مرتضى الزبيدي: أصله ونشأته

مرتضى الزبيدي: أصله ونشأته
د/ قمر شعبان الندوي
اسمه ونسبه:
اسمه:                   سيد محمد مرتضى، وقد ورد في مآثر الكرام محمد مقتدى أيضا، فلعل الزبيدي كان يدعى في صباه بهذا الاسم أيضا.[1]
كنيته:                   أبو الفيض.
هذه الكنية ليست نسبة إلى ابن له أو بنت، بل هي كنية كناه بها أحد سادة بني الوفا في مصر، ألا وهو السيد أبو الأنوار بن وفا لفيوض الزبيدي العلمية والإرشادية، وذلك في 17 / شعبان 1182ه/ 26 ديسمبر 1768م كما ذكر ذلك تلميذه الجبرتي.[2]
الواسطي:            نسبة إلى الأسرة الواسطية التي وفدت إلى الهند من العراق، وتوطنت في بلكرام.
البلكرامي:           نسبة إلى بلكرام بالهند، وهي مسقط رأسه.
الزبيدي:              نسبة إلى زبيد[3]باليمن، لاستيطانه بها، يقول القنوجي[4]:
"أقام رحمه الله بزبيد حتى قيل له الزبيدي، واشتهر بذلك، واختفى على كثير من الناس كونه من الهند ومن بلجرامها[5]".
المصري:               نسبة إلى مصر حيث أمضى حياته كلها بعدما غادر زبيد، وتزوج بها فتاة مصرية، وظل يفتح باب التدريس والإفادة فيها، إلى أن طوى الله تعالى عمره، فدفن بها، ولهذه النسبة يسميه بعض المؤرخين، والكتاب بـ"المصري".
لقبه:                      محي الدين، أو محب الدين[6].
سلسلة نسبه: يوجد نسبه الكامل الممتد إلى سيدنا علي-رضي الله تعالى عنه-، في عدة كتب مع اختلاف بسيط، وذلك بسقط بعض الأسماء في كتاب آخر، وذكر أحد باحثي اللغة العربية حميد أشرف من جامعة علي كره الإسلامية في بحثه لإيم فل نسبه الكامل، إذ كتب حميد أشرف:
"سيد محمد مرتضى بن سيد محمد بن سيد قادري بن سيد ضياء الله بن سيد خان محمد بن سيد عبد الغفار بن سيد تاج الدين بن سيد حسين المعروف بـسيد دولاره بن سيد حسن بن سيد محمود بدهن بن سيد بده بن سيد جمال الدين بن سيد إبراهيم بن سيد سالار بن سيد محمد صغرى بن سيد علي بن سيد حسين بن سيد أبو الفرح الثاني بن سيد أبو الفراس بن سيد أبو الفرح الواسطي بن سيد داؤود بن سيد حسين بن سيد يحيى بن سيد زيد بن سيد  علي بن سيد حسن بن سيد علي العراقي بن سيد حسين بن سيد علي بن سيد محمد بن عيسى مؤتم الأشبال بن إمام زيد الشهيد بن الإمام زين العابدين بن سيدنا حسين بن أسدالله الغالب علي بن أبي طالب وسيدة فاطمة الزهراء بضعة رحمة للعلمين إمام المرسلين خاتم النبيين-صلى الله عليه وسلم-.[7]
ميلاده ونشأته:
الزبيدي هندي الأصل والنشأة، أم هو عربي؟ لازال هذا الأمر موضوع النقاش والخلاف فيما بين المؤرخين الهنود، وكثير من الكتاب والباحثين العرب منذ قديم، فالكتاب والمؤرخون الهنود الذين عالجوا تراجم الرجال، وتناولوا ترجمة مرتضى البلكرامي في كتبهم فإنهم قاطبة ضموه إلى العلماء الهنود، وأما الكتاب والمؤرخون العرب فإنهم طائفتان، طائفة أدمجته إلى الهنود، وطائفة أنكرت هنديته، وأما الذين لم يقبلوا هندية الزبيدي فهم:
1-       المحقق عبد الستار أحمد فراج[8]، يقول أحمد فراج:
                "نحن لا نجد نصا واضحا في كلامه يدل على أنه من الهند"[9]
وأما ما قاله السيد صديق حسن خان القنوجي في "أبجد العلوم"، والكتاني في "فهرس الفهارس"[10] عن هندية الزبيدي فقد شكَّ فيه أحمد فراج، واعتبره مبالغة.[11]
2-       فردينان توتل في "المنجد في الآداب والعلوم" جعل أصل الزبيدي اليمن، وعلاوة على ذلك أخطأ فردينان في ضبط كلمة: "الزبيدي"، كتب: "الزُّبَيدي"[12] (بضم الزاء وفتح الباء) وهذا خطأ، والصواب:"زَبيدي" (بفتح الزاء وكسر الباء) نسبة إلى مدينة زبيد باليمن، التي عمرها محمد بن زياد مولى المهدي في العصر العباسي.[13]
3-       وكذلك ذهب جرجي زيدان في كتابه "تاريخ آداب اللغة العربية"[14] إلى هذا المذهب.
وماعدا هؤلاء يمكن أن يكون هناك كتاب ومؤرخون يرفضون هندية الزبيدي، وأنا سردت هذه الأقوال فقط على سبيل المثال لكي يبدو لنا هذا الجانب الإنكاري لأصل ومولد الزبيدي.
سبب الخلاف في أصله:
ولهذا الخلاف أسباب:
1-       إن الزبيدي بنفسه لم يصرح بأصله ونسبه وأسرته بكل صراحة وبيان،
فلعله لاشتغاله المتواصل بالتدريس، والإفادة العامة العلمية، والأدبية،  واللغوية، ولانغماسه في تدريس الحديث وأسماء الرجال، وكتابة الإجازات في الحديث لم يجد فرصة لتسجيل سيرته الذاتية المستقلة، ولتناول أسرته التي انحدر منها، ومعالجة آبائه وأجداده الذين خلوا في أسرته، وخلفوا المآثر العلمية والأدبية. 
2-       وكذلك الجبرتي-الذي كان من أشد تلاميذ الزبيدي حبا له، وأكثرهم انتفاعا به- تناول حياة الزبيدي في كتابه: "عجائب الآثار في التراجم والأخبار"[15]، فإنه أيضا لم يبال بذكر أصل الزبيدي، ونسبه، وأسرته بدقة وفحص، إلا ما ذكر من فضائله، وكماله العلمي، وأخلاقه الكريمة، وقبوله في أوساط الناس، من العامة والخاصة، ومن السلاطين، والأمراء، والملوك، ومن الطلبة الذين كانوا يتهافتون عليه من أقاصي الأرض، والأماكن النائية من البلاد العربية، والتركية، والفارسية، فكان تاريخ الجبرتي بمثابة المصدر الأوَّلي للاطلاع على أخبار الزبيدي بالنسبة إلى العرب، ولكن هذا الكتاب أيضا لم يذكر عن أصله إلا أن قال:
"ولد سنة خمس وأربعين ومائة وألف كما سمعته من لفظه وروايته بخطه، ونشأ ببلاده، وارتحل في طلب العلم وحج مرارا......"[16]
وأي بلاد هذه، هي اليمن؟ أم مصر؟ أم الهند؟ لم يحاول الجبرتي كشف الستار عن اسم هذه البلاد، وهذا الغموض ربما تسبب لمشكلة عن المعرفة بأصل الزبيدي، ومنشأه، ومولده.
3-       كان ما قال الزبيدي عن نفسه، وما كتب تلميذه الجبرتي عنه مصدرا أساسيا للتعرف على حياة الزبيدي، ولكن ذلك كله لايغني المؤرخ أو القارئ عن الفحص الزائد، والبحث الدقيق للعثور على أصل الزبيدي، وأما ما جاء في كتاب "مآثر الكرام" لمؤلفه غلام علي آزاد البلكرامي فكان ذلك في الفارسية، فلم يطلع عليه العرب إلا عن طريق "أبجد العلوم" للقنوجي، ولكن المحقق المصري عبد الستار أحمد فراج قد شك فيما جاء به القنوجي من معلومات عن أصل الزبيدي، فقد أصبح الأمر معقدا عند العرب خاصة، فطبعا جعل هذا الغموضُ المؤرخين المعاصرين من العرب كجرجي زيدان، وفردينان توتل، والآخرين يَشُكُّون فيما جاء به الكتاب الهنود.
ولكنني بعد ما قرأت النصوص وجدت براهين مختلفة على أصل الزبيدي الهندي، وأتحدث عن ذلك بالتفصيل.  
براهين على أصله الهندي:
  وقد عثرت في الكتب على أنواع من النصوص، والدلائل التي تبرهن على كون الزبيدي هندي الأصل والنشأة، وهي على خمسة أوجه:
الأول:
نجد في سلسلة نسبه[17] أسماء لايسمي بها العرب أولادهم البتة، من أمثال: 1-خان محمد، 2-سيد دولاره، 3-محمود بدهن، 4-سيد بدهـ، 5-سيد سالار. هذه أعلام لا أقول إنها أعجمية فحسب، بل لايسمي بنوع هذه الأسماء إلا سكان شبه القارة الهندية الباكستانية، فلو كان البلكرامي عربي الأصل لكان من اللازم أن لا يوجد في نسبه أسماء هندية أعجمية، ولا خلاف في أن البلكرامي عاش أغلبية حياته في البلدان العربية، وأنجز أعماله العلمية، والأدبية، واللغوية كلها في مصر، وتوفي بها، ولكنه البتة هندي الأصل، والمولد، والنشأة، كما يتبلور ذلك بتواجد هذه الأسماء غير العربية في هذه السلسلة النسبية للزبيدي.
الثاني:
تناول الزبيدي في "تاج العروس" أسماء مدن، وقصبات، وقرى هندية، وحللها تحليلا لغويا، وجغرافيا، بالإضافة إلى تناول شخصياتها العلمية، والأدبية، وأوضاعها الحضارية، والثقافية، وحوادثها التاريخية، وليس من المستحيل جدا أن يتحدث عن المدن الهندية كاتب غير هندي[18]، ولكن يستحيل له الإتيان بمثل هذه التفاصيل، والمعلومات، وبهذا الاستيعاب، والدقة عن هذه الأماكن الهندية التاريخية، مثل ما جاء به الزبيدي في خضم صفحات تاج العروس، وهذا ما يدل على أن مرتضى البلكرامي لم يبصر النور، ولم تتم نشأته بالهند فحسب، بل إنه بلغ أشده بها، وشاهد كوكبة هذه البلاد بعين بصيرة، وخبرة تامة، وشعور بالغ، فإن المحقق الهندي الكبير أبا محفوظ الكريم المعصومي قد أسهب الكلام عن هذا الجانب في مقالته عن الزبيدي التي طبعت في مجلة: "المجمع العلمي الهندي"العربية الصادرة في علي كره[19]. و أورد في مقالته تقريبا 34 اسما لمدن وقصبات هندية مختلفة، على الترتيب الألفبائي بفصها ونصها، وبذكر تفاصيلها، التي سجلها الزبيدي في تاج العروس، ومن بعض
أسماء هذا القبيل:
 يقول الزبيدي في إطار مادة "س ن ب ل":
"سنبل[20]، كجعفر، مدينة عظيمة بالهند، منها الشيخ العارف زكريا العثماني السنبلي، أحد مشائخ النقشبندية، توفي بمكة سنة ألف"[21].
 ويقول في مادة " س ن د ل":
"سنديلة[22] بالفتح: مدينة بالهند، منها شيخنا العلامة أبو العباس أحمد بن علي السنديلي، أحد المحققين في المعقولات."[23] 
 وهذه هي المدينة التي نزل بها الزبيدي في الثاني عشر من عمره، وتلقى من علمائها، وأحمد بن علي السنديلي المذكور أعلاه من أساتذته بها.[24]    
الثالث:
 اعتنى كثير من المؤرخين الهنود بتناول أحوال، وآثار مرتضى البلكرامي في كتاباتهم بكل دقة واستيعاب، وكلهم تناولوه كعالم ولغوي هندي، وذكروا أحواله عن صباه، ومنشأه، ودراسته، وأساتذته، والأماكن الهندية التي سافر إليها البلكرامي لتلقي الدراسة، فكتاب: "مآثر الكرام" لغلام علي آزاد بمثابة مصدر أولي لعلماء بلكرام، وقد صدر الطبع الأول لهذا الكتاب عام 1166م، وكان الزبيدي آنذاك في غرة عشرينياته، فقد ذكره آزاد خلال ذكر جده السيد القادري فقال:
"ومن أحفاده السيد محمد مرتضى بن السيد محمد بن السيد القادري، تلقى العربية، ووفق في بواكير عمره لزيارة الحرمين الشريفين، فقد تشرف بهذه السعادة عام 1164هـ/1751م، وحصل على علم الحديث من الأماكن المباركة، وفي هذه الأيام إنه يتوطن في زبيد، باليمن، وعن الشيخ عبد الخالق الزبيدي يأخذ أسناد الحديث، فبارك الله تعالى في حياته، وكرمه بالترقيات الدينية"[25].
ويقول المولوي عبد الحق في مقدمة مآثر الكرام التي كتبها بالأوردية:
"وقد أنجبت أرض بلكرام عبقريا يستحق أن يقال له فخر علماء الهند، ولايكتمل أي كتاب يتناول تاريخ علماء الهند إلا أن يعالج فيه حياة العلامة السيد مرتضى مؤلف تاج العروس[26]".
                إن هاتين الفقرتين ربما تكفيان دليلا على هندية مرتضى الزبيدي لأن الكتاب الذي اقتبست منه الفقرتين، مؤلفه شاهد عين لأسرة الزبيدي، وكباره.
وفي التالي أجلب أسماء بعض الكتب التي ألفها العلماء الهنود، وتناولوا فيها الزبيدي كعالم هندي الأصل، والمولد، والنشأة:
- العلامة عبد الحي الحسني في تاريخه: "الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام"[27] المعروف بــ"نزهة الخواطر وبهجة المسامع والنواظر".
-والعلامة مناظر أحسن الكيلاني في مقالة له عن الزبيدي طبعت في مجلة:"معارف"
الأوردية الصادرة في أعظم كره[28].
- النواب سيد صديق حسن خان القنوجي في كتابه: "أبجد العوم"[29].
-الدكتور زبيد أحمد في كتابه[30]:Contribution of Indians to the Arabic literature (مساهمة الهنود في الأدب العربي).
-ومقبول أحمد صمداني في حاشية كتابه: "حيات جليل"[31].
-مولوي رحمان علي في كتاب:"تذكره علماء هند"[32].
-البروفيسور خورشيد أحمد الفارق[33] في مجلة: "برهان"[34] الأردية الصادرة من ندوة المصنفين في دلهي.
-والمحقق أبو محفوظ الكريم المعصومي في مقالته المسهبة عن البلكرامي[35] في مجلة: "المجمع العلمي الهندي"[36] الصادرة في جامعة علي كره الإسلامية بالهند.
-الدكتور رضوان علي الندوي في كتابه: "اللغة العربية وآدابها في شبه القارة الهندية الباكستانية"[37].
وغيرهم كثير الذين عالجوا حياة البلكرامي، وضمه كل منهم إلى زمرة العلماء واللغويين الهنود. لو كان البلكرامي يمني الأصل-كما زعم جرجي زيدان، وفردينان توتل، وأحمد فراج- لما مست المؤرخين والكتاب الهنود حاجة إلى أن يعدوه عالما هنديا، نجد الكثير من العلماء البارزين غير الهنود الذين كتب عنهم المؤرخون الهنود في كتاباتهم، ولكنهم لم يتناولوهم كعلماء هنود، بل حينما كتبوا عن أصلهم صرحوا بأنهم العرب، أو الفرس، أو الأتراك وما إلى ذلك، فقد ألف الشيخ أبو الحسن الندوي كتبا عديدة في الشخصيات الإسلامية البارزة، فهاهو ذا كتابه: "رجال الفكر والدعوة في الإسلام" في خمسة أجزاء، تناول فيه سيرة عمر بن عبد العزيز، والحسن البصري، والعلامة ابن تيمية، فإنه كتب بكل صراحة عن أصلهم، ولم يضمهم إلى العلماء الهنود افتخارا بهم، بل ذكر أصولهم، وأنسابهم، وأحوالهم بكل أمانة وأصالة ودقة، وكذلك تناول فيه حياة أحمد السرهندي، والشاه ولي الله الدهلوي، وكتب عن أصلهما أنهما هنديان وليسا بالعربيين، وكذلك تناول الشيخ الندوي حياة وسيرة الشيخ معين التششتي بكل تفصيل، فعلى الرغم من أن الشيخ معين الدين لم يعش حياته الدعوية، والتربوية، والإصلاحية الطويلة في الهند فحسب بل انتقل إلى رحمة الله تعالى في أرضها، ودفن في ترابها، وخلّد الله تعالى ذكره طول البلاد، ويزدحم حول قبره الأناس من أقصى البلاد-اللهم هذا الازدحام البتة من البدعات، والمحدثات التي لا مجال لها في الإسلام، وربما يؤدي ذلك إلى الشرك- ولكن الشيخ أبا الحسن الندوي رغم هذا الوجود الدائم الخالد للشيخ التششتي بالهند ذكر نسبه، وأصله الذي يمتد إلى السجستان.
فلو كان البلكرامي عربيا لصرّح بذلك المؤرخون الهنود، الذين تناولوه في كتبهم، ولكن كلهم يصرحون بأن البلكرامي هندي الأصل، والنشأة، تفتحت زهرة حياته في أسرة علمية ببلكرام، وتمت نشأته بها، وترعرع فيها، وتلقى العلوم من علماءها، ثم بعد ذلك ارتحل لطلب العلم إلى مدينة الزبيد باليمن ثم إلى الحجاز، وما إلى ذلك  من البلدان، التي سأتحدث عنها بالإسهاب في ذكر دراسته، ورحلاته –إن شاء الله تعالى_. 
الرابع: 
إن الكتاب الهنود ليسوا فحسب هم الذين عدوا الزبيدي هندي المولد، بل إن ثمة كتابا غير هنود عالجوا حياة الزبيدي في كتبهم، وضموه إلى العلماء الهنود، وها أتحدث عما كتبه بعض الكتاب العرب عن حياة الزبيدي، كما سأناقش ماذا أصابوا فيه، وما ذا أخطأوا:
1-                   هذا عمر رضا كحالة ذكر أن مولد الزبيدي في بلكرام بالهند[38]، ولكنه غلط في ذكر أصله، إذ قال: "أصله من واسط في العراق"، حقا أن أسرته وفدت إلى الهند من واسط في العراق، ولكن من أتى الهند من واسط بينه وبين الزبيدي إحدى عشرة حلقة في سلسلة نسبه، فقد فتح السيد محمد صغرى(ت645هـ/1248م) البلكرام في العقد الثاني من القرن السابع الهجري / القرن الثالث عشر الميلادي[39]. ثم تناسلت أسرته في هذه القصبة، ونجب فيها الزبيدي في القرن الثاني عشر الهجري/ القرن الثامن عشر الميلادي، و إلى هذا العصر قد أصبحت أسرة الزبيدي هندية بلكرامية. وكما نجد في الهند أسرا مختلفة وردت من العراق، والبلدان العربية الأخرى، واختلطت بالتراب الهندي، فأصبح أصلها من الهند، ومن أشهر تلك الأسر أسرة السيد أحمد الشهيد، وأسرة الشاه ولي الله الدهلوي، والأسر الأخرى الكثيرة في الهند، فكيف يصح أن يقال عن أصل الزبيدي أنه من واسط في العراق.
وكذلك غلط كحالة في ذكر منشأه فقال: "ومنشأه في زبيد باليمن"،
والحق أن الزبيدي أمضى طفولته في الهند، ونشأ بها، ودرس الابتدائية والثانوية من العربية، والإسلامية حتى قرأ الحديث على علمائها من أمثال: الشاه ولي الله الدهلوي، وتقريبا في عام 1161هـ/1748م توجه إلى اليمن[40]، وقد بلغ وقتذاك السادس عشر من عمره، وهو في عنفوان شبابه، فكيف يكون منشأه في زبيد، وقد بلغ الحلم بعد اكتمال نشأته بالهند.
                ومع هذه الغلطات التي صدرت من كحالة أقر بمولده في الهند.
2-                   وكذلك اعترف بذلك مساعد سالم العبد الجادر محقق كتاب: "إيضاح المدارك في الإفصاح عن العواتك" للزبيدي، إذ قال: "الهندي مولدا، الزبيدي تعلماً وشهرةً، المصري وفاةً"[41]
3-                  ثم خير الدين الزركلي في أعلامه، كتب ما كتبه[42] كحالة في معجم المؤلفين.          
4-                   وكذلك علي الطنطاوي، لقد تناول حياة وأعمال الزبيدي في كتابه:"رجال من التاريخ" بعنوان: "شارح القاموس"، فإنه أيضا صرح في طبعه الثامن لهذا الكتاب بأن الزبيدي ولد بالهند عام 1145هـ[43].
5-                  الدكتور هاشم طه شلاش من علماء العراق، قدم رسالته للدكتوراة حول العنوان: "الزبيدي في كتابه تاج العروس"، وقد صدرت هذه الرسالة فيما بعد بنفس العنوان عام 1981م من دار الكتاب للطباعة-بغداد، فقد فصَّل شلاش الكلام عن أصل الزبيدي، وميلاده، ولقد أقر بأن السيد محمد مرتضى هندي الأصل، والمولد، وتوجه إلى زبيد، ثم توطن في مصر.[44]
6-                  الجبرتي: لم يكتب الجبرتي قط أن الزبيدي هندي الأصل، والنشأة، ولكن يتبلور عن بعض عباراته أنه أيضا كان معترفاً بأن الزبيدي ليس مصريا، فلو أنه ليس مصريا لثبت أيضا أنه ليس عربي الأصل لأن هناك التماثل بين العرب، يقول الجبرتي:
"ورغبوا في معاشرته لكونه غريبا، وعلى غير صورة العلماء المصريين وشكلهم"[45]
ويمكن أن يوجد الكتاب العرب الآخرون، الذين يتسلمون بهندية الزبيدي ماعدا هؤلاء المؤرخين، واللغويين، والمحققين، والباحثين الذين لهم شغف بتاريخ اللغة، والأدب.
الخامس:
 الكتاب العرب الذين جعلوا أصله من اليمن، لم يعالج حتى واحد منهم حياة عضو واحد من أعضاء أسرة الزبيدي، والعرب أشد الناس حفاظا على الأنساب، وأحوال الأجداد، إن كان الزبيدي يمنيا، أم مصريا، أم عربيا، فلماذا  لايكتب هؤلاء الكتاب العرب عن أنسابه، وعن آبائه بالتفصيل، ثم، اللهم هذا العالم الألمعي العملاق الذي-على حد تعبير الجبرتي-"جاب في اللغة والحديث كل فج، وخاض من العلم كل لج".[46] و-على حد تعبير الشيخ علي الطنطاوي- "كان أشهر علماء الأرض في زمانه"[47]، فلماذا لم يعتن الكتاب العرب الذين أنكروا هنديته بتناول أحوال كبار أسرته، من أبيه، وجده، وجد جده، وأجداده الذين خلوا في التاريخ. معنى ذلك أنهم تعرفوا على الزبيدي، وأعماله التي خلفها في حقول علمية، ولغوية، وأدبية، ولكن ليس لهم الاطلاع على كبار أسرته، لأنهم لم يجدوا أسرته في اليمن، أم في مصر، وكان ذلك مستحيلا لهم البتة، وعكس ذلك نجد غلام علي آزاد عالج حياة أجداد الزبيدي بأصولهم، وفروعهم في: "مآثر الكرام في تاريخ بلكرام" من أمثال: محمد صغرى، والسيد القادري، والسيد ضياء الله، وهؤلاء كلهم من أجداد الزبيدي، الذين عاشوا في بلكرام، ودفنوا بها.  وكذلك مقبول أحمد صمداني الذي ألف كتابا في جزئين في حياة وسيرة عبد الجليل الحسيني البلكرامي وأسماه: "حيات جليل"، فإنه أيضاً تناول فيه كثيرا من أسرة الزبيدي، بكل تفصيل ودقة، وكما كتب عن مرتضى الحسيني صاحب تاج العروس أيضاً.
فوجود أحوال أسرة الزبيدي في مؤلفات العلماء الهنود بكل دقة واستيعاب، مع تناول مآثرهم العلمية، دليل دامغ على أصل الزبيدي الهندي، و عجز الكتاب العرب عن ذلك دليل على أن الزبيدي وفد من الهند إلى البلدان العربية، لاشتياقه الزائد إلى العلم، وتوطن في زبيد، ثم نزل في مصر، وعاش حياته فيها، ومات هناك، ودفن في ترابها، فهو: "المتمصر" وليس بالمصري.
مستخلص القول عن أصله:
بعد هذه الدراسة الدقيقة أنا أستخرج أن الزبيدي ولد في بلكرام عام 1145هـ/ 1732-33م، ولا
خلاف في سنة ولادته في التقويم الهجري، وقد لخَّص الزبيدي هذه السنة الهجرية في مقطوعة: "فك
ختمه"[48]، وذلك في أحد أبياته الشعرية، ألا وهو:
ولدت بعام أرخوا (فك ختمه)    وبالله توفيقي وبالله تكلاني[49]
ولكن لم أعثر على يوم ولد فيه بالتحديد، وكذلك الشهر أيضا؟.
وبلكرام الإسلامية أيام ولادته كانت منقسمة إلى جزئين، أحدهما: سيد واره، وثانيهما: ميدان فوره، وكانت أسرته تسكن في سيد واره، و كانت لأحد هذه الأسرة-وهو السيد عبد الغفار- علاقة المصاهرة مع أسرة في ميدان فوره، فإنه توطن في هذا الحي، والزبيدي ولد فيه[50].        
بلكرام:
 اسمها القديم سري نكر، وهي بلدة في مديرية هردوئي بأترابراديش بالهند، تقع على بعد 27 كيلو مترا تقريباً من مدينة هردوئي على الجانب الجنوبي، ومن معالمها التاريخية مسجد سيد واره، وتعداد سكانها: 25292 نسمة [51] 
نشأته وأسرته:
تربى الزبيدي على العلم، والأدب، والديانة، كانت أسرته متماسكة بالقيم الدينية، وحب العلم والمعرفة كابرا عن كابر، وجده الأكبر السيد القادري كان ينحدر من أولئك السلف أولي الطموحات السامية، الذين لم تكد تلهيهم المألوفات الوطنية عن التبحر في العلم، والغوص فيه، فالسيد القادري دوخ المدن الهندية، والبلدان العربية في اكتساب العلم، وتخصص في علم الطب، واستقى من الزاوية القادرية بـ"حما" في الشام، وأقام ببغداد، وبعد ما أكمل العلوم الظاهرة، والعلوم الباطنة عاد إلى دلهي.
ولم يكن القادري مشغوفا بالعبادة والسلوك فحسب، بل كان على علم جم من الفقه، والتفسير، والحديث. حفظ القرآن الكريم، وبرع في القراءة والتجويد، وكان الملا جيون أستاذه بالهند، ومولانا سلطان بن الناصر بن أحمد الخابوري أستاذه في البلاد العربية، إذ تلقى منه الصحاح، والسند، والتجويد.[52]   
فالزبيدي حينما فتح عينيه وجد هذه البيئة العلمية المتدينة التي توارثها آبائه، وحافظ عليها أجداده منذ زمن سحيق، فطبعا تأثر بها، ولم يمنعه شيء من العكوف على اكتساب ما وجد حوله من علم، ومعرفة، وتقوى، وديانة، وتقدم إلى الأمام، فقد بلغ إلى الآفاق البعيدة من العلم ما بلغ، يقول علي الطنطاوي:
"نال من الحظوة عند العامة والخاصة، وعند الملوك والأمراء، ما لم ينله إلا الأقل الأقل من العلماء، والذي كان مشاركا في كل علم، ملما بكل فن، إماما في اللغة، والحديث، والتاريخ، وكان أديبا شاعرا، وكان مع ذلك وقورا مهيبا"[53].  
ويقول عبد الرحمن الجبرتي:
"أقبلوا عليه من كل جهة، وأتوا إلى زيارته من كل ناحية، ورغبوا في معاشرته
لكونه غريبا، وعلى غير صورة العلماء المصريين وشكلهم، ويعرف اللغة التركية والفارسية، بل وبعض لسان الكرج، فانجذبت قلوبهم إليه، وتناقلوا خبره وحديثه"[54].
وقد صدق الشاعر:
صنائع فاق صانعها ففاقت                        وغرس طاب غارسه فطابا
وكــنا كالسهام إذا أصــابت                           مــراميها فــراميها أصـابا
زواجه:
بعدما تنقل الزبيدي من بلاد إلى أخرى، واكتسب من العلوم ما اكتسب، وبلغ إلى ذروة الكمال، نزل مصر، وتزوج بها فتاة مصرية اسمها زبيد، كان أبوها ذو الفقار الدمياطي، وسكن بعطفة الغسال، وذلك في سلخ عام 1182هـ/1769م[55] وأحبها حبا شديدا-وعلى حد تعبير الجبرتي-"أحبها حبا لم يحب قيس ليلى". ولكنها لم تلد له ابنا ولابنتا حتى انتقلت إلى رحمة الله تعالى عام 1196هـ/ 1782م، فقد أحزنته وفاة حليلته الالحبيبة شديدا، وجادت قريحته بقصيدة في الرثاء، أعرب فيها عن غرامه بها، وحبه لها، وألمه وحزنه البالغين على وفاتها، ومن بعض أبيات هذه القصيدة:
زبـــيدة شدت للــرحـــــــيل مطيـها                   غــداة الثــلاثـاء في غلائــلها[56]الخضر
سأبكي عليها ماحييت وإن أمت    ستبكي عظامي والأضالع في القبر
ثم تزوج الزبيدي بعد وفاة زوجته الأولى ثانية، ولكن لم يرزق منها أيضا أولادا، ومات عنها.[57]
وفاة الزبيدي:
و في عام 1205هـ/1791م فشا الطاعون في البلدة التي يسكن فيها الزبيدي بمصر، فخرج إلى صلاة الجمعة في مسجد الكردي مقابل داره، وحينما كان يعود من الصلاة أصابه الطاعون، واعتقل لسانه، وبعد يومين من ذلك، لقد أفلت هذه الشمس على ساحل النيل في مصر، التي كانت طلعت على شاطئ الكنك في بلاد الهند، وذلك يوم الأحد من شهر شعبان عام 1205ه/أبريل 1791م، ولم يطلع الناس حتى تلامذته من الأزهر الشريف على موته لانتشار الطاعون، ودفنه جيرانه يوم الإثنين في قبر أعده الزبيدي لنفسه بجوار قبر زوجته زبيدة في مقابر السيدة رقية[58]
حِلية الزبيدي:
كان الناس في قديم الزمان يهتمون بأن يصفوا قسمات وجه الإنسان، وخلقته، ومشيه، وهذا كما أعتقد ليس بشيء يوصف، لأن كل إنسان له حلية تختلف عن الآخر، ولا دور لها في بناء شخصية، ولا في تكوين مجتمع، ولا في تطوير فن من الفنون العلمية أو الأدبية، أللهم ليس هذا إلا بيان لشخص واحد، ليطلع من يأتي بعده على وجوده الظاهر، مع شخصيته العلمية التي تشف وراء ما خلفه من علم، وأدب، وشعر، أو عمل إبداعي لم ير الزمان قبله، فإنني حينما كنت أقرأ ما كتبه الكتاب لهنود، والعرب عن الزبيدي رأيت أنهم يصفون حلية الزبيدي إلى حد كبير بدقة وأناقة، فوددت أن أقلدهم في ذلك، لكي ينعكس الزبيدي في هذه الأطروحة مع ملامحه ومآثره.
كان الجبرتي أحب تلاميذ الزبيدي، فإنه طبعا رأى أستاذه رأي العين، فإنه حاول تصوير حِلية أستاذه في هذه التعابير:
"وكانت صفته ربعة[59]، نحيف البدن، ذهبي اللون، متناسب الأعضاء، معتدل اللحية، قد وخط الشيب في أكثرها[60]، مترفها في ملبسه، ويعتم مثل أهل مكة ولها حبكة[61]وشراريب حرير، طولها قريب من فتر[62]، وطرفها الآخر داخل على العمامة، وبعض أطرافه ظاهر.كان لطيف الذات، حسن الصفات، بشوشًا، بسومًا، وقورًا، محتشمًا[63]، مستحضرًا للنوادر والمناسبات، ذكيًا، فطنًا، ألمعياً، روض فضله نضير، وما له في سعة الحفظ نظير"[64].
هذا هو البلكرامي، ونسبه، ومنشأه، وهنديته، وزواجه، وحليته، وملبسه، وهذه عمامته المكية، وبشاشته، وفطانته، وسخاءه، وفي التالي سأعالج كيف درس؟ وماذا درس؟ وعلى من درس؟ وماذا خلف للجيل الناشئ؟ وماذا وصل إلينا نحن الهنود من إنتاجه؟
*****





[1] - غلام علي آزاد البلكرامي: مآثرالكرام، ص: 149، نقلا من: أبومحفوظ الكريم المعصومي: "بحوث و تنبيهات" باعتناء الدكتور محمد أجمل أيوب الإصلاحي، دارالغرب الإسلامي، بيروت، ط:1، 2001م، السفرالأول، ص: 252. 
[2] - عبد الرزاق البيطار: حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر، دارصادر بيروت، ط:2، 1993م، ج: 3، ص: 1494.
[3] - مدينة زبيد أحد أهم المدن الساحلية الغربية ذات الأهمية التاريخية والأثرية في اليمن، تضم العديد من المعالم الأثرية الهامة إلى جانب المكانة العلمية التي كانت تتمتع بها في الفترة الإسلامية والتاريخية التي مرت بها منذ تأسيسها في بداية القرن الثالث الهجري ( التاسع الميلادي ) عام 204هـ عندما اختطها عسكرياً محمد بن عبدالله بن زياد بأمر من المأمون بن هارون الرشيد وحتى فترة الأئمة. وتقع هذه المدينة في سهل تهامة الغربي وتبعد عن البحرالأحمر25 كيلو مترا وعن الجبل 25 كيلو مترا ، طقسها حارصيفاً ومعتدل شتاءً ، فهي محاطة بسور من الأجور والأبراج والقلاع والأبواب، وما زالت آثارها باقية حتى الآن ، ولها من المنافذ البحرية أربعة ( البقعة، ميناء غلافقة، الفازة والمخا).وسميت زبيد باسم الوادي، وتقع في منتصف الوادي، وترتفع عن سطح البحر بـ 110 م وتقع بين واديين وادي زبيد ووادي رماع. كما تسمى أيضاً الحصيب الصغير نسبة إلى الحصيب بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حيدان بن يقطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن سبأ. يحدها من الشرق جبال وصاب السافل ، جبل رأس ومن الغرب مديرية التحيتا ومن الشمال مديرية بيت الفقية ومن الجنوب مديرية حيس والخوخة.
[4] - وهو العلامة المؤرخ اللغوي صديق حسن خان القنوجي صاحب  "أبجدالعلوم" ، والمؤلفات العربية الأخرى التي هي إثراء عظيم في المكتبات العربية الإسلامية في العالم، ولد بالهند السبت 11/جمادي الأولى 1248هـ المصادف 6/أكتوبر 1832م ، وتوفي الأربعاء 29/ جمادي الأخرى 1307هـ المصادف 19/فبراير 1890م.
[5] - أبجدالعلوم ، ج: 3 ص: 23 ، بيروت 1999م.
[6]  أبومحفوظ الكريم المعصومي: بحوث وتنبيهات ، السفرالأول ، دارالغرب الإسلامي بيروت ، ط: 1 ، 2001م ، ص: 254-255. و الدكتورة رخسانه نكهت لاري أم هانئ: سيد مرتضى بلكرامي زبيدي حيات اورعلمي كارنامے(سيد مرتضى البلكرامي الزبيدي ، حياته ومآثره العلمية) لكناؤ ، 1990م ، ص:85. و عبدالشكور: تحفة الفضلاء في تراجم الكملاء ، نول كشور 1896م ، ص: 224-226.
[7]  سيد حميد أشرف: علامة سيد محمد مرتضى زبيدي بلكرامي حيات اور علمي خدمات (أطروحة إيم فل) غير مطبوع. قسم اللغة العربية ، جامعة علي كره الإسلامية ، ص: 26. وهذا النسب مع بعض السقطات موجود في  : مناظر أحسن كيلاني: معارف ، العدد: 2 ، المجلد: 19 ، ص: 102-103. والدكتورة رخسانه نكهت لاري أم هاني: سيد مرتضى بلكرامي زبيدي حيات اورعلمي كارنامے(سيد مرتضى البلكرامي الزبيدي ، حياته ومآثره العلمية)لكناؤ ، 1990م ، ص:99-100.
[8] أحمد فراج هوالذي حقق الجزء الأول لتاج العروس من طباعة "التراث العربي" بالكويت عام 1965.
[9] - أنظر: عبد الستار أحمد فراج ،  مقدمة الجزء الأول من تاج العروس ، التراث العربي  الكويت عام1965م ، ص: (زي) .
[10] - عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني: فهرس الفهارس والأثبات، دارالغرب الإسلامي، بيروت، 1402هـ/1982م، الجزء:1، ص: 527.  
[11] - مقدمة التحيق على التاج لأحمد فراج.
[12] - فردينان توتل: المنجد في الآداب والعلوم (معجم لأعلام الشرق والغرب) وهو ملحق المنجد في اللغة للأب لويس معلوف ، المطبعة الكاثوليكية ، بيروت ، سنة هذه الطباعة غيرموجودة ، ص: 232 ، مادة : زبيدي.
[13] - تاج العروس: دارالكتب العلمية بيروت 2007م ، المجلد: 4 ، الجزء:8 ، ص:77 مادة: زبد.
[14] - أنظر: تاريخ آداب اللغة العربية ، 1931م ، ج: 3 ، ص:288-289.
[15] - عجائب الآثار في التراجم والأخبار.
[16] - أنظر: عجائب الآثار في التراجم والأخبار ، في ذكر العلماء الذين ماتوا عام 1205هـ.
[17] - وقد ذكر نسبه غلام علي آزاد البلكرامي في "مآثر الكرام" ص: 139.
[18] - وإن ثمة كتبا ألفها المؤرخون غيرالهنود في تاريخ الأماكن والبلاد مثلا: "معجم البلدان" لياقوت الحموي.
[19] - للتفصيل راجع: مجلة: "المجمع العلمي الهندي" العربية  الصادرة في علي كره، رجب 1400هـ / يونيو 1980م. والمعصومي:   "بحوث وتنبيهات" بيروت، 2001م ، السفرالأول ، ص: 257-263.
[20] - وهذه المدينة يعرفها الهنود بـ"سنبهل" تقع في ولاية أترابراديش على بعد 30 كيلومترا تقريبا من مدينة مرادآباد.
[21] - أنظر: الزبيدي ، تاج العروس من جواهر القاموس ، المجلد:15 ، الجزء: 29 ، بيروت ، 2007م ، مادة "س ن ب ل" ص:134.
[22] - هي قصبة تاريخية قديمة في أترابراديش، تبعد من لكناؤ نحو55 كيلومترا على الجانب الغربي ، على شارع هردوئي.
[23] - أنظر: الزبيدي ، تاج العروس من جواهر القاموس ، المجلد:15 ، الجزء: 29 ، بيروت ، 2007م ، مادة "س ن د ل" ص:135.
[24] - راجع مجلة :"المجمع العلمي الهندي" علي كره ، يونيو1980م ، ص: 32.
[25] - مآثرالكرام ، ص: 149. و معارف : ج: 19 ، العدد: 2 ، ص: 100.
[26] - أنظر: مقدمة مآثرالكرام بقلم المولوي عبدالحق ، طبع حيدرآباد 1166هـ/1753م ، ص: 20.
[27] - "الإعلام بمن في تاريخ الهند من الأعلام: الجزء :7 ، دارابن حزم بيروت ، 1999م/1420هـ، الترجمة رقم:894، ص: 1108.
[28] - معارف : مارس 1927 ، المجلد:19، العدد: 2 ، ص: 102.
[29] - الجزء: 3، دارالكتب العلمية 1999م، ص: 23.
[30] - أنظر: الترجمة الأوردية لهذا الكتاب قام بها شاهد حسين رزاقي حول العنوان: "عربي ادبيات مين باك وهند كا حصه" ، ط: 3 ، إداره ثقافت إسلامية كلب رود لاهور1991م ، ص: 273.
[31] - الجزء: 1، حيدرآباد بالهند ، سنة الطباعة غيرمذكورة ، ص:23.
[32] - تذكره علماء هند ، (الترجمة الأوردية) ذكر الزبيدي.
[33] - وهو كان من أساتذة جامعة دلهي ، بدلهي.
[34] - برهان دلهي: فبراير1979 ، ص: 82.
[35] - وقد جاءت هذه المقالة فيما بعد في مجموعة مقالاته التي طبعت في بيروت حول العنوان "بحوث وتنبيهات"
[36] - يونيو1980م.
[37] - الطبعة الأولى من منشورات جامعة كراتشي 1995م ، ص: 315.
[38] - أنظر: معجم المؤلفين ، ج: 3 ، ص: 681. بيروت، 1993م/1414هـ،.
[39] - آزاد البلكرامي: مآثرالكرام في تاريخ بلكرام : ص: 11(ترجمة السيد محمد صغرى)والمعصومي: بحوث وتنبيهات، السفرالأول ص: 242.
[40] - المعصومي: بحوث وتنبيهات ، السفر الأول ، ص: 267.
[41] - أنظر: إيضاح المدارك في الإفصاح عن العواتك، من طباعة "رفع المساهم" دارالبشائر الإسلامية ، مكة المكرمة، سنة الطباعة غير       مذكورة. ص:7.
[42] - أنظر: الزركلي ، الأعلام ، في ذكر مرتضى الزبيدي.
[43] - الأستاذ خورشيد أحمد الفارق، والدكتورة رخسانه نكهت لاري كتبا عن الطنطاوي أنه ذكر مولد الزبيدي في اليمن ، فلعل الطنطاوي في الطبعات الأولى ذكر مولده باليمن ، ولكنه أدرك الحقيقة ، فأصاب في الطبعات الأخرى ، ويمكن أيضا أن الفارق ورخسانه لاري لم يمعنا النظر في قراءة ما كتبه الطنطاوي ، فهذا وذاك إن الطنطاوي أيضا من الذين تسلموا بهندية الزبيدي في كتابه: "رجال  من التاريخ" الطبعة الثامنة، دارالمنارة  جدة عام 1990م /1411هـ ، ص: 283 إذ كتب فيه مقالا طويلا حول: "شارح القاموس".
[44] - هاشم طه شلاش: الزبيدي في كتابه تاج العروس، ط: 1، 1981 ، بغداد، ص: 39-44.
[45] - حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ، ج: 3 ، ص: 1497-1498.
[46] - أنظر: عجائب الآثار في التراجم والأخبار ، ذكر الزبيدي.
[47] - رجال من التاريخ ، دارالمنارة ، جدة ، ط: 8 ، 1990م/1411هـ ، ص: 283.
[48] -كل حرف من حروف  هذه الكلمة مرقوم برقم في الترتيب الأبجدي، ومجموع هذه الأرقام= 1145 ، وذلك على الترتيب : ف:80. ك:20. خ:600. ت: 400. م:40. ه: 5. والمجموع: 1145.
[49] - أنظر: الجبرتي، عجائب الآثار في التراجم والأخبار، ص: 205.
[50] - للتفصيل أنظر: معارف : مارس 1927 ، المجلد:19، العدد: 2 ، ص: 102. و سيد حميد أشرف: علامة سيد محمد مرتضى زبيدي بلكرامي حيات اور علمي خدمات (أطروحة إيم فل) غير مطبوع. قسم اللغة العربية ، جامعة علي كره الإسلامية ، ص: 26.
[51] - أنظر: بلكرام في google. في الانترنت.
[52] - للتفصيل راجع: مناظر أحسن كيلاني: معارف ، العدد: 2 ، المجلد: 19 ، ص: 102-103.
[53] - رجال من التاريخ ، جدة ، ط: 8 ، 1990م ، ص: 283.
[54] - حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ، ج: 3 ، ص: 1497-1498.
[55]  الزبيدي :تاج العروس من جواهرالقاموس ، ج:1 ، تحقيق : عبدالستار أحمد فراج ، 1965 من طباعة الكويت ، ص: ك.
[56] - غلائل: واحده : غلالة (بكسرالغين) : وهو ثوب رقيق يلبس تحت الدثار.
[57] - نفس المصدر، ص: أك.
[58] - المصدرنفسه ، ص: بك ، و"معارف"  ، ص: 117-118.
[59] - (بفتح الراء وسكون الباء وفتح العين) الوسيط القامة (للذكر والأنثى) (المعجم الوسيط.).
[60] - أي دخل في لحيته الشيب فصار أكثر أشعارها بيضاء لكثرة سنه ، وهكذا يستعمله العرب ، وقد جاء في القرآن الكريم خلال ذكر سيدنا زكريا-عليه السلام- "واشتعل الرأس شيبا" أي ظهر بياض شعر الرأس وهذه كناية عن الشيخوخة.
[61] - حبكة (بضم الحاء وسكون الباء وفتح الكاف) جمعه: حُبَك ، معناه: الحبل الذي يشد به وسط الشيء.
[62] - فتر(بكسر الفاء وسكون التاء) جمعه: أفتار ، معناه: مابين طرف الإبهام والسبابة عند الفتح.
[63] - ذو حياء وسلوك محمود معتدل.
[64] - أنظر: مقدمة تاج العروس ، من طباعة الكويت بعام 1965م ، ص: بك-جك. / وحلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر ، ج: 3 ، بيروت 1993م ، ص: 1515.

Comments

Popular posts from this blog

الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

النظريات الأدبية في الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة

الأستاذ محمد ناظم الندوي شاعرا.