فلواري شريف والزاوية المجيبية بالهند....

فلواري شريف والزاوية المجيبية بالهند

قمرشعبان الندوي

تقع قصبة فلواري شريف في الجانب الغربي من مدينة بتنه على بعد ٨ كيلو مترات، كانت هذه القصبة في قديم الزمان بستانا (پهلواري)[1] لملك من الملوك، واستوطن فيها كبارالمشائخ فزادوا على ذلك كلمة "شريف" تشريفا بهم (أي بستان للأشراف من الناس) فأصبحت "فلواري شريف".[2]

تاريخها:

يقول الأستاذ هلال أحمد القادري[3]:

"لم يحفظ تاريخها الابتدائي، إلا أنه يبدو من تواجد بعض المقابر القديمة بها أن بعض المشائخ والدعاة وفدوا إليها قبل القرن الثامن الهجري لنشرالإسلام، منهم الشيخ عاشق الشهيد، والشيخ حاجي الحرمين، والشيخ المخدوم إله داد، والفضل يرجع إليهم لتمهيد طرق باب العلم والمعرفة".[4]

وفي القرن الثامن الهجري في عصرالشاه فيروز تغلق وفد إلى الهند الشيخ المخدوم راستي الكيلاني من كيلان بإيرن، حتى وصل إلى الشيخ شرف الدين يحيى المنيري، واستقى من نبع علمه ودينه، وقام بالدعوة الإسلامية في هذه المنطقة، وأثمرت جهوده، ودخل أناس حظيرة الإسلام، وتوسع نطاقها، وانتشر المسلمون فيها إلى أنحاء بعيدة[5].

الزاوية المجيبية:

وفي غرة القرن العاشر الهجري جاء الشيخ شاه سعدالله الشهيد من دلهي إلى پهلواري شريف مع نجله أميرعطاء الله، وتوطن فيها، وعمرهذه الحارة إلى أن أنجبت هذه الأسرة ولدا نجيبا سمي مجيب الله الملقب بـ"تاج العارفين"، وترعرع على العلم والأدب والدين، وبدأ يربي الناس تربية دينية خلقية، ويزكّي نفوسهم، ويصلح أعمالهم في منزله، ثم جرى ولده نعمة الله القادري على هذاالدرب في منزله الذي أسماه فيمابعد"خانقاه مجيبيه"(الزاوية المجيبية)[6].

أنجبت هذه الزاوية من رجالات في الديانة، والعلم، والأدب، والشعر، ومازالوا يتقلّدون منصب"القضاء"في عصورمختلفة إسلامية، يقول الأستاذ هلال أحمد القادري:

"قطن أولاد الشيخ المخدوم راستي الكيلاني بفلواري شريف، وكثر فيهم العلماء والفقهاء والقضاة إلى عام١٣٠١هـ/ ۱۸۸٤م.[7]

ولهم إسهامات في الإصلاح والتربية والتدريس والتزكية، وغرام شديد بالسيرة النبوية. ومن أهم من أنجبت هذه الزاوية من الشخصيات: الشاه بدر الدين القادري أميرالإمارة الشرعية الأول، ونجله الشاه محي الدين القادري أميرالإمارة الشرعية الثاني، والشاه أمان الله القادري، والشاه أبوالفضل محمدعباس مفتي الإمارة الشرعية سابقا، والشاه عون أحمد القادري، والأستاذ جعفر الفلواروي الندوي، والشاه نعمت إمام، والأستاذ بدر أحمد المجيبي الندوي، والشاه هلال أحمد القادري.



[1] - فلوري كلمة فارسية تدل على معنى "البستان" بالعربية.

[2] - عبدالله عباس الندوي: سفرنامه حيات (سيرته الذاتية) پٹنه، ٢٠٠٥م، ص:١٣.

[3] - وهو أحد علماء هذه القصبة وهو على قيد الحياة ، له مؤلفات في الأردية.

[4] - هلال أحمدالقادري: سيرت پيرمجيب، پهلواري شريف،٢٠٠٥م، ص:١٠־١١.

[5] -المصدرالسابق، ص:١٠، نقلا من تذكرة الكرام لأبي الحياة الپهلواري: ص: ٦١٤.

-[6] سفرنامه حيات، ص:١.

[7] - سيرت پيرمجيب، ص: ١٢.

Comments

Post a Comment

Popular posts from this blog

الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

البيئة وأثرها في تكوين شخصية الإنسان

النظريات الأدبية في الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة