمي هذه الورشة وأهميتها المستقبلية في الأوساط العلمية والأدبية في الهند، وكما بين الدكتور عبد المجيد من الجامعة العثمانية حيدرآباد أهمية العلم والمعرفة في منظور قرآني.

ثم تفضل الأستاذ خالد سيف الله الرحماني بكلمته الرئاسية بصفته رئيساً للحفل وبكلمة المعهد بصفته مديرا للمعهد، مع تسليط الضوء على أهمية مثل هذه الدورات في نشر الفكر الإسلامي النير، وإصلاح المناهج التعليمية والتربوية، وإرشاد الأجيال الناشئة إلى هدي الخير.

وفي نهاية المطاف بيّن الأستاذ الدكتور فتحي حسن ملكاوي الأستاذ المدرِّب للدورة أهمية هذه الدورة التكوينية، ومناهج الجلسات التكوينية التي تواصلت بعد الجلسة الافتتاحية لمدة خمسة أيام، وبين أهم أهداف هذه الدورة، وعقب بالكلام عن جهود الإصلاح في تاريخ الأمة وواقعها المعاصر وتقويم هذه الجهود برؤية منهجية متكاملة تتضمن ثلاثة معايير حددها المرحوم إسماعيل الفاروقي وهي:

- تشخيص واقع الأمة وإدراك الأزمة الفكرية والمنهجية،

- والاهتمام بالإصلاح التربوي سبيلاً إلى الإصلاح العام،

- ومدى استحضار البعد العالمي والإنساني في الإسلام، بوصفه رحمة للعالمين.

وانتهت الجلسة بدعاء الشيخ خالد سيف الله الرحماني قبيل صلاة الظهر، وقد أدار هذه الجلسة الافتتاحية الأستاذ محمد عمر عابدين القاسمي المدني (أستاذ المعهد، ونجل الشيخ خالد سيف الله الرحماني).

ثم تواصلت جلسات التدريب والتكوين والعرض والتقويم وتقديم مشاريع البحث برعاية وإدارة وإشراف الشيخ الدكتور ملكاوي، وخلال ذلك عالج المواضيع والعناوين المختلفة التي تدور حولها وتتكون بها المنهجية الإسلامية أو منهجية التكامل المعرفي التي كانت الموضوع الرئيسي للدورة.

وكانت الجلسات التدريبية كلها متكونة من اثنتي عشرة جلسة بالإضافة إلى جلستين إحداهما: لمناقشة مشاريع البحث، وأخراهما: لتقويم الدورة وتوزيع الشهادات، وهي الجلسة النهائية ومسك ختام الدورة.

وفي التالي أسرد تفاصيل الجلسات التكوينية والمواد المبحوثة والمدروسة فيها خلال الأيام الخمسة، مع بيان هدف البرناج التدريبي ومدى حاجة المسلم المثقف والأستاذ الجامعي إلى الثقافة المنهجية:

-امتلاك خصائص الثقافة المنهجية والوعي المنهجي.

- تعرُّف عناصر علم المنهجية الإسلامية: مفاهيمها، ومصادرها، ومبادئها، وأدواتها، ومدارسها.

- استنتاج/استخراج مبدأ التكامل المنهجي.

- ممارسة المنهجية: تفكيراً وبحثاً وسلوكاً في مجالات الحياة، وفي المجالات المعرفية المختلفة.

- اكتساب مهارة التدريب في قضايا:"منهجية التكامل المعرفي"، لكي يتمكن المشارك نفسه من تنظيم دورة تدريبية، وأداء دور المدرب فيها.

-الثقافة المنهجية عنصر أساسي في شخصيته العلمية وهويته العملية.

-يمارس التفكير المنهجي تحديداً وتمييزاً، والبحث المنهجي عملاً هادفاً، والسلوك المنهجي شأناً يومياً، ويتم ذلك كله بطريقة عفوية، وتكون المنهجية سمةً ملازمة له، وميزة بارزة في كل عمله ووظيفته، ويعطي منها ما يلزم، لمن يلزم، بصورة مباشرة.

الجلسة الأولى: حول: مفاهيم المنهجية الإسلامية والمفاهيم ذات العلاقة

المفاهيم الإسلامية: المنهاج، والمنهج، والنهج، والمنهجية، وعلاقتها بالطريق والسبيل والصراط، والهدى والضلال...

علاقة المنهجية بالنظام المعرفي ورؤية العالم

خصائص المنهجية:

o اجتهاد بشري، يلحقه الصواب والخطأ، وتبقى الحاجة إليها قائمة، وعلى كل جيل أن يجتهد فيبذل جهده ويجدّد فهمه ورؤيته، ويبدع في دفع حدود المعرفة إلى آفاق جديدة، وويظلّ الطريق مفتوحاً لمن يأتي بعده.

- المنهجية علم يتعلق بمناهج التفكير في موضوع معين والبحث فيه، والتعامل معه.

o تتضمن بالضرورة التصور والتخطيط المسبق والرؤية الكلية لعناصر ذلك الموضوع. كما تتضمن مناهج (جمع منهاج) تفصيلية تحدد طريقة الوصول إلى أهداف محددة خاصة بموضوع يختاره الباحث الممنهج، من خلال إجراءات عملية وأساليب تنفيذية.

الجلسة الثانية: الوعي المنهجي والخلل المنهجي

مفهوم الوعي المنهجي وأهميته وتمثلاته

مفهوم الخلل المنهجي وأهمية اكتشافه ومظاهره في واقع مجتمعات المسلمين

غياب الوعي المنهجي هو أول الخلل المنهجي

خلل في جوانب الشخصية الإسلامية المعاصرة.

خلل في بناء الأمة الإسلامية.

بعض مظاهر الخلل المنهجي في واقع الأمة: خلل في غبث رؤية العالم، وفي ربط الأسباب بالنتائج، وخلل في فهم الواقع والتعامل معه... إلخ

الجلسة الثالثة: تطور المنهجية في تاريخ الفكر الإسلامي

المنهاج في عهد النبوة،

وتطور علوم الأمة وتمايز مناهجها،

والممارسات المنهجية لدى الفرق،

ومناهج العلماء: المحدثون، المفسرون، الفقهاء، الأصوليون، المتكلمون والفلاسفة...إلخ،

الأصول المنهجية في القرآن الكريم،

أمثلة على كتب منهجية من التراث.

الجلسة الرابعة:في المدارس المنهجية

مفهوم الرؤية الواحدية التي ترى أن منهج التفكير البشري واحد في كل مرحلة تاريخية، وقد يتغير من مرحلة إلى أخرى، ومن نماذج الرؤية التوحيدية رؤية أوغست كونت حول مراحل التفكير البشري الثلاثه: الدينية اللاهوتية، والفلسفية الميتافيزيقية، والعملية التجريبية.

أما الرؤية التوحيدية، فترى تنوع المناهج وفق: أغراض البحث، وموضوع البحث، وحالة الباحث وتفاعله مع الموضوع، وغير ذلك من العوامل. وأن من الممكن والمألوف استعمال أكثر من منهج في البحث الواحد بصورة تكاملية، لتوظيف أشكال الخبرة البحثية.

وقد تمثلت الرؤية التوحيدية للمنهجية الإسلامية بوجود تنوع في المناهج لدى الفقهاء والأصوليين والمتكلمين والفلاسفة والمتصوفة، والعلماء المتخصصين في العلوم الطبيعية والفلكية والطبية وغيرها، ومع ذلك فقد كان يجمع بين جميع هؤلاء اعتمادهم مبدأ التكامل المعرفي والمنهجي في الرؤية الإسلامية التي تعتمد الوحي والعالم مصدرين لاستمداد المعرفة، والعقل والحس أداتين لهذا الاستمداد.

الجلسة الخامسة: في مصادر المنهجية

مفهوم المصدر، الوحي مصدراً: القرآن الكريم، والسنة النبوية: مصدر للاعتقاد، ومصدر للأحكام العملية، ومصدر للهداية العامة والمرجعية في تنظيم السلوك البشري،...

الكون مصدراً: الكون الطبيعي: الأشياء والأحداث والظواهر...والكون الاجتماعي: الأقوام والشعوب والقبائل، واختلاف الألسنة والألوان، والعلاقات والثقافات والحضارات ... والكون النفسي: الحياة والموت، والعقل والقلب، والنفس والروح، والمشاعر والانفعالات...

التكامل بين الوحي والكون.

معادلة التكامل المعرفي.

الجلسة السادسة: عن أدوات المنهجية

1. مفهوم الأداة، العقل أداة، الحسّ أداة.

2. كيف تعمل أداة التعقل في الوحي والعالم؟

3. كيف تعمل أعضاء الحس في في الوحي والعالم.

4. التكامل بين العقل والحس.

5. الجمع بين القراءتين: قراءة الوحي بإعمال العقل والحس لفهم الكون والتعامل معه، وقراءة الكون بإعمال العقل والحس لفهم الوحي والتعامل معه.

6. معادلة التكامل المعرفي بين المصادر والأدوات.

الجلسة السابعة: حول مبادئ المنهجية

مقدمات في مبادئ المنهجية. المبادئ مصطلح ومفهوم: معلومات، ومعتقدات، ومسلمات، وافتراضات، ومنطلقات، وثوابت، علاقات بين المفاهيم، وقيم حاكمة ترشِّد السلوك، وقواعد وأركان يتأسس عليها بنيان فكري، واعتقاد ديني، وسلوك عملي، إلخ.

موقع المبادئ، ومستوياتها في قضايا المنهجية.

مبادئ المنهجية في التفكير: التفكير الكلي، السنني، والسببي، والمقاصدي، والاستراتيجي، والعملي...

مبادئ المنهجية في البحث: التوثيق (الأمانة، الاستقامة، الموضوعية...) والدليل (عملي، عقلي ونقلي) "إن كنت ناقلاً فالصحة وإن كنت مجتهداً فالدليل."

مبادئ المنهجية في السلوك: النية: حركة القلب والضمير والتوجه النفسي نحو الخالق. والاتباع: سلوك سبيل مطروق مجرب ينتهي إلى القصد لتوفير الجهد، والاستقامة على نهج النبوة، والحركة الجماعية لتحقيق الانتماء. والإبداع: ابتغاء الحكمة في النمو، والتجاوز، والارتقاء، والإحسان، والإتقان.

الجلسة الثامنة: حول قيم المنهجية

العلاقة بين المبادئ والقيم: مقاييس للحكم على قوة الأفكار وصحتها، وضوابط لاكتساب العلم واختباره وتوظيفه، ومعايير لسلامة السلوك والفعل الذي تقتضيه هذه الأفكار.

منظومة القيم الحاكمة العليا: التوحيد، والتزكية، والعمران.

القيم الفرعية للتوحيد: مبدأ الخلق، مبدأ تكامل الدنيا والآخرة، مبدأ تكامل الوحي والكون، مبدأ تكامل العقل والحس، مبدأ التكامل المعرفي في معادلته الكاملة

القيم الفرعية للتزكية: مبدأ علاقة الجسد والعقل والروح، ومبدأ علاقة العلم والعمل، ومبدأ علاقة الوجود الإنسان بين الفرد والمجتمع

القيم الفرعية للعمران: مبدأ تكامل ميادين المعرفة: علوم الوحي، العلوم الإنسانية، العلوم الطبيعية، والعلوم التقانية، ومبدأ تكامل الانتفاع والاستمتاع.

الجلسة التاسعة: المنهجية في التفكير والبحث والسلوك

- إمكانية التمييز بين المفاهيم الثلاثة: التفكير والبحث والسلوك.

- خصوصية المنهجية في كل من المفاهيم الثلاثة.

- أمثلة على البعد المنهجي في كل من الأفعال الثلاثة.

- المشترك المنهجي بين المفاهيم المنهجية الثلاثة: القصد والنية، والعلم والخبرة، والوضوح والاستقامة، والتنظيم والإدارة

الجلسة العاشرة: الأدوات المنهجية في التفكير والبحث والسلوك

قراءة الوحي والكون تتطلب أدوات التفكير والبحث والسلوك.

أدوات البحث تتناسب مع نوع البحث وطريقته.

وفي كل بحث تتناسب الأدوات مع الأسئلة والمشكلات.

استخلاص معادلة التكامل المعرفي بوصفها إطاراً مرجعياً للمنهجية الإسلامية، ولبناء برنامج للتمكين للوعي بعلم المنهجية، وللتدريب على التفكير والبحث في قضاياها، ولممارسة هذه المنهجية في التعامل الرشيد مع مسائل العلم والمعرفة والحياة.

الجلسة الحادية عشرة: عروض المشاركين

قدم في هذه الجلسة كل مشارك عرضا حول موضوع حدد له مما يتعلق بالمنهجية الإسلامية، ومنهجية التكامل المعرفي على وجه التدرب والممارسة.

الجلسة الثانية عشرة: المشاريع البحثية للمشاركين

كانت هذه الجلسة لمناقشة مشاريع البحوث المستقبلية، فقد حدد كل مشارك منذ اليوم الأول للدورة عنواناً لمشروع بحثي يلزم تطبيق منهجية التكامل المعرفي فيه. وقدم الباحثون المشاركون خطط بحوثهم عن مواضيع متنوعة من حقول: الفكر، والفقه الإسلامي، والتربية، والثقافة الإسلامية، وطرق التدريس، ومشكلة تدريس الحديث، والتفسير، والفقه في الهند، فقد نوقشت هذه المواضيع كلها نقاشا علميا ونقديا ومنهجيا، ثم أكّد الأستاذ المدرِّب الدكتور ملكاوي عناوين بحوثهم بقدر من الإصلاح والتنقيح، وكانت هذه الجلسة ذات أهمية قصوى، وقد تبلور فيها نشاط الأستاذ وذكاءه المرهف، وحسه اللطيف الخبير في النقد والتنقيط والتنظير والتطبيق والتنهيج.

الجلسة الختامية: تقويم الدورة وتسليم الشهادات لمن استكمل متطلبات الدورة

بعد استراحة الشأي والإكرامية، وهي جلسة التقويم وتسليم الشهادات-وفي تعبير آخر هي جلسة التعطير والتعصير، فقد حضرها الدكتور ملكاوي (الأستاذ المدرب)، والشيخ خالد سيف الله الرحماني (مدير المعهد العالي الإسلامي)، والأستاذ الدكتور مظفر عالم (أستاذ مشارك اللغة العربية بجامعة اللغة الإنكليزية واللغات الأجنبية (EFLU)، حيدرآباد).

وقد أعرب كل المشارك عن مشاعرهم وانطباعاتهم تجاه الدورة، فأشاد البعض بالدورة، واقترح لتنظيم مثل هذه الدورات في مختلف مدن الهند مرارا وتكرارا، وبعض اعترض على بعض الأفكار للدورة اعتراضا علميا، وبعض أوجز الكلام، وبعض أسهبه.

وبعد كلمات المشاركين، دعا مدير الجلسة الأستاذ أعظم الندوي الدكتور مظفر عالم لإلقاء كلمته والتعبير عن أحاسيسه بهده الدورة التكوينية، فقد أبدى الدكتور إعجابه بها، وقال: الأساتذة والبحثة والطلبة كلهم في أمس حاجة إلى مثل هذه الدورات والورشات التدريبية، واستطرد قائلا: استفدت من الشيخ ملكاوي كثيرا في مجال إعداد خطة البحث، ونحن في الهند في حالة الاستيراد، نستورد العلوم والمصطلحات من الغرب، وذلك كله يحتاج إلى الشرح والممارسة، ونحن في حاجة ملحة إلى المنهجية، لأننا لا نعرف المنهجية كثيرا، ولا نراعي المنهجية حتى في البحوث العلمية، ثم صرخ الدكتور مظفر بالعلماء، وقال: لماذا إنهم لا ينظمون مثل هذه الورشات التدريبية كثيرا في مدن مختلفة في الهند.

وبعد الكلمة المرتجلة للدكتور مظفر تفضل الشيخ خالد سيف الله الرحماني بكلمته، فأعرب عن سروره وابتهاجه على تنظميه هذه الدورة في المعهد الذي يديره، ثم تقدم بجزيل شكره لكل المشاركين، وللشيخ ملكاوي، وبيّن أهمية المنهجية في كل عمل الخير، وخاصة في الدعوة إلى الإسىلام، ورد شبهات غير المسلمين تجاه تعاليم الإسلام، وقال: ثمة مصدران: القرآن، والكون، فالقرآن كلام الله تعالى، والكون فعله وخلقه، ولا تضاد بينمها، إذا تعارض العقل والمعرفة فالنقص إذاً في الفهم والإدراك والتطبيق و"اختلاف العقول ثراء، واختلاف القلوب وباء"، وصرح الشيخ الرحماني ردا على اعتراض بعض المشاركين بأن المنهجية التي قدمها الدكتور ملكاوي في هذه الورشة إذا توافقت مع الدليل لابد من الموافقة عليها، ولو اختلفت لاحاجة إلى الاتفاق عليها".

واستطرد الرحماني قائلا: إن لكل عصر كلمة نافذة فكانت للبلاغة والشعر كلمة نافذة في العصر الجاهلي والعصر الإسلامي، وهذا العصر عصر الأفكار والنظريات، فهو إذاً أنفع بكثير للإسلام، لأن الأمم والأديان تائهة في أودية الفلسفات المعقدة، والأفكار المتلوثة، والدعايات المضطربة، وللإسىلام فكر واحد، ودعوة واحدة ورسالة واحدة، فقد تزايد في هذه الظروف أهمية المنهجية الإسلامية، والوعي المنهجي، فلا بد للمسلمين في عالمنا المعاصر من منهجية إسلامية متكاملة في أنشطتهم الدعوية فيما بين الهندوس، باستخدام كل الوسائل والأساليب الحديثة التي عن طريقها يلبي المدعو الدعوة الإسلامية، وقد ضرب مثال قضية حجاب النساء في فرنسا، فقال: إن الإنسان يهتم ويعتني بكل متاعه بقدر قيمته وأهميته فالذهب والفضة في أشد حاجة إلى الوعي، والصيانة، والناس لايهملون في ذلك، والقلب أشد نعومة، فقد وضعه الله تعالى في مكان مصون مغلوف داخل الصدر، وأما المرأة فهي خير متاع الدنيا، وزينتها: العفة والحياء، فهي في أشد حاجة إلى الاعتناء البالغ الدقيق للاحتفاظ بعفتها وكرامتها، فالحجاب إذاً حاجة طبيعية بشرية بالنسبة للمرأة في كل عصر من العصور، وفي كل مصر من الأمصار، فلا بد للمسلمين من أن يتكلموا مع المرتابين في هذه القضايا بهذا الأسلوب وبهذا السياق. وأضاف قائلا: دماء الشهداء وأقلام العلماء عند الله تعالى في ميزان واحد، فالشهداء يحتفظون بالحدود الجغرافية للبلاد، وأما العلماء فإنهم يحتفظون بالحدود الفكرية والنظرية، فإنهم أحق بكثير من التقدير والتبجيل.

وفي نهاية المطاف كمسك ختام الدورة صرح الدكتور ملكاوي بأنه لا ينبغي لنا الاقتناع بما عندنا من علم ومعرفة بل علينا أن لا نغلق أبواب الاستفادة من علوم ومعارف غيرنا، ونبه إلى ضروة من أهم مبادئ المنهجية إعمال المبادئ الإدارية التي تكفل تحقيق الأهداف والمقاصد ومن أهمها حسن إدارة الوقت والالتزام به، فنظام الإسلام كله يقوم على التوقيت، فالصلاة كتاب موقوت، وللحج مواقيت، ونجاح الأمة في أية برنامج يتطلب حسن التنظيم والإدارة: إدارة الموارد والإدارة البشرية وإدارة الوقت، وانتهت الجلسة بدعاء:

اللهم علمنا ما لا نعلم، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً.

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

ولم يدخر المعهد العالي الإسلامي وسعا في استقبال الضيوف المشاركين وضيافتهم برحابة صدر ووافر إخلاص وحبور ، وتوفير تسهيلات في الإعاشة المريحة الفياضة والإطعام الطيب اللذيذ ، فالشكر كله موصول إلى مديره الموقر الشيخ خالد سيف الله الرحماني، وأساتيذه الأفاضل ، والباحثين المشتغلين به ، وأخصهم بالذكر الأستاذ مصطفي عبد القدوس الندوي، والأستاذ عمر عابدين القاسمي المدني ، والأستاذ الفاضل محمد أعظم الندوي ، والأستاذ رفيق القاسمي. وكما أتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير إلى الأستاذ المدرِّب الشيخ الدكتور فتحي حسن ملكاوي –حفظه الله تعالى ورعاه- على تجشمه مشاق السفر من المملكة الأردنية الهاشمية إلى جمهورية الهند ، فجزاهم الله تعالى جميعا أحسن وأجزل ما يجزي به عباده المخلصين والمحسنين.

Comments

Popular posts from this blog

الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

النظريات الأدبية في الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة

جهود العلماء الهنود في المعجمية العربية