الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي

الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي

قمرشعبان الندوي

من كبار الكتاب والصحفيين والمدرسين بالهند، أسفر صبح حياته عام ۱۹۳٥م في بيت علم وتقى ودين، وفي أسرة ينتهي نسبها إلى سيدنا حسن رضي الله تعالى عنه، وهو ابن أخت سماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي، يقول الأستاذ نذرالحفيظ الندوي عن نشأته وتربيته:

"ولد الأستاذ محمد واضح رشيد الحسني الندوي في أسرة كان شعارها منذ زمن طويل الجمع بين العقيدة السلفية النقية وبين الربانية الصحيحة، فتربى الأستاذ تحت إشراف خاله سماحة الإمام أبي الحسن علي الحسني الندوي-رحمه الله تعالى رحمة واسعة-، فاستقى من فكره النير، ونظرته الثاقبة، وغيرته الدينية، وحميته الإسلامية، وقلبه المشرق اليقظ، وفراسته الإيمانية، وحسه المرهف، وذوقه الرفيع، وأسلوبه الدعوي والتربوي الحكيم، وعقله المتفتح، واتزانه في التأليف والنقد والتحليل، والاستنارة بنورالقرآن وهديه والاستدلال به، فكان التوفيق حليفه في كل خطوة خطاها في الدعوة والتعليم والتربية، وفي مجال التأليف والإعلام"

درس الابتدائية في بيته، وتلقى العربية والدراسات الإسلامية في دارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ، ثم حصل على الليسانس في الإنكليزية من جامعة على كراه الإسلامية. عمل في الإذاعة الهندية في القسم العربي مدة عشرين سنة خلال الفترة:(۱۹٥۳-۱۹۷۳م)، فحصلت له خبرات في الترجمة، ووسعت معرفته السياسية والاجتماعية، وبرع في الإنكليزية، ونبغ في الصحافة، يقول الدكتور أشفاق أحمد الندوي[1] عن نبوغه العلمي واللغوي والصحفي:

"هو صحافي شهير ومحلل سياسي كبير ومترجم قدير ومتضلع من اللغة العربية وراسخ في الأدب العربي قديما وحديثا، وله اطلاع تام على الفنون الأدبية، وهو متقن باللغة الإنجليزية التي ساعدته في توسيع ثقافته الغربية وسياستها وعلومها الأدبية والفنية، وهو أيضا من أشهرالصحفيين الهنود باللغة العربية، وله أسلوب ممتاز في الصحافة، فهو يقدم تحليلا سياسيا لقضية من القضايا الساخنة من منظور إسلامي وصحافي فني، ولايبدو من كتابته أنه شخص ديني لايعرف إلا الإسلام وتعاليمه بل يعرف العلوم الشرقية، والغربية المختلفة ومطلع على ما يحدث حوله من تغيير سياسي وانقلاب أدبي"

خدماته العلمية والأكاديمية:

يظل الأستاذ واضح رشيدالحسني قائما بخدمات من التدريس والتأليف والكتابة الصحفية منذ۱۹۷۳م بدارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ، وتقلد مناصب عالية بها، فأصبح عميدكلية اللغة العربية وآدابها، ومدير المعهدالعالي للدعوة والفكرالإسلامي، والآن يشتغل نائب رئيس تحرير مجلة: "البعث الإسلامي" ورئيس تحريرجريدة "الرائد" بالإضافة إلى إشرافه لمجلة:The Fragrance of East”الإنجليزية الشهرية الصادرة من ندوة العلماء، كما عين السكريتارالعام للمجمع الإسلامي العلمي لكناؤ، وبعد وفاة أستاذه الدكتور عبدالله عباس الندوي تقلد منصب رئيس الشؤون التعليمية لدارالعلوم ندوة العلماء.

أسبغ الله تعالى عليه قلما عذبا سلسالا نال القبول والرواج، وسيطر على أفئدة المتذوقين، وخاصة حينما يصرصر في العربية الحديثة الحية الرائجة في العصرالمتحضر، المقبولة لدى الأذكياء المتثقفين، فلمقالاته التحليلية المنشورة في مجلة:"البعث الإسلامي"حول العنوان:"صورو أوضاع" صدى في الأوساط العلمية العربية في الهند وخارجها، كما يمتلئ القارئ شبعا وريا من مقالاته المنشورة في جريدة "الرائد" التي تحلل الأوضاع الراهنة تحليلا موضوعيا في ضوء كتاب الله العزيز، وسنة النبي الكريم رحمة للعالمين، وقد نبعت من قلمه مؤلفات في الأدب والسيرة والصحافة وما إلى ذلك، ومن أهمها:

- مصادرالأدب العربي.

- تاريخ الأدب العربي(العصرالجاهلي).

- المسحة الأدبية في كتابات الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي.

- أدب الصحوة الإسلامية.

- حركة التعليم الإسلامي في الهند وتطورالمنهج.

- أدب أهل القلوب.

- الشيخ أبوالحسن الندوي قائدا حكيما.

- الدعوة الإسلامية ومناهجها في الهند.

- الإمام أحمدبن عرفان الشهيد(الجزء الخامس من سلسلة رجال الفكر والدعوة في الإسلام).

- مختصرالشمائل النبوية صلى الله على صاحبها وسلم.

- من صناعة الموت إلى صناعة القرارات.

- إلى نظام عالمي جديد.

يناهزعمر الأستاذ الخامس والسبعين، ولكنه رغم ذلك دؤوب وعاكف على نشاطاته العلمية والأدبية، ومسئولياته التدريسية والإدارية، وإشرافه للطلاب والباحثين إشرافا سديدا لئيقا، مع بساطته في المشي والملبس، وسذاجته في المضجع والمشرب.

(بارك الله تعالى في عمره، وجزاه أحسن ما يجزي به عباده المخلصين المحسنين)



[1] - هو من مواليد١۹۷۳م بمديرية كتيهار، إقليم بيهار، بالهند، تلقى الدراسات العربية والإسلامية بدارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ، أحرز"الدكتوراة" في العربية بجامعة جواهر لال نهرو نيودلهي، له معرفة بالعربية والإنكليزية، والأردية ، والهندية بالإضافة إلى خبرته في الترجمة، ألف كتبا بالعربية في تاريخ اللغة العربية وآدابها بالهند، يشتغل الآن أستاذا مشاركا في جامعة آسام بالهند.

Comments

Popular posts from this blog

الثنائية اللغوية بين اللغات الهندية والعربية الفصحى

النظريات الأدبية في الأدب العربي بين الأصالة والمعاصرة

جهود العلماء الهنود في المعجمية العربية