الدكتورعبدالله عباس الندوي وإنتاجاته في اللسانيات

عبدالله عباس الندوي وإنتاجاته في اللسانيات

الدكتور عبدالله عباس الندوي من أولئك الأفذاذ النوابغ الذين أرضعتهم دارالعلوم ندوة العلماء في حجرها مدة من الزمن ، وسلحتهم بسلاح العلم والأدب ، و زودتهم بقلم سلسال عذب لعب دورا رياديا في مجابهة موجات التيارات الجارفة اللادينية واللاأخلاقية واللاإنسانية من قبل الشيوعيين والمستشرقين والصهاينة والحركات الهدامة لا على مستوى البلاد فحسب بل على المستوى العالمي.

وأستاذنا الدكتور عبدالله عباس الندوي حقا من طلائع هذا الركب العظيم الذي جهزته دارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ لمواجهة التحديات المعاصرة ، والذود عن الإسلام والرسالة التي جاء بها محمد العربي_صلى الله عليه وسلم_، في المنتصف الثاني من القرن العشرين وفي غرة القرن الحادي والعشرين ، كان الدكتور من مواليد عشرينيات القرن العشرين ، تزود بالعلوم الدينية والعصرية معا ، واستقى من ينابيع عباقرة عصره مثل: سماحة الشيخ الإمام أبي الحسن علي الحسني الندوي-رحمه الله تعالى- ، وجالس طيلة حياته في السعودية أئمة الحرم المكي الشريف والنبغاء العرب مثل: سماحة الشيخ ابن باز مفتي المملكة العربية السعودية –رحمه الله تعالى- ، وطاف شرق الأرض وغربها ، وشاهد الحضارات والمدنيات بدقة وإمعان ، ونبغ في الدراسات القرآنية ، والسيرة والتاريخ ، وساهم في الحديث والفقه والمنطق ، وخاض في معارك الصحافة المعاصرة ، وحلل الأوضاع القاسية والأزمات التي عانتها الأمة الإسلامية تحليلا موضوعيا على المنظورالإسلامي ، ولكن مجال تخصصه الذي حاز فيه الدكتوراة ، هو "علم اللسان" الذي نحن الآن في صدد ذكره.

علم اللسان من أخص المواضيع والمجالات لعبدالله عباس الندوي، وله الجولة والصولة فيه، فقد نبعت من قلمه النابغ في هذا المجال مؤلفات قيمة، قلما صدرت أمثالها من أقلام أقرانه ومعاصريه. يقول الأستاذ سيد واضح رشيد الحسني الندوي"

"إن موضوع اختصاص أستاذنا عبدالله عباس الندوي"علوم اللغة"، وقد ألف في هذاالموضوع كتبا عدّة، ومن أشهرها "قاموس ألفاظ القرآن الكريم"

واستطرد قائلا:

"كانت لديه البراعة النادرة للعربية، والأردية، ولبعض اللغات الأخرى، وقد اعترف بملكاته العلمية نوابغ زمانه"

ويقول الشخ محمد الرابع الحسني الندوي:

"كان الدكتور أديب الأردية والعربية كلتيهما"

ويقول الشيخ أبوالحسن الندوي:

"له غرام شديد بالأدب العربي والأردي والفارسي، وله قلم سلسال، وأسلوب رائع في كتابة العربية والأردية"

برع في اللغات العربية والأردية والفارسية والإنكليزية ، وتلقى الفرنسية في إنكلترا بحد الاستفادة العلمية اللغوية. ونال شهادة الدكتوراة في"علم اللسان" من جامعة ليدز بإنكلترا، وقام بدراسة القرآن الكريم، والشعرالعربي من الناحية اللغوية والأدبية، وفي التالي أقدم عرضا لمؤلفاته اللغوية ، وهي ٦ كتب حسب المذكور أدناه:

١­ قاموس ألفاظ القرآن.(عربي-إنكليزي).

٢­ تعلم لغة القرآن الكريم (في الإنكليزية)

٣­ - A Study of Arabic Dialects of the Bilad Ghamid and Zahran Region of Saudi Arabia on the Basis of Original Field Recording and An Examination of the Relationship to the Neighboring Regions”

٤­ نظام اللغة الأردية.(العربية).

٥­ أساس اللغة العربية.(العربية).

٦­ دروس الأطفال.(العربية-الأردية).

ا-قاموس ألفاظ القرآن الكريم. (Vocabulary of the Holy Qur’an).

هذا قاموس قرآني عربي-إنكليزي، أعده الدكتور لإفادة العارفين للغة الإنكليزية وتوجيههم إلى القرآن الكريم.

قام المؤلف فيه بشرح الكلمات الواردة فى القرآن من حيث معناها و سياقها فى الآيات، مع الإشارة إلى وضع كل كلمة وحركاتها الثلاث من الرفع والنصب والجر، ورتبه طبقا للمجردالثلاثى على الترتيب الهجائي (الجذري) وسرد مع كل كلمة آية قرآنية أوجزءً منها، فأشار إلى اشتقاق تلك الكلمة طبقا لقواعدالتصريف. وبجانب ذلك جاء بترجمة معانيها المختلفة بالإنكليزية. وللإشارة إلى السورة ما ذكراسمها بل اكتفى برقمها ورقم الآية، فأولا كتب رقم السورة ثم رقم الآية، مثلا:

"والمقيمين الصلوة والموتون الزكوة"

And the establishers of prayer and the givers of zakah. (4:162)

ووضع هذا الجزء من الآية في مادة "ق وم" كما هو الأصل ثم سرد خلالها كل ما ورد فى القرآن من الكلمات المشتقة من هذا الأصل ولم يكتف بالإتيان بمثال واحد من القرآن تحت هذه المادة وإنما جاء بأمثلة متعددة مع ترجمة معانيها المختلفة التي تدل عليها مثلا:

"المستقيم"(Ap-der.m.sign) :

Right, straight, righteous, upright, well constituted.

ثم جاء تحت هذه الكلمة آية مع ترجمتها الإنكليزية لتوضيح المعنى ولتفهيم الكلمة فهما كاملا، وهي:

"إهدنا الصراط المستقيم":

“Guide us Thou unto the path straight” (ص: ٥٤٨- ٥٤٩)

وفي بداية الكتاب ساق المؤلف بعض القواعد من النحو والصرف والاشتقاق، كما هناك إيضاحات إنكليزية عن رموزو إشارات اتخذها المؤلف لشرح المصطلحات الصرفية والنحوية، وفى آخر الكتاب قائمة للأعلام الواردة فى القرآن مع الإشارة إلى أصلها الثلاثي وتلفظها فى لغات وكتب مختلفة من التوراة والإنجيل وماإلى ذلك.

وفيه بعض التفاصيل من دون تطويل عن الأماكن والأنبياء السابقين الذين ورد ذكرهم في القرآن. وقد ذكر المؤلف في مقدمة الكتاب أنه استفاد فى إعداده من التفاسير المتفق عليها صحة، أمثال: "جامع البيان" لابن جريرالطبري، و"الكشاف" للإمام الزمخشري، و"تفسيرالقرآن العظيم" للإمام ابن كثير الدمشقي، وما إلى ذلك. وأما البحث عن معاني المفردات فراجع لذلك معاجم اللغة العربية المستندة إليها والموثوق بها أمثال:"لسان العرب "لابن منظور، و"المفردات في غريب القرآن" للعلامة الراغب الأصفهاني، كما راجع "أقرب الموارد" لسعيد الخوري، وكذلك استفاد كثيرا من الترجمات الإنكليزية المختلفة لمعاني القرآن للمسلمين وغيرالمسلمين.

وجملة القول إن الكتاب يفيد المسلمين في معرفة معانى المفردات القرآنية من ناحيتى البناء والسياق.

والكتاب يشتمل على٨٩٦صفحة، وقدصدرت له ١٠طبعات من جدة، وبيروت، والسنغافورة، وكوالالمفور، وكراتشي، والطبعة معرض العرض هندية أخرجتها"مكتبة فريد التجارية" بدلهي باعتناء الشيخ عبدالكريم باريك.

۲ -تعلّم لغة القرآن الكريم (Learn the Language of the Holy Qur’an).

كتاب ألفه الدكتور عبدالله عباس الندوي لتقريب العصريين إلى القرآن الكريم فهمه والتذوق بعذوبته والتأثر بإعجازه والالتذاذ ببلاغته مباشرة حتى يسهل لهم الامتثال بماحواه القرآن الكريم من معروف، والانتهاء عما نها عنه من منكر.

والكتاب يشتمل على مقدمة وثلاثين بابا. أما المقدمة فهي تنطق بالعوامل التي أدت المؤلف إلى تأليف هذاالكتاب، وما هوالأسلوب الذي اختاره فى ترتيبه، وماهي النقاط التي قام بمراعاتها فيه، واعترف فيه أنه في تأليف هذاالكتاب احتذى بحذو أستاذه الشيخ عبدالسلام القدوائي الندوي إذ له مساهمات ناجحة فى تدريس المعاصرين اللغة العربية، وأشار إلى طرق استخدام الكتاب تحت رموز إيضاحية. وقد ألف الكتاب فى اللغة الإنكليزية المحضة، فالعناوين والمشتملات كلها فى الإنكليزية إلا أنه جاء مع كل قاعدة بمثال عربي من القرآن الكريم مع ترجمته الإنكليزية، والأسلوب الذي اختاره فى تفهيم القواعد النحوية هو أنه أولا يشرح القاعدة، وقد وضع لكل مصطلح عربي مصطلحا إنكليزيا يشرح مدلول المصطلح العربي شرحا وافيا، ثم يأتي بأمثلة من القرآن الكريم غير قليلة مع ترجمتها الإنكليزية، وتعقبها تمارين لتدريب الطالب على الكتابة والتكلم والفهم والترجمة الإنكليزية-العربية، وفى خاتمة كل باب ذيل للألفاظ القرآنية الوفيرة التي وردت في ذلك الباب أوالدرس. وأورد أصول كتابة الهمزة بالإيجاز، ونقل الأصوات العربية إلى قالب الحروف الإنكليزية، كما شرح الحركات الثلاث مع الإشارة إلى صورها وبيان مخارجها، وأتى بجدول للتطبيق بين الأصوات العربية والإنكليزية، وقدحاول المؤلف في الكتاب استيعاب كل من المصطلحات النحوية التى تكون كافية إلى حدكبير لفهم لغة القرآن والتكلم بها، ففصّل الكلام في الإسم وأقسامه المختلفة، والفعل وأنواعه، والجمل وصورها المتعددة، مع ذكرالمرفوعات والمنصوبات والمجرورات، ففيه صرف ونحو ولغة وتعبير وتمارين للممارسة و التدريب. تترشح فيه قدرته الفائقة على اللغة، وخبرته النابغة فى تدريس لغة القرآن و تفهيمها وبجانب ذلك تتجلى فيه دقته ونبوغه فى اللغة الإنكليزية التى اختارها كأداة لتأليف الكتاب وتقديمه.

والمزية البارزة التى تزين الكتاب وتزيده إفادة هي أسلوبه العلمي الحديث ما هو مأنوس عندالعصريين، وماله رواج وقبول فى الأوساط المثقفة باللغة الإنكليزية. فالمؤلف عن طريق تأليف هذا الكتاب قد فتح بابا للعصريين أن يخوضوا المحيط القرآني مباشرة وأن يستخرجوا منها اللآلي الثمينة والدرراليتيمة القرآنية.

وفي صدر الكتاب كلمات ثناء باللغة الإنكليزية جاد بها يراع الشيخ عبدالكريم باريك، والشيخ أبوالحسن علي الندوي، والشيخ عبدالله عمرنصيف(الأمين العام لرابطة العالم الإسلامية، مكة المكرمة) والشيخ محسن باروم.

والكتاب يحوي ٤٣٠صفحة، وقدصدرت له طبعات من جدة، وبيروت، والسنغافورة، وأميركا، وكراتشي، وهذه هي طبعة هندية قامت بها "مكتبة فريد التجارية" بدلهي باعتناء الشيخ عبدالكريم باريك.

١­ رسالته للدكتوراة:

هذه رسالته للدكتوراة التي قدمها إلى قسم الدراسات السامية، جامعة ليدز، إنكلترا، في مايو، عام ۱۹٦٨م، تحت إشراف البروفيسور إيزرلين (Eserline)، وكانت الرسالة أعدت في اللغة الإنكليزية، حول العنوان:

“A Study of Arabic Dialects of the Bilad Ghamid and Zahran Region of Saudi Arabia on the Basis of Original Field Recording and An Examination of the Relationship to the Neighboring Regions’’

(دراسة اللهجات العربية لبلاد غامد والزهران، بالسعودية العربية على أساس التسجيلات للأعمال الميدانية ، وفحص علاقيتها مع المناطق المجاورة")

سافر الدكتور خلال إعداد هذه الرسالة إلى بلاد غامد والزهران بالحجاز خلال الفترة مابين سبتمبر-نوفمبرعام١۹٦٦م، إذ استهل أعماله الميدانية من مدينة الباهة ببلاد غامد والزهران، وزار تقريبا٤۰قرية تستغرق مساحة ١١٢كيلومترا، بالإضافة إلى ٥أسواق أسبوعية، فسجل الدكتور أصوات الأعراب ومحاوراتهم الذين يناهز تعدادهم ۳۷رجلا، كان فيهم٢۰ من الأميين، و٦من المتعملين، و١١ممن كانوا يدعون بأنهم من المتعلمين.

وكان أسلوبه خلال ذلك أنه أولا يطرح أمامهم بعض الأسئلة عن أسماءهم، ومساكنهم، وأسرهم، وأعمارهم، ومشاغلهم، ومهنهم، وخلفياتهم التاريخية، ويسجَل محاوراتهم في مسجَل أوهير(Uher-400) في سرعة١.۳١، ثم نقل هذه الأصوات إلى الإنكليزية على أساس مبادئ علم الأصوات، وقد استفاد كثيرا في ترتيب المواد الصرفية من كتاب Eastern Arabian Dialect Studies (دراسات اللهجات العربية الشرقية) لجون إستون (Johnstone).

والرسالة تحتوي على ثلاثة أقسام، بالإضافة إلى مقدمة وكلمات تمهيدية وتعريفية، وبعض من الخرائط الجغرافية.

في المقدمة تحدث عن كل ما اتخذ من طريقة وأسلوب خلال إعدادالرسالة، وكيف أنجزها، وما هي الجهود التي بذلها خلال ذلك، وبعد ذلك أورد هناك فهرسا للمحتويات بكل دقة وتفصيل، ثم هناك رموز وإيضاحات مختلفة استعملها خلال البحث.

وأورد في البداية فهرسا لرموز الأصوات العربية مع مخارجها الإنكليزية، وخرائط جغرافية وسياسية لبلاد غامد والزهران وما جاورتها من البلاد والمدن العربية المختلفة.

وفي الكلمات التمهيدية أسهب الكلام عن الموقع الجغرافي لبلاد غامد والزهران، وخلفيتها السياسية والتاريخية والتجارية والمهنية والاتصالاتية وعاداتها وطقوسها وأسواقها، وأوضاعها التعليمية، كما تحدث عن الأوضاع المعاصرة لها.

ثم تكلم عن أولئك الذين التقى بهم، وجرت معهم محادثات ومحاورات، ومقابلات شخصية، وسجلت أصواتهم العربية بالإضافة إلى ذكرالأسر والطبقات التي انحدروا منها، ولهجاتهم مع بيان أوجه الاختلاف في هذه اللهجات.

والقسم الأول من الرسالة يتضمن أربعة أبواب، فالباب الأول يعالج النظام الصوتي العربي، والثاني يتناول النظام الصرفي العربي، والثالث يتحدث عن النظام النحوي العربي، والباب الرابع يعالج الدراسة المعجمية العربية.

والقسم الثاني من الرسالة يتضمن بابا واحدا، وقد استعرض فيه الدكتور علاقات اللهجات العربية بالعربية الفصحى استعراضا صوتيا وصرفيا وهجائيا وما إلى ذلك.

والقسم الثالث من الرسالة أيضا في باب واحد، وهو في دراسة تطبيقية للهجات العربية.

وفي النهاية فهرس مفصل للمصادرالأولوية والثانوية التي استفاد منها خلال إعدادها، وهي في العربية والإنكليزية والفرنسية. ثم هناك خرائط مختلفة عن الأصوات ومخارجها، والبلدان والمدن العربية المختلفة.

صرح الدكتور في سيرته الذاتية(سفرنامه حيات) أن هذه الرسالة إن كانت تتعلق بعلم اللغة، ولكنها تحمل في طيات صفحاتها إجابة شافية عما ذهب إليه بعض المستشرقين أن لغة القرآن الكريم ليست هي بلغة عربية أصيلة، و إنما أصل اللغة العربية هواللغة الدارجة، فالدكتورقام بأعمال ميدانية وسجل الأصوات العربية التي يتكلم بها أهل الحجاز، ثم حللها تحليلا علميا لغويا، وتوصل إلى هذه النتيجة أن أصل اللغة العربية هواللغة الفصحى التي نزل بها القرآن الكريم.

والرسالة تقع في ٢۸۷صفحة على حجم:A4. أخبرني الأستاذ ضياء عبدالله بن الدكتور عبدالله عباس الندوي أن السيد عبد الكريم الغامدي من جامعة أبهة بالسعودية بدأ نقلها إلى العربية.

٢­نظام اللغة الأردية.(في العربية):

ألفه الدكتور أثناء تدريسه في معهد اللغة العربية، بجامعة أم القرى مكة المكرمة، تحقيقا لمتطلبات المعهد نفسه لتدريس العرب اللغة الأردية، إذ كان في السعودية باحثون عرب يبحثون في بعض الشخصيات الهندية أمثال: العلامة أبي الأعلى المودودي، وخواجه ألطاف حسين الحالي وغيرها. فالطلاب والأساتذة كلهم لايعرفون اللغة الأردية حتى بحد الإلمام بها، فنظرا إلى حاجاتهم العلمية قام الدكتور بتأليف هذا الكتاب. وقد جاء الكتاب في هذا القالب بعدما أجهد المؤلف نفسه في جمع الموادّ وترتيبها على منهج علمي خالص، فقد أصبح كتابا لغويا علميا رفيع المستوى، كما هو إضافة أو إلى مكتبة "علم اللغة".

وينقسم الكتاب إلى خمسة أبواب، وملحقين إضافيين، والخرائط اللازمة عن المادة والموضوع. وكل باب منها يتضمن فصولا مختلفة.

فالباب الأول: في"نشأة اللغة الأردية وتاريخها"، وهو ينقسم إلى ثلاثة فصول وهي:

الفصل الأول : اللغة الأردية، التعريف العام أوالخطوط العريضة.

الفصل الثاني: نبذة عن تاريخ اللغة الأردية .

الفصل الثالث: تأثيراللغة العربية في الأردية.

والباب الثاني : في النظام الصوتي، وهو ينقسم إلى فصلين وهما:

الفصل الأول: الأصوات ورموزها.

الفصل الثاني: الكتابة والإملاء.

والباب الثالث: في النظام اللفظي، وهو ينقسم إلى أربعة فصول وهي:

الفصل الأول: أوضاع اللفظ من ناحية أصولها.

الفصل الثاني: الفعل وأنواعه.

الفصل الثالث: الأدوات والحروف.

الفصل الرابع: الاسم وأنواعه.

والباب الرابع: في التراكيب .

تناول فيه المبادئ النحوية عن تكوين الجمل بأنواعها المختلفة.

والباب الخامس: في التطبيقات التربوية، وهوينقسم إلى ثلاثة فصول وهي:

الفصل الأول: أوجه التماثل، والتشابه، والاختلاف بين اللغتين العربية والأردية.

الفصل الثاني: الأخطاء الشائعة عند الناطقين بالأردية.

الفصل الثالث: تطبيقات تربوية.

في بداية الكتاب قام المؤلف بالمقارنة بين الإملاء الأردي والإملاء اللاتيني بحيث أورد الهجاءات الأردية ومعها أصوات للهجاءات اللاتينية، ثم أسهب الكلام في التعريف العام للغة الأردية، فيقول:

"هي لغة ينطقها سكان الهند وباكستان كلغة مشتركة(Lingua Franca) وبالتالي هي لغة علم، وثقافة، وأدب، أصواتها سنسكريتية وفارسية، وتغلب على مجموع ألفاظها كلمات عربية تنطق باللهجة الفارسية".

والمؤلف خلال هذاالتعريف العام يستدل بما قدّمه الأستاذ أبوالليث الصديقي وجورج سين، وعبدالواحد الوافي، من وجهات نظرهم عن نشأة هذه اللغة، وتاريخها، وأصواتها. ثم جاء بإحصائيات عامة لعدد الناطقين بها حسب إحصائيات عام ١٩١٦م، فقد كان عددهم آنذاك ١٦٦٣٣١٦٩ نفر.

وسرد المؤلف أسماء بعض المدن الهندية التي تنطق بها هذه اللغة كلغتها الرسمية أوكلغتها الأولى ، وصرّح بأن أهم ميزات هذه اللغة أنها لغة العلم ، والأدب، والثقافة، فقد لمع على مسرح التاريخ الأردي أدباء، وشعراء لاينتسبون إلى مدن أردية، ورغم ذلك لهم الجولة والصولة والمكانة المرموقة المقبولة فيها، أمثال: العلامة الدكتورمحمد إقبال، وفيض أحمد فيض، هما من مناطق شمال الهند حيث تنطق اللغة البنجابية والكشميرية والأخرى.

وبعد ذلك أكثر الكلام في أهميتها العلمية ونفوذها الواسع في الدراسات الإسلامية والأدبية والتاريخية، فقد نقلت ألوف الكتب من كل فن ومادة إلى هذه اللغة، وعملية الترجمة بالأردية لاتزال على قدم وساق، وفي الهند وباكستان مجامع كثيرة تعتني بذلك أقوى عناية وأوسعها.

وفي الفصل الثاني من هذا الباب تناول المؤلف تاريخ هذه اللغة بنوع من التفصيل في ضوء ما قدّمه بعض الباحثين من آراء. وهم: الأستاذ أبوالليث الصديقي، والعلامة السيد سليمان الندوي، والدكتور مولوي عبدالحق، وجورج جريسون (George Greason) في كتابه (Survey of Indian Languages)، والمستشرق بيم في كتابه "النحوالمقارن للغات الأردية". ثم تحدث عن المراحل التطورية لهذه اللغة، وتوصّل عن نشأتها إلى نتيجة أنها لغة هندية بحتة نشأت من "البراكرت الراجية" التي كانت منقسمة إلى ثلاث طبقات: العالية، والوسطى، والدانية. والعالية كانت تسكن في غرب الهند، فلما دخل المسلمون الهند استعملوا هذه اللهجة وأدخلوا فيها كلما ت عربية وفارسية، واستعملوا فيها الهجاء العربي. وعلى مرورالزمن تصقلت هذه اللهجة، واحتضنها الملوك المسلمون فسميت "أردوئ معلى".

وأما مبادئ هذه اللغة فقد وضعت بعد قدوم الفاتحين من الشمال الغربي في أيام السلطان محمود الغزنوي.

ومن نافلة القول في ضوء رأي الدكتور أن هذه اللغة ليست فرعا من الهندية أوشعبة من الفارسية وإنما هي لغة قائمة بذاتها مختلفة عناصرها.

وفي الفصل الثالث، تحدث عن تأثيراللغة العربية في الأردية، وصرح بأن اللغة العربية أخذت من العربية شيئا أكثر مما تأخذه اللغات الأخرى. وتأثرت منها على أربعة أو جه وهي:

١־ الأصوات:

إن كثيرا من الأصوات العربية لاتوجد في الأردية النابعة من الهندية البراكرتية، ولكن برغم ذلك لا يجد الناطق بالأردية صعوبة في إحداث أصوات عربية مثل العين، والحا، والصاد، والضاد، لكثرة استماعهم إلى المقرئين عند تلاوة القرآن الكريم، ولقراءتهم لعلم التجويد، فأصبحت هذه الأصوات في متناول جهازهم الصوتي.

٢־ الأعلام:

قد جرت العادة فيما بين المسلمين الهنود منذ قديم أنهم يسمون أولادهم بكلمات عربية مقتبسة من القرآن الكريم، من غير أن يفهموا معانيها، وإن لم يوجد لها النظائر في أسماء العرب، وإن لم يكن لها من معان مفيدة مناسبة، فإنهم يفعلون ذلك بمجرد أنها كلمات عربية، ولها وثيق الصلة بالقرآن، وكثير منهم يستهلون تسمياتهم بـ"محمد"، للتعبير عن نسبتهم إلى الإسلام، ولإبراز حبهم بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم.

وكذلك هم يسمون جرائدهم ومجلاتهم الأردية بكلمات عربية مثلا:"الفرقان" اسم مجلة شهرية تصدر من لكناؤ، و"تهذيب الأخلاق" تصدر من عليكراه، و"معارف" تصدر من أعظم كراه، وقس على ذلك.

وإنهم يهتمون بذلك في تسمية مؤلفاتهم الدينية أيضا، فهناك كتب أردية أسماءها عربية: "تفهيم القرآن" تفسير القرآن الأردي للعلامة أبي الأعلى المودودي، و"بيان القرآن" تفسيرالقرآن الأردي للشيخ أشرف علي التهانوي، و"تاريخ أرض القرآن" للسيد سليمان الندوي وهلم جرا.

٣־ الإملاء:

الهجاء الأردي هونفس الهجاء العربي اللهم إلا بعض الحروف الزائدة التي لاتوجد في العربية.

٤־ العروض:

إن البحور الشعرية التي يجري عليها الشعر الأردي هي ما وضعه الخليل للشعر العربي.

وفي الباب الثاني تحدث المؤلف عن النظام الصوتي للغة الأردية، فتناول الأصوات، ورموزها، ومخارجها مع المقارنة بالأصوات العربية، والفارسية، والسنسكريتية، والإنكليزية. وهذه الأصوات كلها تدور حول المخارج التالية :

٭الحنجرة.٭وسط الحلق.٭ أدنى الحلق.٭اللهاة.٭ اللثوي.٭وسط اللسان. ٭أسناني لثوي. ٭الشفتان.

وجاء لكل من هذه المصطلحات العربية بمسمياتها الفرنسية والإنكليزية أيضا، وربما يوضحها بالخرائط والجداول، وفصّل الكلام في أنواع المدود، وما تفرّع منها من مصطلحات، وقام بالتطبيق بين مبادئها وبين أصواتها بأمثلة غيرقليلة مع ترجمتها العربية، والإشارة إلى كيفية نطقها بالهجاء الإنكليزي.

وفي الفصل الثاني من هذا الباب تكلم عن الكتابة الأردية، إذ أنها تكتب من اليمين، وهجاءها عربي كتابة لانطقا، فقد أوضح الفرق بالأمثلة بين كتابة الأصوات العربية، والفارسية، والسنسكريتية.

وفي الباب الثالث يهدف المؤلف إلى دراسة أوضاع الألفاظ الأردية من ناحية أصولها، فقد ميّز بين الكلمات المصروفة وغير المصروفة، وذكر مبادئها وقواعدها مع الإشارة إلى لغات من العربية، والفارسية، والسنسكريتية التي نبعت منها هذه الألفاظ وسرد هناك كلمات من ثلاثة أنواع:

١־ كلمات عربية تنطق بالأردية باللهجة المحلية، وتفيد معانيها العربية أمثال:

٭كرسي.٭ حساب. ٭ وكتاب. ٭قلم.

٢־ كلمات عربية منطوقة بلهجة محلية، وقد خصّص لها من معان في الأردية، مثلا:

حفظ: معناها بالأردية حفظ القرآن الكريم.

٣־ كلمات عربية تفيد في الأردية بمعان غير معلومة عند العرب أوعكس ما يستعملها العرب، مثلا:

٭نسخة: معناها في الأردية، الوصفة الطبية.٭ خفة: معناها في الأردية، الندامة.

ثم تكلم عن المصدر الفعلي، والضمائر، والإشارات بالتفصيل مقارنا باللغة العربية.

وأما الفصل الثاني من هذاالباب فقد خصّه للفعل بجميع أضرابه بالإضافة إلى تصاريفه من الماضي، والحال، والاستقبال، مع الترجمة العربية أو الإنكليزية، ومع توضيح ضمائرها.

ثم يتناول الأدوات، والحروف المتنوعة، فقد أسهب الكلام في بيان حروف الاستفهام، والعطف، وأدوات الاستدراك، والشرط، والاستثناء، والتخصص أوالحصر، والتمييز، والإيجاب، والنفي، والحروف الإضافية الرابطة، وحروف النداء، والمبالغة، والتفضيل، والتعدية، وحروف المدح، والذم، والتعجب، والتفسير. وقد أورد لكل نوع من هذه الأنواع جميع صيغها، مع الشرح، والترجمة العربية أو الإنكليزية، وبالإضافة إلى طرق استخدامها، وأدائها.

وفيمابعد يعالج الأسماء، فيوضح كل نوع من الأسماء بالعلامات، فقد أورد التذكير والتأنيث، وأسماء الزمان والمكان، والأسماء الموصولة، وأسماء العدد، والجهات، مع الترجمة العربية، وقد شرح السوابق واللواحق في الجداول المختلفة مع ترجمتها العربية بنوع من التفصيل.

والآن يخوض المؤلف في النظام النحوي للغة الأردية، فقام ببيان قواعدها مع الأمثلة، والتمارين، والتطبيقات، وذكر خلال ذلك أن نظام النحو الأردي تابع لنظام اللهجة البراكريتية السنسكريتية، فجاء هناك بموجز تاريخ قواعد اللغة السنسكريتية الذي يرجع إلى ماقبل ميلاد المسيح بخمسة قرون.

وفي الباب الخامس جاء بتطبيقات تربوية، فقد أكثر الكلام في تناول الأوجه المختلفة للتماثل، والتشابه، والاختلاف بين الأصوات العربية والأردية، وأوضح كلها في الجداول.

ثم تحدث عن الأخطاء التي طالما يتعرض لها الناطقون بالأردية حينما يتكلمون العربية، وقد أورد هناك رسالتين عربيتين للكاتبين الهنديين من هذاالقبيل، وحلّلهما تحليلا لغويا، وأشار إلى الأخطاء فيها.

وفي نهاية المطاف سرد المؤلف قائمة طويلة على الترتيب الهجائي للألفاظ العربية التي شاعت وراجت في الأردية في ملحقين مختلفين.

ففي الملحق الأول أورد كلمات عربية من أربعة أقسام:

١־ كلمات عربية تستعمل بالأردية في معانيها العربية، وقد أورد المؤلف ١٢٢٧كلمة تقريبا من هذا القبيل.

٢־ كلمات عربية تستعمل في الأردية لمعنى خاص، بينما هي تحمل المعنى العربي أيضا، فخذوا على سبيل المثال كلمة "انتقال" تفيد في الأردية بمعنى "الموت"، أما في العربية لاتفيد هذا المعنى إلا إذا قيل في الجملة "انتقل إلى رحمة الله تعالى". وقد سرد المؤلف من هذا النوع تقريبا ١٣١ كلمة.

٣־ الكلمات العربية المنطوقة بالأردية في غير معناها العربي مثلا كلمة "ملائم" تستخدم بالأردية في معنى " الناعم"، بينما هي تدل في العربية على معنى "مناسب". وقد سرد المؤلف من هذا القبيل تقريبا٥٠ كلمة.

٤־كلمات عربية تستعمل بالأردية في كلام الفقهاء والقضاة والعلماء، ولايستخدمها العامة من الناس مثلا كلمة "إجماع" مصطلح فقهي لايستعمل في كلام العامة، وقد سرد المؤلف من هذاالنوع ١٠ ألفاظ.

وفي الملحق الثاني أورد المؤلف قائمة للألفاظ العربية المستخدمة في الأردية على أوزان الأسماء العربية، وقد رتبها بكل دقة وخبرة. وفي التالي أسرد تعدادها مع الإشارة إلى أوزانها :

فعل: (بفتح الفاء وسكون العين واللام) مثلا: "قتل" و"صبر" و"عقل"، سرد المؤلف على هذاالوزن ٣١ كلمة.

فعل: (بفتح الفاء والعين وسكون اللام) مثلا: "أثر" و"كفن" و"غلط". وعلى هذاالوزن ٢٤ كلمة.

فعل: (بكسرالفاء وسكون العين واللام) أمثال: "علم" و"عشق" و" ذكر"١٦ كلمة.

فعالة: (بكسرالفاء وفتح العين واللام ، المكتوبة بالتاء المبسوطة) مثلا: "كفالت" و"جهالت" و"نفاست" ١٠ ألفاظ.

فعالة: (بفتح الفاء والعين واللام، المكتوبة بالتاء المبسوطة) أمثال: "شرافت" و "سخاوت" و"بلاغت". ١٣ كلمة.

فعل: (بضم الفاء وسكون العين واللام) أمثال: "لطف" و"قرب" و"حسن" ٨ كلمات.

فعال: (بفتح الفاء والعين، وسكون اللام) "قرار"و "ثبات" و"جواب" ٩كلمات.

فعال: (بكسرالفاء وفتح العين وسكون اللام) " شعار" و "حساب" وعلاج" ١٠ ألفاظ .

فعال: (بضم الفاء وفتح العين وسكون اللام) " غبار" و"بخار" ٣ ألفاظ .

وعدا هذه الأوزان هناك أوزان كثيرة جلب المؤلف منها كلمات مع بعض الشروح التي كانت الحاجة ماسة إليها وهي:

- فَعلة كـ"نعرة". – فُعلة كـ"تحفة". – فَعلة (بالتاء المبسوطة)كـ"عظمت". – فُعلة( بالتاء المبسوطة)كـ"قدرت". – فِعلة (على إدغام العين واللام)كـ"عزت". – فِعلة(بالتاء المدورة)كـ"قبلة". – فِعلة(بالتاء المبسوطة)كـ"نعمت". – مفعل كـ"محرم".

- مفعل كـ" محمل" . مفعلة كـ"مشورة". – مفعلة كـ" مقبرة". – فعول كـ"ثبوت". – فاعل كـ" خالص". – مفعول كـ" مقبول". فعيل كـ"عظيم". – فعيلة كـ"سليقة". – فعيلة (بالتاء المبسوطة) كـ " نصيحت". – فاعليّة (بالتاء المبسوطة) كـ"قابليت".

وهناك ألفاظ على أوزان الثلاثي المزيد فيه:

تفعيل كـ"تعظيم". – مفعِّل كـ"معلم". – مفعَّل كـ"معظم". – تفعيل (بالجمع) كـ" تسليمات"

- مفاعلة كـ"محاورة". – مفاعلة (بالتاء المبسوطة) كـ"مناسبت". – مفاعِل كـ" مخالف"

- فِعال كـ"جهاد". - إفعال كـ" إنصاف". - مفعِل كـ"منصف". – إفعال (بزيادة التاء) كـ"إشاعت". – تفعُّل كـ"تعلق". – متفعِّل كـ" معلق". – متفعَّل كـ"متبرك". – تفعل (بزيادة المبسوطة على الجمع) كـ"تبركات". – تفاعل كـ"تعامل" . – متفاعَل كـ"متنازع". – انفعال كـ"انحصار". – منفعل كـ" منحصر". – افتعال كـ"احترام". – مفتعل كـ"ممتحن". – مفتعَل كـ"محترم". – استفعال كـ"استقبال". – مستفعِل كـ"مستعفي".

- مستفعَل كـ"مستقبل". – افعللال كـ"اضمحلال" . – مفعَلِل كـ"مضمحل.

هذه أوزان عربية مختلفة تستخدم كلمات عليها في الأردية، فبعض يفيد المعنى العربي، وبعض يتغير معناه العربي فيدلّ على معنى خاص.

واستفاد المؤلف في تأليف هذا الكتاب من كثير من المصادرالعربية، والفارسية، والأردية، والإنكليزية. وهوخير شاهد على قدرته النابغة لدقائق علم اللغة، وجلائلها، ونكاتها.

يقع الكتاب في ٣٠٦صفحة، قام بطبعه معهد اللغة العربية، جامعة أم القرى مكة المكرمة، عام ١٩٨٦م / ١٤٠٦هـ .

٣­أساس اللغة العربية.(العربية):

استعراضا لهذا الكتاب وما يحويه من دروس وأساليب أكتفي بنقل ملخص ماكتبه ناشره في دارابن كثير في بيروت في بداية الكتاب وذلك ما يكون خير تعريف بالكتاب وخير استعراض لمحتوياته، يقول الناشرتحت عنوان:"مقدّمة الناشر"بعد الحمد لله تعالى والصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم:

"وهذاالكتاب الذي بين أيدينا يعلّم اللغة العربية لغيرالناطين بها، فـي شتى ميادين اللغة، كالقواعد، والإملاء، والتعبير، في شمولية واسعة، واستيعاب كامل، وتقصّ لدروس العربية، بحيث يجدالطالب والقارئ بغيته بسهولة ويسر، بعيدا عن التعقيد والتفاصيل المسهبة.

ويضمّ هذاالكتاب حسنات التأليف، من حيث إيراد النصوص من القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، والشعرالعربي المنتقى المختار الهادف، إلى جانب نصوص نثرية متميزة، ذات مضمون مفيد، وتعابير تخدم الفكرة العامة، وتكون ذخيرة لغوية لكل دارس ومطّلع. وكل درس فيه جامع لأنواع من العلوم العربية، وهذا مايسمى بالنص التكاملي، من قراءة، وضبط، وشرح، ونحو، وإملاء، وتعبير، ومحادثة.

والدروس الواردة في هذاالكتاب بأجزاءه الثلاثة تجعل من الدارس فاعلا لامنفعلا، بحيث يقوم بالقراءة، والتحليل، والكتابة، والإجابة بعد هضم المعاني كلها"

ويقول البروفيسور محسن العثماني الندوي توضيحا لأسلوب الكتاب وبعض مزاياه حيث يزوّد المدرسين والطلاب ببعض التوجيهات عن دراسة وتدريس هذاالكتاب وها ألخّصه في التالي :

"وإن أهمّ ميزة لهذا الكتاب أنه اتخذ الأسلوب المباشر لتعليم اللغة العربية للأجانب الذين يتعلمونها كلغة أجنبية، فالأسلوب المباشر طريقة عملية وهو أعمق أثرًا، وأكثر تعلقـاً بالذاكرة، والكتاب لايعلّم القواعد بطريق نظري جامد مثل صيغ العلوم الطبيعية الجافة التي تحشى بها رؤوس الطلاب، وإنما الكتاب يدرّس القواعد بتطبيق طبيعي من خلال التعبيرات والتدريبات، حتى يختبر الطالب صحة الجملة اعتماداً على الذوق السليم ، فترسخ القواعد في الذهن دون عناء الحفظ

وأضاف قائلا:

"إن التغييرات في هذا الكتاب تتمّ عن الفكرالإسلامي، فاقترن الفكر الإسلامي مع اللغة والأدب، وانصهر الجميع في بوتقة واحدة

والكتاب يشتمل على ثلاثة أجزاء فالجزء الأول يحتوي على تعبيرات عربية عادية سهلة على حسب ملكة هضم الناشئين ثم يرتفع مستواه طورا بعد طور. فيجد الطلاب في الجزء الثاني بعض القواعد التي تقيهم عن أخطاء ربما تقع من طلاب غير الناطقين بالعربية. وفي الجزء الثالث يهتمّ الكتاب بتوليد ملكة فهم الشعر والنثر المطوّل، والتذوّق بحلاوتهما وروعتهما وجمالهما الأدبي والبلاغي.

طبع الكتاب أولا في دارابن كثير بدمشق ثم في المكتبة الندوية ندوة العلماء لكناؤ عام ٢٠٠٧م.

٤­دروس الأطفال.(العربية-الأردية):

كتاب ألف لغرض تعليم الناشئين الناطقين باللغة الأردية اللغة العربية، فالمؤلف صرّح قائلا بأنه رتب الكتاب بعد تجربة ناجحة لتدريس اللغة العربية على هذاالأسلوب، وهو على مبدأ التدريب والتكرار والتساؤل، واستهل كتابه بالمفردات العربية مع بيان الفرق بين المعرفة والنكرة، وبين التذكير والتأنيث، ثم يردف الجمل الإسمية المتكونة بكلمتين، وتليها جمل ذات النعت والمنعوت، وخلال ذلك قام المؤلف بتوفير كلمات لابأس بها حتى يكون لدى الطلاب ذخر منها، وهي مع الإشارة إلى التذكير والتأنيث وإلى المفرد والمثنى والجمع.

وبعدما مكّن المؤلف الطالب من استخدام هذه الكلمات والتراكيب الوصفية والإضافية بالتدريبات والتمارين، يدخل في باب الاستفهام وطرق استخدامه في الجمل مع الإشارة إلى الاستفهام المثبت والاستفهام المنفي، وأثناء ذلك حاول المؤلف أن يمكّن الطالب من القيام بالتساؤل بأداة السؤال أمثال: "ما".....؟، و"من"......؟، و"هل".....؟، و"أ"......؟، و"أي"...؟ و "كيف"......؟، ومن القيام بالإجابة بأداة الجواب أمثال: "نعم".......!، و"لا"...!، و"بلى".....! وما إلى ذلك. وخلال هذه التدريبات يأتي بالجمل الفعلية مع الإشارة إلى طرق استخدامها، والتمييز بين الفعل المعروف والفعل المجهول، وبين الفعل اللازم والفعل المتعدّي، وبين الأمر والنهي. واستخدم أداة النداء المذكر والمؤنث والمنادى على طريقة تجعل الطالب يتمكن من استخدامها في كلامه.

بدأ المؤلف كل درس بذكر المبادئ النحوية والصرفية باللغة الأردية ثم يأتي بكلمات عربية وفيرة وتدريبات كثيرة بدون أن يترجمها إلى الأردية على حسب المستوى الابتدائي، فقد أصبح الكتاب كله عملا تطبيقيا يستطيع الطالب بعد هضمه التقدم إلى المستوى القادم بسهولة.

ومما يميزه أن المؤلف لم يعط الناشئين كلمات سوقية تنسخ في ذهنهم الأثر غيرالصالح، إنماهي كلمات قرآنية هادفة تؤثر في ذهنهم أثرا دينيا صالحا، ويقرّبهم إلى المبادئ الإسلامية والقيم الخلقية والدينية.

والمؤلف عن طريق هذا الكتاب حاول تدريس اللغة العربية في أسلوب ميسّر، فسامحوني أن أقول:

"هذه لغة عربية ميسّرة يسّرها الدكتور عبدالله عباس الندوي لأبنائه الأرديين على المنهج المباشر".

وأشاد الشيخ أبوالحسن الندوي بأسلوب هذا الكتاب في مقدمته، وإليكم ملخصه:

"إن هذا الكتاب حلقة من سلسلة المقررات الدراسية التي رتبت لتيسير اللغة العربية وإيجازها، والمؤلف قسم الكتاب بين الجمل الصغيرة والتدريبات والتساؤل في أسلوب جعله سهلا ممتعا للطلاب، وقد اعتنى بالمبادئ النحوية والصرفية التطويرية، فبينما الكتاب يدرس مبادئ اللغة، هذا كتاب تطبيقي للصرف والنحو، فبه يتمكن الطلاب من تكوين الجمل والإجابة عن الأسئلة بالعربية "

يقع الكتاب في ٦٤صفحة ، قام بطبعه ونشره "مكتبة دين ودانش " لكناؤ، عام ١٣٧٢هـ/١٩٥١م .

……………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………………….

Comments

  1. to explore the contributions of our indian scholars is the basic duty of us and our beloved brother and an new born growing scholar Mr. Qamer Shaban Nadwi has actively been fulfiling this duty. His efforts in this regard so appreciatable.

    ReplyDelete
  2. معلومات هامة بأسلوب رائع...................
    جزاك الله أحسن الجزاء......:)

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

النظريات الأدبية في الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة

جهود العلماء الهنود في المعجمية العربية