وهي ساكتة تقرأ في كتاب ( خاطرة)

وهي ساكتة تقرأ في كتاب !!؟؟


د. قمر شعبان


غزالة، مها، ظبية، سريعة، خفيفة، حثيثة، كذبة، ظلمة ظالمة، مفرة مكرة معا، خيزرانة، مائلة، متمائلة، مميلة، حكة أو بسمة، غضبة أو سخطة، أعجوبة هي؟ أم فتنة عمياء، ؟؟ فتنتني فافتننت بها، أرغمتني على أن أحبها، فأحببتها رغم أنفي،!!! فررت منها، ولكن ؟!
ولكن أين المفر منها؟؟!!
هذا شبح !! 
لمن ؟؟
لجنية تروعني في المنام ؟! أم لرؤية أراها حيث أنام ؟! 
أم مكيدة تكيدني في هواها!؟؟؟
عينها النجلاء!!؟؟ ربما أغوص في عمق محيطها، ولكن أنى لي ولها؟؟
لم أكد أجد لنفسي قرارا ومستقرا فيها إلا وقد يزيلني جفاءها وغلظتها،! كما تزيل الأمواج الهائجة رمال الصحراء،! وتمزق فخ أزباد السيل الجارف،!!!
ما اسمها؟
لا أدري!؟ 
وما ديانتها؟
لا أدري!؟
من أين هي؟؟
لا أدري!؟
إنها إنسانة !!
ولكن ليست كعامة الأناس!
أعجبتني ، فأغرمت بها!.
لم أرها معظم الأحيان مبتسمة، ولكنها حينما تبتسم تجرحني بسماتها، فتتقطر حاستي دما لا أطيق منعه، ويطير قلبي إليها، ويحلق فوق عبير بسماتها التي لا تفتأ تدغدغ، حتى يقف شعوري مبهورا، ومشغوفا بهذا الشبح الإنساني-أم الجني الفاتن- .
أحببتها ولكن لم يكد يحصل لحبي حظ من لمسها!!؟
كيف هذا الحب الحالك الأسود؟؟ هل هكذا الحب حالك ديجوري مظلم أعمى؟؟!!
وهذا الحب دغدغة، منام، خيال رائع جميل لطيف ومضطرب مزعج معاً، يلتذ منه الشعور والعاطفة، ولم تحصل للنطق لذةكلامها فضلا عما يكون بعده!؟ 
وقد صدق الشاعر وأحسنه! وهو خير تعبير عما يخطر ببالي 
                                 لجّ قلبي في التصابي        وازدهى عني شبابي
                                 ودعاني لهوى هند         فؤادي غير ناب
الشاعر حقا ذوالنصيب الأوفر، فقد عرف حبه، وعرف اسم حبه، ولكن ماهي الإنسانة الفاتنة التي شغفتني حبا؟؟
لا أكاد أدري اسمها!!؟
لوكنت أدري اسمها لخاطبتها باسمها!!! ولكن ؟؟
ولكن: هيلو، إكسكيوز مي، بليز، هاي، سووري !
هذه خطابات لم تمسها العاطفة، وإنماهي تخلو من روح العواطف الإنسانية، إنما هي رسوم أوخطوط مندرسة ومتحللة في موسيقية الهواء، ونبرات التنفس، التي يتنفس بها الإنسان فيخرج أنفاسا من الداخل إلى الخارج و أنفاسا من الخارج إلى الداخل .
هي تكلم، ولكن ليست كثيرة!
كيف أتكلم معها؟؟
أراها حينما لاتراني!!
وتراني حينما لا أراها!!
يا حبذا، لوبها كمابي ؟!
كلميني أيتها الظالمة الفاتنة، ويا من أحببتها، كلميني!! آهٍ!!!؟؟؟؟ كلميني؟؟؟.
كلميني ولا أطيق أن أبرز حبي إياكِ أمام وجهك الرهيب، كلميني حتى لا أختزئ أمامك، كلميني،، وكلميني؟!
كيف هذا الحب؟ هل أبكي أمامها لكي تفهم أني أحبها!
وماذا أفعل يا ترى؟؟!!
وهي ساكتة تقرأ في كتاب .!!

Comments

Popular posts from this blog

الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

النظريات الأدبية في الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة

جهود العلماء الهنود في المعجمية العربية